أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024


لماذا كل هذا الاحباط والانهزامية

بقلم : كمال زكارنة
10-09-2021 02:28 PM

ما تزال عملية نجاح ستة اسرى فلسطينيين بتحرير انفسهم من سجن جلبوع الاسرائيلي في السادس من الشهر الحالي،تتصدر المشهد الاعلامي والاخباري والتحليلي فلسطينيا وعربيا واسرائيليا،رغم ان المصدر الوحيد حتى الآن للمعلومات حول هذا الموضوع هو الجانب الاسرائيلي، الذي يحرص على التكتم الشديد حول العملية،ويمنع نشر اية معلومات عنها،وهو بطبيعة الحال يسخر ويستخدم كل ما يملك من اجهزة امنية بشرية وتكنولوجية لكشف ملابسات العملية،وهو في عملية سباق مع الزمن للامساك بالمعتقلين الستة،الذين يتوارون عن الانظار حتى هذه اللحظة،ويلتزمون الصمت.
التحليلات الصادرة عن امنيين وعسكريين وسياسيين وصحفيين ومدنيين حول العملية،تتمحور في عدة اتجاهات، اهمها،ان الجانب الاسرائيلي اغتال المعتقلين الستة،واختلق عملية الهروب للتغطية على تصفيتهم،هذا التحليل ضعيف جدا،لأن اسرائيل يوميا تقوم باغتيال مواطنين فلسطينيين على الحواجز العسكرية المنتشرة على امتداد مساحة الضفة الغربية المحتلة،وتقتل النساء والرجال الصغار والكبار دون اي ذنب،ولا يعاقبها او يحاسبها احد،فهي ليست بحاجة لمثل هذا الاخراج اذا قررت تصفيتهم،وفي السجون الاسرائيلية المئات اكثر خطورة منهم.
التحليل الثاني،ان العملية لم تحصل من الاصل بسبب صعوبة وتعقيدات التنفيذ وان الشباب غير قادرين على ذلك،هذا التحليل ايضا غير منطقي،لأن استعداد المعتقلين للقيام بمغامرات ومهام صعبة،موجود على الدوام،فهم متمرسون في العمل النضالي سنوات طويلة،والمقاييس والمعايير التي يضعها اصحاب هذا التحليل اذا كانت تنطبق عليهم،فانها لا تنطبق على المعتقلين،ولا مجال للمقارنة بين شخوصهم وبين المعتقلين،ولا يجوز ان يضع المحلل نفسه مقياسا او معيارا للحكم على الآخرين ،واستخلاص النتائج والعبر على تلك الاسس.
التحليل الثالث الذي يمكن وصفه بالهراء،ان المعتقلين الستة اتفقوا مع الجانب الاسرائيلي الرسمي على هذه العملية،لتنفيذ سيناريو قادم ستقوم به اسرائيل ضد المعتقلين او ضد الفلسطينيين بشكل عام،اصحاب هذا التحليل المشين،انتقلوا من حالة التشكيك الى التخوين،واصطفوا علنا الى جانب الاحتلال الاسرائيلي،وهذا التحليل مرفوض جملة وتفصيلا وغير قابل للنقاش.
التحليل الرابع،ان عملية 'التحرير' لم تحصل ،وان اسرائيل تهدف من وراء رسم هكذا السيناريو الى اجتياح الاراضي الفلسطينية المحتلة وتدمير مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية المدنية والامنية،هذا التحليل ايضا غير واقعي،لأن العلاقات بين السلطة والاحتلال لم تصل الى هذا الحد من الصدام والمواجهة حتى الآن على الاقل،رغم ان اسرائيل قامت سابقا بتدمير تلك المؤسسات وحصار المرحوم ابو عمار حتى استشهاده.
البعض يصف العملية بالخيالية،وانها فلم متفق عليه بين الاسرى واسرائيل،وان تنفيذها مستحيل،مثل هذه القناعات مردها تكرار الهزائم التي تعرض لها هذا الجيل،وعدم معايشته اي انتصار مؤثر وفعال وحقيقي،مما ادى الى الاحباط واليأس والشعور الدائم بالهزيمة،وفقدان الثقة بكل شيء،وفقدان الامل ايضا بتحقيق اي انتصار.
في ظل الغموض الذي يكتنف العملية حتى الآن،لا يستطيع احد الحكم على تفاصيلها ونتائجها ومصير المعتقلين الستة،الا عندما تصدر معلومات منهم هم،وهنا قد يطول الانتظار او يقصر،ولذلك من الافضل ان يحتفظ كل محلل باجتهاداته الى ان تظهر الحقيقة الساطعة،علما بأن الحق في التحليل والتخمين والتوقع والاجتهاد محفوظ للجميع.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012