أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


عن العزل السياسي والربيع العربي

بقلم : عمر كلاب
18-04-2012 01:02 AM




اختصر أمس د. موسى بريزات المشهد الانتخابي العربي برمته وهو يشارك برأيه في قانون الانتخاب الاردني بقوله “ انه يضمن النتائج سلفا “ , فالانتخابات العربية , ما جرت وما ستجرى تحاول ضمان النتيجة سلفا , إما عبر قوانين العزل التي يصمت النشطاء عليها بشكل مريب , أو من خلال تكسير فرص فوز الخصوم بالقوانين الجائرة أو بالتهم الجاهزة والاستقواء بالربيع العربي بالنسبة لأحزاب المعارضة المستحدثة أو المزمنة .

هناك اغتيال جماعي للديمقراطية , وهدر دمها بين القبائل السياسية , وإن اعتاد العقل العربي اساليب الاغتيال التقليدية التي كانت تمارسها الأنظمة السياسية فإن عليه في زمن الربيع اعتياد اساليب جديدة للاغتيال , بدأت تترسخ في مفردات الخطاب السياسي الحديث أردنيا وعربيا , فما من عاصمة عربية لا تردد نفس التهم بلهجاتها المحلية “ بلطجي , أزعر , شبّيح ... , الخ “.

وما من نظام حديث خالف مبدأ العزل السياسي ولكن بتشريع نيابي وليس بسطوة الحكم, مخالفا بذلك كل الأعراف والتقاليد الحضارية للديمقراطية , وبشكل يعيدنا لمرحلة الخريف الأوروبي .

في العالم الآن احزاب متطرفة تغزو أوروبا تفوز ولا يحظر عليها الترشح , رغم ان مطالبها تخالف العقل العام والأعراف الإنسانية ومع ذلك لم نسمع عن نظام عزل سياسي , فاليمين الاوروبي يعود للواجهة , والحملات على الملونين والمهاجرين واصحاب العيون اللوزية والمسلمين تتكرّس وتحقق نجاحات شعبية , وكل ذلك مقبول في مجتمعات سبقتنا الى الديمقراطية بل يمكن القول إن فرنسا التي اخترعت عجلة الديمقراطية فقدت عقلها ذات انتخابات وفاز اليمين .

عربيا , نريد انتخابات تضمن فوز القوى الحديثة وإلا فالنتخابات مزورة , بالمقابل تسعى الحكومات والنواب القدامى لفرض نظام عزل مضاد , كما فعلنا اردنيا من خلال القائمة الحزبية التي تمنع او تحظر على صنّاع الزمن الجديد الاستفادة من نشاطهم وحراكهم وتفرض عليهم تجيير جهدهم وعرقهم للأحزاب القديمة أو من بلغت سن خروج الأسنان , وارتداء إزارها حتى لو كان على غير مقاس النشطاء .

العقل العربي يثبت انه ما زال أسيرا للعرفية , ويمكن التطرف والقول إنه مفتون بالسلطة فرديا وجماعيا , ولا يقبل الا بالديكتاتور الذي يلامس دواخل كل عربي او يحقق احلامه الصيفية والشتوية ويثبت أن العربي معاد للديمقراطية بالجينات, كما قالت دراسة غربية ذات انتصار يمين محافظ في عاصمة الشر الكونية وتراجعت على إثرها واشنطن عن دعم الديمقراطية في الوطن العربي أوائل العقد الماضي , بل دعمت التوريث السياسي في النظم الجمهورية في اليمن ومصر وسوريا .

يتحرك العقل العربي منذ عام في فضاء حر نسبيا, وللدقة في فضاء انعدام او قلة هيبة الدولة , فكشف العقل العربي عن تشظ مذهل واعراض انسحابية الى الدوائر الضيقة قبائليا ومناطقيا وعرقيا , وتثبت الامصار والتخوم العربية انها كانت مجذوبة لفكرة الوحدة والتوحد تحت راية الديكتاتور وليس راية الوطن المنصوبة على منصة الحرية والديمقراطية بل على منصة صواريخ او مدفع ثقيل .

في مرحلة التخبط أو البدايات يمكن ان تحدث انفلاتات ويمكن ان تمر الاقطار بمرحلة انعدام توازن اقتصادي واجتماعي ولكن لم نشهد كونيا ان دولة تخلصت من الاستبداد فصارت دويلات كما يحدث الآن من محاولات في ليبيا واليمن وحتى في مصر التي عرفت وحدة القطرين قبل خمسة آلاف سنة .

على القوى السياسية ان تستيقظ , وان تترك الانتهازية السياسية التي قد تكفل لها الفوز المؤقت لكنها لن تحفظ لها المقعد طويلا بل لن تحفظ لها الدولة التي ستحكمها , ولذا تراجع الوعي العربي حتى عن فكرة الديمقراطية طالما أن الهدف المنجز لها تفكيك الأقطار وانهيار الدول ووصول الخوف والجوع بدل الأمان والطعام بحسب الوعد الإلهي .

omarkallab@yahoo.co

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-04-2012 10:09 AM

لا بد من العزل السياسي لكل رموز مرحلة الإستبداد حتى لا تعيد إنتاج نفسها من جديد.. في الحاله الأردنيه يمكن ذلك قضائيا من خلال قانون (من أين لك هذا).فمن ثبت فساد ذمته الماليه لا يسمح له أن يكون نائبا أو وزيرا أو سفيرا ولا حتى مستشارا بدرجة وزير(؟؟؟)

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012