أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


الحمار والإبن المدلل.......

بقلم : ثامر دميثان المجالي
04-06-2012 09:27 AM

اسمحوا لي أن أروي لكم اليوم قصة الإبن الوحيد المدلل لاسرة مستورة مكتفية ذاتيا دون ترف للعيان معروض بل تقشف على الاسرة مفروض....بمعنى ادق واوضح اسرة تملك القدرة على تسيير امورها بشكل طبيعي ...منحها الله عز وجل ابناً وحيداً حرصوا على توفير كل متطلباته ولو كانت على حساب متطلبات استراتيجية اخرى أهم للاسرة وكل ذلك لينمو ويترعرع دون عقد اوتعقيد وللمباهاة به امام ابناء الجيران ...امام هذا المشهد اصابة الابن المدلل نوبات دلع اصبحت تأخذ منحى سلبي...ولم يكن امام الاسرة الا الاستجابة تحقيقا للهدف الذي اقنعت نفسها به...زاد دلال الولد وزادت طلباته فبدأ باول مطلب عملي الاوهوأن يأتى له بأرانب لتربيتها.. وفعلت الأم ما طلبه الولد.. بنت له قفص للأرانب لإشباع هوايته.. لم يمض معها قليلاً من الوقت حتى طلب والده ان يحضر له حمام... قال إنه يحب تربية الحمام.. وبالفعل أتى له والده بزوجين أو أربعة من الحمام.. معها أقفاصها.. وصار الطفل مشغولاً بالحمام والأرانب ...أيام عدة أخرى ثم طلب من والدته أن تحضر له دجاج.. فهو يحب تربية الدجاج طاوعته والدته وأتت له بعدد من الدجاجات.. إنشغل الطفل بها أكثر وصار منهمكاً في تربيتها وإطعامها حتى هنا الأمر طبيعي.. ليس غريباً أن يربي طفلا ما... أرانب وحمام ودجاج في بيت أسرته ولكن المفاجئه الاغرب انه طلب الطفل من والديه أن يحضروا له (...حمار...) أي والله(... حمار بإذنيه الطويلتين...) قال إنه يحب تربية الحمير... لم يترددالاهل... فجميع طلبات ابنهم مجابة.. رغم ان احضار الحمار سيكلفهم عجزاً خطيرعلى مونة البيت المدخرة لنهاية العام وللموسم القادمويؤثر ذلك على برنامج حياة الاسرة الصارم لاستمرار السترة او الستيره... سموها ماشئتم...كما يمثل ذلك مطلبا بذخيا ترفيا ضار...ولكن الاسرة اشترت له الحمار.. وازدادت إنشغالات الابن.. ما بين إطعام الدجاج والحمام والأرانب والحمار
وبحكم صلة القربى التي تربطني بهذه الأسرة الكريمة... كنت كل يوم أسمع نهيق الحمار.. كان مربوطاً في حديقة المنزل.. وليس في الأسرة أحد محتاج له.. ولا يوجد لديهم عربة ليجرها.. او حتى اتقان استعماله للتنقل لعدم اتقان الابن المدلل لركوبه اوتطويعه فسألت والد الابن المدلل عن قصة هذا الحمار.. أخبرني بالقصة أعلاه.. استئذنت الوالد ان افتح حوار مع الابن المدلل وارث مجد اسرته الوحيد والذي سيحافظ على اسمها وامتدادها فأخبرته أن الأطفال يهتمون بتربية العصافير والقطط والحيوانات اللطيفة الأليفة الصغيرة.. ولكنك أتيت بما لم تستطعه الأوائل.. فأول مرة نسمع بطفل يرغب في تربية حمار في وسط المدينة... ومع اسرته في حوش واحد رغما عن انفهم وانف ضروفهم... حاولت اقناعه بكلام وعبارات لطيفة رقيقة لكن دون جدوى حاولت ان ارفع سقف الحديث بعبارات اقوى قليلا شارحاً له حال اسرته التي تحبه ولم ترفض له طلب ولو على حساب امور اهم الا انه بدء ينظر لي نظرات حادة تعبر عن رفضه لما اتحدث لابل زاد الموقف بان اجابني وهو يصرخ بوجهي لا تتدخل... كل شيء الا الحمار... عندها ألقيتُ نظرة على الحمار.. كنت أتصور أنه حمار لطيف كالحمير التي تظهر في أفلام الكرتون.. ولكنني وجدته حمار تعيس ومتعجرف... بل به قروح على ظهره... مما يدل على ان صاحبه الاول ارتاح منه بعد ان اطلع روحه من بلادته ونهمه ...زادني هذا المنظر ومن باب حب الاسرة المبتلاه على الاصرار لانجاز هذه المهمة ومهما كان الثمن ...اتجهة الى الوالد والوالده للعمل على بيعه... رحبت الأسرة كلها بفكرة بيعه.. خصوصاً أن الحمار كان يزعجهم بنهيقه ورائحة روثه.. وتكلفة أطعامه.

