افرجت محكمة امن الدولة,الاحد, عن ناشر 'جراسا نيوز' ورئيس تحرير صحيفة المرآة الاسبوعية الصحفي جمال المحتسب الموقوف منذ 23 من نيسان في سجن البلقاء .

واوقف مدعي عام امن الدولة الزميل جمال المحتسب وشقيقته الصحفية سحر المحتسب بعد ان اسند اليهما تهمة الحض على مناهضة نظام الحكم على خلفية نشر مادة صحفية بعنوان 'نائب يدعي وجود توجيهات ملكية بعدم ادانة المجالي بملف سكن كريم'.

وافرج الادعاء العام عن الزميلة سحر المحتسب بكفالة قدرها 5000 دينار, فيما رفضت طلب تكفيل الزميل جمال المحتسب كانت تقدمت به هيئة الدفاع عن الزميل جمال التي تضم في عضويتها المحامي خالد شديفات والمحامي محمد قطيشات .

واثار مثول المحتسب لدى محكمة عسكرية في قضية نشر ردود افعال غاضبة من قبل الوسط الصحفي ومؤسسات المجتمع المدني و المنظمات المحلية و العربية و الدولية المعنية بحقوق الانسان والحريات الصحفية و الاعلامية.

ويعتبر توقيف الصحفيين على خلفية قضايا المطبوعات و النشر مخالفا للدستور و القوانين والاتفاقيات الدولية التي وقع عليها الاردن.

حيث يحظر الدستور الاردني المعدل مثول المدنيين امام محاكم يكون قضاتها من غير المدنين, كما لا تجيز المادة 42 من قانون المطبوعات والنشر توقيف الصحفيين في قضايا مماثلة .

واصدرت المنظمات والمراكز والمؤسسات المهنية بحقوق الانسان والحريات الصحفية التالية ' هيومن رايتس ووتش, مراسلون بلا حدود,سكايز, نقابة الصحفيين الاردنيين, مركز حماية وحرية الصحفيين, المركز الوطني لحقوق الانسان ,والمنظمة العربية لحقوق الانسان', بيانات استنكار و ادانة شديدة اللهجة, مطالبة بالافراج الفوري عن المحتسب .

كما تابعت الصحافة العربية والعالمية باهتمام شديد قضية اعتقال المحتسب وتداعياتها, حيث ابرزت تقارير موسعة و مقالات عدة حول القضية على صفحاتها.

ووصف احد الصحفيين المتخصص بالشؤون البرلمانية المناقشات التي اجرتها حكومة فايز الطراونة الجديدة مع الكتل النيابية والنواب المستقلين بماقشات جمال المحتسب, بعد ان طالبت الكتل النيابية ونواب مستقلون الرئيس المكلف في حينه بالافراج عن المحتسب .

وكان المحتسب قد لوح بالدخول في معركة الامعاء الخاوية عصر الاحد احتجاجا على استمرار اعتقاله, قبل ان يعلن كادر 'جراسا نيوز' وعدد من الصحفيين تضامنهم مع المحتسب.

فيما نظم الوسط الصحفي العديد من الفعاليات الاحتجاجية الرافضة لاعتقال المحتسب ومثول الصحفيين امام القضاء العسكري,بمشاركة العديد من النشطاء السياسيين والحزبيين ونواب , واعضاء الحراك الاصلاحي من مختلف المحافظات, مطالبين بالافراج عنه.

ولم تغب قضية المحتسب عن المسيرات و الاعتصامات الاسبوعية التي ينفذها الحراك الشعبي و الشبابي, حيث رفع المشاركون في المسيرات في مختلف المحافظات هتافات تطالب بالافراج عن المحتسب و تدين حبس الصحفيين و تطالب بتطبيق الدستور في ما يتعلق بحصر صلاحيات محكمة امن الدولة .

وكان لقراء 'جراسا نيوز' نصيب في الاحتجاجات المستنكرة لاعتقال الزميل الصحفي جمال المحتسب, ففي حين شارك عدد كبير من قراء الموقع في الوقفات الاحتجاجية قام اخرون بمساندة المحتسب عبر المقالات وتصميم اللوحات التعبيرية , اضافة الى ما قامت به فرقة كوكتيل الشبابية بتسجيل اغنية خاصة بالزميل المحتسب .

وفي يوم الحريات الصحفية العالمي في الثالث من الشهر الجاري انضمت العديد من المواقع الالكترونية والمؤسسات الاعلامية والصحفية لحملة التضامن مع المحتسب, حيث قامت باعتماد بانر متحرك يومي في اعلى صفحاتها الرئيسة تتضمن نعيا للحريات الصحفية في يوم حرية الصحافة العالمي وذلك احتجاجا على استمرار اعتقال الزميل جمال المحتسب.

وكان لقضية المحتسب نصيب الاسد في كافة الندوات و المحاضرات والنقاشات التي اقيمت في مختلف الجامعات الاردنية الحكومية و الخاصة للحديث عن الحريات الصحفية.