المقاومة تنتصر..

الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024

المقاومة تنتصر..

بقلم : رشيد حسن
12-09-2021 04:54 AM
بعبارة مختصرة.. وبدون فذلكات نجزم ان النتيجة الاهم والعنوان الابرز لعملية سجن جلبوع البطواية هي : ان المقاومة انتصرت.. نعم انتصرت على دعاة التعايش والمساكنة مع العدو.. انتصرت على دعاة التفريط.. ومرغت سمعة العدو وجنرالاته في الوحل.. واثبتت ان شعب الجبارين اقوى من الترويض ولم تكسر ارادته..
هذا رغم القاء قوات العدو القبض على اربعة من الابطال.. وهو امر متوقع بفعل العملاء والساقطين.. واحتلال العدو لفلسطين كلها ولشعبها منذ سبعة عقود ونيف..
وبوضع النقاط على الحروف.. فلقد احيا ابطال جلبوع، الامل بعد موات.. وهزموا الياس والاحباط... وجسدوا الارادة الفلسطينية في أعظم صورها.. واصدق تجلياتها.. وهي تهزم المستحيل.. وتمزق استار الظلام... وأثبتوا للعالم كله.. للعدو قبل الصديق.. انهم فعلا احفاد شعب الجبارين.. القادرين دوما على مفاجأة العدو، والتفوق عليه...!!.
عملية جلبوع اثبت وبكل اقتدار فشل اجراءات العدو التعسفية، وفشل سياسته العنصرية الفاشية.. وفشل حرب التطهير العرقية في تدجين الشعب الفلسطيني، وكسر ارادته الصلبة، وعزيمته التي لا تلين..
لقد اعاد هؤلاء الابطال الستة رسم رسم الصورة الحقيقية لنضال وكفاح شعب الجبارين, واعادوا القضية الى صدارة احداث العالم كقضية تحرر وطني..!.
كسر اغلال السجن والسجان اصبح حديث العالم كله على مدار كافة الايام التي خلت.. منذ الاثنين العظيم «الخامس من ايلول»..وقد فاقت في تفاصيلها خيالات قوم «هوليود» ومن لف لفهم..
ستة رجال.. رجال في اكثر السجون تحصينا.. وبطشا.. يحفرون نفقا بطول «25» مترا بملعقة طعام.. ويواظبون على الحفر، وبمنتهى السرية والعزيمة ليخرجوا بعد عام يعانقون الحرية.. يعانقون الشمس.. ويلعنون الظلام.. ويصفعون الاحتلال وخفافيش الظلام.
ابطال جلبوع اعادوا تصحيح بوصلة النضال الفلسطيني.. فحولت الاحتلال الى احتلال»ديلوكس» لاول مرة في تاريخ الاستعمار... واشعلوا النار في الهشيم الفلسطيني، وفي العزيمة الفلسطينية.. ليؤكدوا لكل من خارت قواهم.. وارتجفت ركبهم.. بان الطريق الى فلسطين الحرة.. فلسطين العزة والكرامة، هو طريق واحد.. وليس هناك طرق اخرى.
نفق جلبوع فاجأ العدو كما فاجأته صواريخ المقاومة في معركة «سيف القدس» وكما فاجأته «انتفاضة الحجارة عندما تحدى الحجر الفلسطيني دبابة «الميركافاه».. وتحدى اطفال فلسطين جيشا من اقوى جيوش العالم، واسقطوا القناع الزائف عن وجه العدو العنصري، فاذا هو نسخة طبق الاصل من النازية المجرمة..!!.
ابطال جلبوع يستحقون من شعبنا ومن امتنا كل الدعم والحماية، فهم الابناء البررة الذين اعادوا لامتهم ولشعبهم، العنفوان والكرامة والمجد، ومرغوا غطرسة العدو، وغطرسة جنرالاته في سهول بيسان ومرج ابن عامر ووادي الحوارث..
شكرا للرجال.. الرجال، الذين اعادوا التذكير بابطال سجن عكا «جمجوم وحجازي والزير».. وبالقسام وخليل الوزير وغسان كنفاني ودلال المغربي وجيفارا غزة..الخ واكدوا بصبرهم الاسطوري.. وارادتهم التي لا تلين...ان الاحتلال الى زوال، وان الشعب الفلسطيني عصي على الانكسار... عصي على الترويض.. وان المقاومة انتصرت.. وقادرة دوما على الانتصار.

الدستور