حسدت هذه الحمار.. فهو لا يفعل شيء سوى أن يأكل ويشرب ويصيح وينام.. ولغايات التدرج باتخاذ وتنفيذ هذا القرار الوطني الاستراتيجي اقنعنا الابن على اخذ الحمار الى مزرعة مجاورة ارضاء للمجاورين الذين اكثروا من شكاويهم من الحمار وما ترتب على وجوده بينهم...كما ان بامكان الطفل زيارة الحمار بأي وقت يريد ونحن ملتزمون بذلك ... وافق الطفل على نقل الحمار.. وكلفتني الأسرة سراً بمهمة بيع الحمار..
وبما أن خبرتي في بيع الحمير معدومة... فقررت أن أستعين بخبير... ولا يوجد أفضل من جدي... إتصلت به في القرية... وبعد التحيات قلت له أن لدي بيعة حمار.. سألني جدي بما معناه: هل تريد أن تشتري أم تبيع!؟
ضحكت من هذه الفكرة... ورددت سؤاله بـ: ماذا أفعل بالحمار يا جدي...؟ لكن هنالك أسرة قريبة كلفت العبد لله ببيع حمار لهم... ولم يحدث أن بعت حمار في حياتي لذلك استعنت بك بعد الله

أعطاني جدي حفظه الله- فكرة كافية عن الحمير...كان يخفيها عنا حيث كان دائما يتحدث لنا عن حرائر الابل واصائل الخيل حتى اصبحنا خبراء في هذا المجال والامر ينطبق على كل افراد العشيرة... اما الحمير فانها اول مرة يفصح بها الجد عن هذا السر الذي كان مشفراً بارقام لا يعلن عنها الا عند ارتفاع وتيرة النهيق و التهديد ...وامام التهديد والتحدي الذي سيعصف باسرة اقاربنا نتيجة دلال ابنهم قال جدي... إن المشتري لا يحب الحمار ذو الأذنين الممدودتين إلى الأمام (على فكرة حمار الجماعة أذنيه ممدودة للأمام بزاوية حادة كالقرون ويستعملها قرون عند الحاجة ) وقال أنهم لا يحبون الحمار ذو اللونين (حمارالجماعة كانت ألوانه عديدة)، وأن يكون سالماً من الجروح.. وألا يكون به عرج.. وألا يكون هزيلاً.. ونهماً في آن معا بسب داء المعدة...وان لايأكل الا مايقدمه له اهل الدار...وان لايسطو على مزارع ابناء القبيلة وان لايدخل الى بيت مونة اصحابه ويبقر شوالات قمحهم وشعيرهم بحجة انه اصبح من ابناء الدار وضمن حوشهم...وان لا يبول او يتبرز في حوض ماء بئر البيت والحوش الذي احتواه...ووووووووووو.... وقال لي أوصاف كثيرة.. كلها مخالفة للمطلوب و يتصف بها حمارنا صاحب القصة

الخلاصة أنني لم أستطع بيع الحمار حتى الآن.. والأسرة تطاردني بنظرات من نوع مؤلم ثلاثي الابعاد لعجزي عن بيع الحمار.
اخوتي في حب هذا الوطن ...استصرخكم بكل عزيز واطلب فزعتكم المعروفة ...فمن كانت لديه الرغبة في شراء حمار... ذو لونين أسود وأبيض.ويمكن أن يتلون حسب زاوية الاشعة الساقطه... وأذنيه ممدودتين للأمام... أصبح سمينا بعد هزال مزمن... ذو عرج خفيف... به دمامل على ظهره وبطنه ظاهرة جزئيا... اما في قلبه فهي مخفية ولونها أسود قاتم... لكن الحق يُقال إن رموشه طويلة وحوافره صلبه... والبيع لأجل التصدير الخارجي فقط...فقط...فقط... وليس للسوق المحلي... من يرغب عليه ان يراسلني على الإيميل.. وممنوع تدخل السماسرة والوسطاء قطعياً لأن البيع لاقل الاسعار وأسرعها تنفيذاً.
حمى الله... المزرعة...والعشيرة...والوطن.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-06-2012 04:13 PM

إما معارضة وطنية ، جاءت إثر تقاعد من وظيفة محافظ!!!

2) تعليق بواسطة :
04-06-2012 10:48 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي ثامر
قصه رائعه ولقد إستمتعت بقرائتها. أما عن بيع الحمار فهذا أمر صعب لأن الحمير كثيره فى هذه الأيام. الطريقه الوحيده هي أن تتبرع بهذا الحمار للحكومه وكما تعلم، قد تشمله الخصخصه. وبعد أن تقوم الحكومه بخصخصة حمار جاركم، عليكم بالإتصال بدائرة مكافحة الفساد والتي بدورها ستحقق بالموضوع وتتفاوض مع من خصخص الحمار كي يعيد بعض الأموال المسروقه لصاحب الحمار. كما تعلم الحكومه خصخصت كل شيئ بأسعار زهيده وكان ذلك قبل الإصلاحات السياسيه والإقتصاديه الجديده. فمع الإصلاحات، عل وعسى أن تجلب خصخصة حمار جاركم سعرا يقارب رأس المال. وشكرا

3) تعليق بواسطة :
05-06-2012 02:44 AM

الاخ الروسان الظاهر انك مافهمت القصة بالرغم من استمتاعك بقرائتها. المطلوب هو ابعاد الحمار عن كل ماهو عام. ونتمنى ان يصبح الصباح ونفقد الحمار ومانلاقية, يعني يكون فص ملح وذاب, وعندها سوف نقنع الولد المدلل باقتناء حصان بدلا من الحمار هل فهمت.

4) تعليق بواسطة :
11-10-2012 10:41 AM

المشكله مش في الحمار المشكله في الي جاب الحمار لانه اذا بتجيب اشي وما بتعرف تتعامل معه بكبر وما بتعرف اتلمه وهي مثل الي جاب الدب لكرمه اما الحمار فهوه مستمتع على عدم معرفت الي جابه بكل تفاصيل الحمير والله ايخلصنا من كل حمير البلد الي ما الهم فايده والتلميح دايما افضل من التصريح وخاصه للحمير

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012