أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024


مستشفى الجامعة الأردنية بيئة حاضنة لكفاءات تحتاج لامكانات

بقلم : أ.د. فايز الربيع
09-11-2021 05:46 AM

تعود تجربتي مع مستشفى الجامعة الأردنية قبل أكثر من خمس وأربعين سنة عندما ولدت ابنتي فيه، في ذلك الوقت كان لا يزال في مقتبل عمره وعدد المرضى فيه قليل، عدت إليه عندما عملت في الجامعة الأردنية مديراً للعلاقات الثقافية والعامة ومديراً للمركز الإسلامي ومستشاراً، فكان احتكاكي فيه أكثر بحكم الوفود التي كانت تزور الجامعة، فكانت ميزانية المستشفى معقولة ونفقاته أقل وديونه أقل، كان أطباؤه هم من المفضلين لديّ ولدى أفراد أسرتي ورحمة من توفوا من عائلتي، لأننا نجد فيه مؤسسة عريقة طبية أكاديمية فيها من الميزات ما لا يتوفر لدى غيره.. أوائل الطلبة المقيمين خريجي كلية طب الأردنية ومن المبتعثين إلى مختلف دول العالم، إذ أن الطاقم البشري من أعلى المستويات، ومن استقر منهم في الخدمة، تطور مع الزمن وأصبح يستعمل أفضل التقنيات الطبية الحديثة.

لكن المستشفى أثقل مع الزمن مع تزايد أعداد المرضى من المؤمّنين وغير المؤمّنين من خارج الجامعة والمحولين إليه، وأصبحت ديونه بعشرات الملايين على مؤسسات مختلفة، ومعروف أن أي مؤسسة بعمر مستشفى الجامعة لا بد لها من تحديث في اتجاهات عدة؛ في المباني من الداخل، من الأدوات والمستلزمات الطبية من مستلزمات المرضى من أسرّة وأغطية، من نوعية ما يصرف من مواد على النظافة، من تناسب بين أعداد المرضى وما يقدم لهم من خدمات لوجستية وتمريضية، من تأمين مواقف للسيارات ببناء ذي طوابق يستوعب هذا الكم من المراجعين.

كل ذلك هناك إمكانية لتأمينه لو توافرت السيولة النقدية لرفده وتنفيذه. صحيح أن المريض يحتاج بالدرجة الأولى إلى الطبيب المعالج والمشخص والكادر التمريضي، وهذا متوافر على أعلى المستويات والحمد لله ولكننا نريد أن نضع بين أيديهم الإمكانات اللازمة التى تغطي احتياجاتهم وحتى الحوافز الطبية التى تجعل عين الطبيب إلى الداخل وليس إلى الخارج ستكون هي الأخرى مفيدة للاستقرار الوظيفي.

ربما أنا اتحدث من الخارج كمراجع خرجت للتو من المستشفى والحمد لله ووجدت كل الرعاية المطلوبة، ولكنني كملاحظ ومتابع ومهتم بشأن المستشفى والجامعة التى خدمت فيها وتربطني علاقات طيبة مع مسؤوليها بدءاً من رئيسها ونوابه والعمداء والأطباء والممرضين والإداريين؛ أتمنى أن يكون المستشفى كما هي الجامعة في أحسن حالاته وامكاناته ولابد في هذه الحالة من تشكيل لجنة متابعة لتحصيل ديون المستشفى، يمكن الاستفادة من أصدقاء الجامعة ومن اللجنة المالية في مجلس النواب عند مناقشة ميزانية وزارة الصحة أو المؤسسات الأخرى المدينة للمستشفى من أجل رصد المبالغ التى يحتاجها المستشفى.

الانفاق على الصحة هو إنفاق على الانسان. والصحة والتعليم هما دعامتان اساسيتان لأية نهضة للعقل والجسم أعود وأكرر القول شاكراً للطاقم الطبي والتمريضي الذى أشرف علي بنجاح وأقول ايضاً لدينا ذخائر من الأطباء والكادر التمريضي والإداري المميزين بحاجة إلى ذخيرة والمال هو عصب هذه الذخيرة وللجامعة على كل البنوك والشركات وعلى خريجيها المنتشرين في العالم أبسط الحقوق في الدعم والمساندة.

(الرأي)


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012