أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب الضمان: إتاحة الانتساب الاختياري التكميلي لمن علق تأمين الشيخوخة خلال كورونا مدعوون للتعيين في وزارة الصحة - أسماء
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


التبرعات الفذلكية من متنفذي الدولة الذكية

بقلم : د. نافذ أبوطربوش
27-05-2012 09:50 AM
نشط في الأسبوع الماضي حركة تبرعات من متنفذي الدولة الأردنية, رئاسة الوزراء والوزراء, النواب, كبار ضباط الجيش, المخابرات, دائرة الجمارك, أمانة عمان, وما إلى ذلك... والسؤال الأهم, لماذا وما الحل؟؟!!
التبرعات بشكل عام, يجب أن يكون لها هدف, والهدف دوما إما أن يكون معنويا, أو له القدرة على خلق تغيير في أرض الواقع, والناظر للتبرعات التي قام بها متنفذوا الدولة الأردنية, يعرف أنها لا يمكن لها أن تخلق تغييرا على أرض الواقع ماديا, فرواتب متنفذي الدولة, وقيمها المرتفعة, معظمها على شكل حوافز, وهي ما يشكل فرقا حقيقيا في دخلهم الشهري أو السنوي, أما الراتب نفسه, فهو غير مرتفع بشكل عام, فكيف بالنسبة التي تبرعوا فيها, هذا من جهة, ومن جهة أخرى, مجموع ما تم التبرع به من كل المتنفذين, لا يشكل فرقا لأي ناظر لدى الخزينة, وبالتالي تبرعاتهم لا تعدو الأمر المعنوي...
والأمر المعنوي أيضا لا بد من أن يكون له هدف, وهذا هو السؤال المحير, فما هو الهدف من هذه الدفعة المعنوية؟!

تعيش الدولة الأردنية حالة من الشيزوفرينيا 'انفصام الشخصية', فدولة يقوم بعض موظفيها بالتبرع بجزء من رواتبهم لخزينتها, يجب تسميتها بدولة متهالكة اقتصاديا, تعيش حالة من الضيق الإقتصادي الخانق, وبالتالي الإنهيار محتمل ما لم يتم إيجاد الحلول الضامنة لمنع الإنهيار, وصرح رئيس الوزراء بهذا الأمر منذ استلامه منصبه, وهذا هو الوجه الأول من الشيزوفرينيا. والوجه الآخر له, دولة تتباهى باستقلالها وتحتفل به, بإخراج طائرات حربية فوق المدن, وبمأدبة عشاء في القصور الملكية, كما في مسيرات ولاء وانتماء للملك المتربع على سدة إدارة البلاد!!! ناهيك عما سبق هذا من احتفالات بأعياد الميلاد الملكية.
أعيد السؤال: لم التبرعات, وما هو الهدف المعنوي منها؟! هل هو لضرب مثال لجميع فئات الشعب الأردني كي تتبرع لخزينة متهالكة؟! أم أنه لقانون سوف يتم سنه باقتطاع جزء من رواتب الموظفين في القطاعين العام والخاص لصالح الخزية؟! أم أنه تبرع تبعا للمثل القائل 'الجود من الماجود'؟! أتعلمون يا سادة, أن الشعب الأردني 'المسخم' المخلص لوطنه, هو أول من سيتبرع لدولته ببعض دخله الشهري كي ينقذ وطنه وأولهم أفراد الحراك الشعبي المخلص, ولكن, إذا ما تغيرت سياسات الدولة كي تنقذ البلاد من حالة الإفساد المدقعة, والتي أدخلت الوطن بأسره في فقر مدقع... فالمساعدة لا بد أن تكون مسؤولة, وإلا أغرقت المساعد (بفتح العين) والمساعد (بكسر العين) بالمشكلة ذاتها... من يقتطع من راتبه لصالح الخزينة, لا بد له من أن يرى سياسات جديدة, رؤية نحو دولة خالقة للمشاريع الإنتاجية وبخاصة في المحافظات كي لا تستمر بوصفها عالة على الآخرين فالمشاريع الإنتاجية زاعية أو صناعية أو تجارية تعتبر هي الطريق الوحيد لحل مشكلة البطالة وزيادة النمو, رؤية نحو مكافحة ممنهجة للفساد وأربابه, حتى نضع يدنا على الجرح المدمي لنا ولقوت عيالنا, رؤية نحو استرداد مقدرات الدولة وما نهب منها, حتى تكون دفعة جيدة لمشاريع اصلاحية, رؤية نحو محاسبة قضائية لمن يتطاول على الشعب الأردني, حتى يشعر الشعب أنه محترم وتسترجع الدولة هيبتها, رؤية نحو سياسة ممنهجة لإرجاع الحق السياسي للشعب كي ينتخب حكوماته, حتى يشعر المواطنون أنهم خالقون للسياسات لا تبعا لها, رؤية نحو التعريف بعدو هذه الأمة, وكيفية السياسات المتبعة لمقاومته لا الرضوخ له كسياسة التجنيس السياسي, حتى تستعيد الأمة هيبتها, رؤية ورؤية ورؤى كثيرة تفتقد الدولة للبصر والبصيرة نحوها, وفي ظل هذا الإفتقاد للبصر والبصيرة, يطرح السؤال نفسه بقوة: لماذا التبرع؟! تبرع لا يملأ مكان 'الخازوق' المدقوق بأسفلنا, ولا حتى يجعلنا نشعر أنه يملأ المكان...
إن الدولة ما استمرت بسياساتها العبثية وغير المسؤولة, لن تفلح في إزالة 'الخازوق' والعمل على إلتئام مكانه, بل تعمل على توسعته شيئا فشيئا حتى يصبح أكبر من صانعي هذه السياسات العبثية, حجما ونوعا...

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012