أضف إلى المفضلة
الأحد , 18 أيار/مايو 2025
شريط الاخبار
الباقورة تسجل أعلى درجة حرارة على مستوى الأردن وزير الاتصال الحكومي: الأردن سيبقى عصيا على كل محاولات إثارة الفتنة الإعلامية إعلان بغداد: تأكيد دعم الوصاية الهاشمية وتجديد رفض تهجير الفلسطينيين رئيس الوزراء يعقد لقاءات ثنائية في بغداد مع نظيريه اللبناني والإسباني والأمين العام للأمم المتحدة خلال مشاركته بالقمة العربية إقرار 15 قانونًا خلال الدورة العادية الأولى لمجلس النواب العشرين تسجيل اعلى درجة حرارة في عمّان منذ حزيران 2024 حسان: همنا الأول وقف الحرب .. وثبات الشعب الفلسطيني عنوان المرحلة النساء يشكلن 37 % من إجمالي العاملين بالقطاع الصناعي 5 زعماء من أصل 22 في قمة بغداد - اسماء 65.1 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية بدء الجلسة الافتتاحية من أعمال القمة العربية في بغداد - تحديث أبو السعود: الناقل الوطني سيوفر من المياه حوالي 300 مليون متر مكعب سنوياً العمل: التغييرات على مهنة "عامل نظافة" خاصة بالعمالة غير الأردنية بالعمارات السكنية فقط مبادرات سياحية نوعية في رؤية التحديث الاقتصادي لتعزيز مكانة الأردن كوجهة عالمية رئيس الوزراء يصل إلى بغداد للمشاركة في مؤتمر القمة العربية ومؤتمر القمة التنموية مندوباً عن الملك
بحث
الأحد , 18 أيار/مايو 2025


المعاني الشعبية للديمقراطية

بقلم : د. فيصل غرايبة
29-07-2021 05:21 AM

بقدر ما توفره الحياة الديمقراطية لنا من حريات وحقوق واحترام للاختلافات الفكرية والسياسية داخل المجتمع، فانها تهيئ لولادة قوى سياسية واجتماعية، تقيم الأمور بمنطلقات واعية وعلمية، وليست بمقاييس سياسية فقط، أو بنزعات سلطوية بحتة، بينما تستلزم العقلانية نسقا اجتماعيا ديمقراطيا يشمل الجميع ولا يستبعد أحدا. ولما كان العقل التواصلي يقتضي أن يكون هناك تبادلا عقلانيا ما بين أصحاب التصورات والعقائد المختلفة، فإن الفعل التواصلي يدعونا دوما إلى اتباع مبدأ المناقشة العقلانية الحرة نهجا للالتقاء وسياسة للاتفاق، أما الجهات والأطراف المتنازعة فانها تختار اللجوء الى العنف والتطرف أو التحجر والتكبر تجاه الآخرين، نتيجة لاقصائها للفعل التواصلي، وفقدانها لروح التحاور والنقاش.

إن الشعور بالتحسن والنمو على المستوى السياسي والأقتصادي والأجتماعي، هو اليوم عامل مشجع لمراجعة الأنسان لحاله وأوضاعه في أي مكان كان، مما يبعث في الناس جميعا الأمل والتفاؤل ازاء المستقبل، ويحفزهم على العمل، على طريق التقدم، لأن الشعور بتحسن الأوضاع يدفعهم باتجاه ارساء قواعد متينة لتكوين المجتمع المدني المنشود.

إن الابتعاد تدريجيا عن الاستبداد السياسي والانغلاق الاجتماعي والتقوقع الثقافي والكبت الاقتصادي والعنف المجتمعي، ونبذ الحروب، والتمسك بمبادئ حقوق الانسان وقيم التواصل واحترام الاخر او القبول بالمختلف، ورفض الديمقراطية، أو التحاور او روح التسامح وحب الحياة، هو المفتاح لبناء حياة رغيدة حيوية منتجة.

إذ أن الديمقراطية ثقافة بقدر ما هي خبرة يكتسبها الإنسان والمجتمع عبر التاريخ، ومن خلال التجربة والممارسة، وعبر تطور الوعي والوعي الذاتي، انها ثقافة ليس لنا الا ان نفهم أنها غير قابلة لأن تنتج وتبدع عبر القرارات والقوانين، أو انها تتكون في إطار الخبرة. والديمقراطية ليست ساحة هادئة يستحيل وضعها في بؤرة معينة، أو تقييدها في إطار ضيق، بل هي إطار شامل تمارس في ظله كل تلك المثل والقيم والمفاهيم السامية، كأدوات لتنظيم المجتمع والدولة وادارة الحياة، وهي معلم رئيسي لبناء الاختلافات الفكرية الخلاقة أو التعددية السياسية البناءة، أو لاستنهاض البلاد من التضيق الفكري الذي يسببه غياب الثقافة الديمقراطية، وانعدام الخبرة التاريخية وممارسة العمل الديمقراطية، وبالتالي تركيب وإبداع المعايير والمفاهيم الفكرية الناجعة سياسيا واجتماعيا، تستقطب الجميع وتحتضن المختلفين، وتنهي طغيان آيدويولوجية الاستبعاد والاستعباد، وتعيد الثقة بما كان مجرد شعار.

كما أن الحكومة القوية لا تبنى على لغة الإكراه السياسي، وانما تتحقق من خلال الالتزام بمفهوم المواطنة والحرية السياسية، وتوزيع الثروة والسلطة في البلاد توزيعا عادلا يشمل جميع الشرائح الاجتماعية، كما أن مثل هذه الحكومة تكمن في مدى محاربتها لظواهر الفساد وانهاء مأزق البطالة والتحقيق في حالات الغنى الفاحش، وعلى صعيد آخر تقوي قدراتها الدبلوماسية والسياسية، وتحتل مكانة مرموقة ومهيبة في الأسرة الدولية، وتشكل شبكة مصالح قوية مع الدول الشقيقة والصديقة.

(الرأي)


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012