أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


الأحزاب والانتخابات ... بدون أوهام !!

بقلم : محمد داودية
23-01-2023 12:57 AM

أشد على أيدي الرجال والنساء الذين يتصدون للمهمة الوطنية الشاقة المنهِكة، مهمة تأسيس الأحزاب السياسية وتطويرها، مع احترام النوازع والدوافع الشخصية، والإقرار بها، باعتبارها نوازع ودوافع إنسانية طبيعية.
فالطموح الشخصي الواقعي، محركُ إبداعٍ وتجديد محمود، لا يفيد إنكارُه أو تجاهله أو مقاومته، بل يجب تعزيزه وتهذيبه وترشيده وتشذيبه، كي لا يكون طموحاً استئثارياً انتهازياً تآمرياً، ضد المصلحة العامة.
وثمة فرق واسع شاسع، بين الحزب الطليعي النخبوي والحزب الشعبي الجماهيري، في التكوين والوسائل والأهداف.
فالنخبةُ، قوةُ تأسيس وطاقةُ توجيه وخبرةُ تنظيمٍ مقررة مؤثّرة، وفي المقابل هي قوةٌ مستأثرة مقصية مستحوذة أنانية !!
وهي ليست تعددية، وليست ديمقراطية.
فهي تحول، بكل ما فيها من طاقة ومناورة ومكر ودهاء، دون الذهاب إلى صناديق الإنتخابات النزيهة، وفي حالة الإكراه، فإنها تزيّن التزييفَ والتزوير، وتختلق مخاوفََ وتضخم الحبّة فتجعلها قبة.
ونلاحظ ذهاب المؤسسين والمطورين، باتجاه النموذج الحزبي الجماهيري. وهو ذهابٌ محكومٌ بضغط اللهفة على خوض الانتخابات النيابية القادمة، وفيه ما فيه من دمجٍ وخلطٍ، بين السرعة والتسرع.
وثمة تجريبٌ -تُقرأ تخريب- واسعٌ في هذه المرحلة التأسيسية الهلامية، سيرتدُ إذا لم يتم ضبطه وترشيده، ليصبح صراعاً على السلطة، وفوضى الطرد والإقالات والانسحابات والانشقاقات المنفرة، التي تظلم الجهود وتشوّه النوايا.
وكي لا نقع في ذلك الصدع، يجب التروي في نسج أحزابنا على أسس موضوعية قابلة للاستقرار والاستمرار.
فبناء الأحزاب السياسية، مهمة شاقة طويلة الأمد، تعتمد على النوع لا على العدد، كما هو ملاحظ الآن، نوع البناة ونوع الأعضاء. ويحتاج البناء إلى تجربة عمرها 10 سنوات في دورق التفاعل بين أعضاء الحزب ليتحقق الاستقرار.
ودائما، فشل تحويل الكم إلى كيف، كما بشرت النظرية الماركسية، فذلك التحول يحتاج إلى وحدة فكر، لا إلى زمرة بناة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012