أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
المبيضين: لم يعاقب أردنيا للتضامن مع غزة وزير الأشغال يتفقد مشروع تحسين وإعادة تأهيل طريق الحزام الدائري 170 مركبة تطبيقات ذكية جديدة في الربع الأول من العام محافظة يكشف تفاصيل التوجيهي الالكتروني .. واختبار الجامعة بـ4 مواد فقط أورنج الأردن ووزارة الصحة تحتفيان بدور الإبداع والابتكار في القطاع الصحي في ملتقى الابتكار العمل: زيارات تفتيشية لـ 7539 منشأة حررت خلالها 1004 مخالفات الجمارك تحبط محاولة تهريب 73500 حبة كبتاجون في مركز حدود جابر تحديد موعد وأماكن انتخابات رؤساء مجالس المحافظات ونوابهم - جدول الإفتاء تصدر اكثر من 39 ألف فتوى خلال شهر رمضان أكثر من 12 ألف عملية لعلاج السمنة في الأردن سنويا 39% نسبة الإنجاز في تركيب عدادات الكهرباء الذكية إنجازات قطاعي الصناعة والتجارة خلال الربع الأول من 2024 في البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث انخفاض سعر الذهب نصف دينار في السوق المحلي سياحة الرحلات تنعش محافظات الشمال ضبط مركبة تسير بسرعة 195 على طريق المطار
بحث
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


الخطر الهابط من الفضاء

بقلم : سليم ايوب قونة
03-12-2021 07:24 AM

عام 1985 طرح الرئيس الاميركي رونالد ريغان على الرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف وهما يتجاذبان اطراف الحديث عند بحيرة جنيف السؤال التالي: «لو تعرضت اميركا لغزو مفاجئ من الفضاء هل ستقفون معنا»؟

فأجابه غورباتشوف بنعم. يومها كانت الولايات المتحدة تعتبر الاتحاد السوفيتي عدوها المتربص بها رقم واحد.

اليوم وبعد مرور أكثر من 35 سنة على طرح ذلك السؤال الافتراضي تغيرت احوال الدنيا، ولم يعد الاتحاد السوفيتي المناوئ الاول لأميركا خاصة بعد ان اصبح يعرف بالاتحاد الروسي. لكن ذلك لم يمنع من تبلور اجماع عالمي على وجود خطر جديد بات يحدق بالكرة الارضية برمتها من خلال تلوث غلافها الجوي. وهو خطر لا يأتي من الفضاء الواسع والكواكب التي تسبح فيه، بل ينبع من بؤر جغرافية محددة فوق اليابسة كالمصانع والمنشآت الكبيرة التي تحرك الاقتصاد العالمي في اتجاهات متداخلة!.

لهذا جاءت قمة المناخ في «غلاسكو» عاصمة سكوتلندا للتباحث في هذا الشأن الخطير ومؤشراته التي لم تعد خافية على أحد، كالحرائق المتكررة في اكثر الغابات كثافة في العالم، تمدد رقعة المناطق المتصحرة على حساب الاراضي القابلة للزراعة، ذوبان الثلوج القطبية وارتفاع منسوب البحار والمحيطات. يضاف الى كل هذا الزيادة المضطردة في عدد الناس، خاصة في الدول النامية، الذين سيحتاجون للمزيد من الغذاء والماء والهواء النقي للبقاء على قيد الحياة.

أما في خانة الارقام فلندعها تتحدث عن نفسها.

عدد سكان الأرض اليوم بدأ يقترب من 8 مليارات نسمة. يقيم في الصين والهند الجارتان وحدهما أكثر من ثلث البشر. الثلثان الاخران موزعان على أوروبا وافريقيا والاميركيتين وباقي دول قارة أسيا.

داخل حدود الولايات المتحدة يقيم حوالى 330 مليون نسمة، وفيها مصانع ومنشآت تنفث غازات ملوثة ضارة للغلاف الجوي تجاوزت في العام الماضي 4 بلايين متر مكعب من ثاني اكسيد الكربون. اما الصين التي يبلغ عدد سكانها خمسة اضعاف سكان الولايات المتحدة فقدرت كمية انبعاثات مصانعها ومنشآتها من ثاني اكسيد الكربون بأكثر من 10 بلايين متر مكعب لنفس الفترة. تليهما الهند وروسيا ثم الدول الصناعية الكبرى مثل اليابان والمانيا وبريطانيا وكوريا الجنوبية والبرازيل وغيرها بنسب مختلفة.

فاذا كانت هناك ثمة مؤشرات على نجاح قمة غلاسكو الاسكتلندية التي تبنتها دول غربية صناعية بعينها، فان تغيب زعماء دول اخرى مؤثرة عنها مثل روسيا والصين واليابان والبرازيل وكوريا الجنوبية تعتبر اشارات غير مطمئنة للتوصل لحلول سريعة لهذه المعضلة.

يمر كوكبنا حاليا بمرحلة حساسة جدا ازاء مشكلة الانبعاثات الضارة بالغلاف الجوي لها فالدول الصناعية الكبرى، شرقا وغربا مستمرة في تقليص حجم طبقة الاوزون التي تحمي الكرة الارضية من الانبعاثات السامة، الناتجة بدورها عن استمرار انتاج وتصدير الاسلحة والمعدات الثقيلة لباقي دول العالم النامية وشبه النامية، الغارقة في صراعات اقليمية محلية، لا تخدم في المحصلة النهائية الا اهداف ومصالح قوى خارجية!.

يمكن القول ايضا ان الغزو الفضائي الذي كان يقلق الرئيس ريغان قبل اكثر من 35 سنة اصبح حقيقة واقعة وملموسة اليوم، مع فارق اساسي وهو ان مصدر هذا الخطر لم يعد الفضاء الواسع المرصع بالكواكب والنجوم، بل شيئا أقرب الى الواقع المعاش يتمثل بجشع واصرار بعض الدول المتطورة، على مزيد من القوة والاثراء، على حساب الدول الفقيرة الغارقة في حروب مبرمجة، وهي ايضا التي ستدفع فاتورة التغير المناخي الذي لا دور لها في تفاقمه أصلا!.

الرأي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012