أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 16 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
آيزنكوت : أضعف أعداء إسرائيل كبدها أفدح الأضرار يحتوي على ملجأ نووي:اتهامات لنتنياهو بتلقي "هبة محظورة" باقامته بقصر ملياردير امريكي السفير الروسي لدى واشنطن:امريكا حولت أوكرانيا إلى ساحة اختبار لتنفيذ البرامج العسكرية البيولوجية حماس: لا صفقة دون انسحاب الاحتلال من غزة وعودة النازحين البنك الدولي: الاقتصاد الاردني أظهر مرونة وسط صدمات خارجية متتالية المنتخب الأولمبي يتعادل سلبيًا مع أستراليا في افتتاح كأس آسيا الملك يحذر من خطورة الدخول بدوامات عنف جديدة تهدد الأمن الدولي الملك يتلقى رسالة من سلطان عُمان فيضانات جنوب روسيا.. حاكم مقاطعة كورغان يهيب بالسكان النزوح إلى مراكز الإيواء "تايمز": لندن تتفاوض مع 4 دول لترحيل اللاجئين من بريطانيا إليها بلاغ رسمي : الخميس 2 أيار عطلة عيد العمال الملك: ما تشهده المنطقة قد يدفع للتصعيد ويهدد أمنها واستقرارها العمل: العفو العام لا يشمل غرامات تأخير تجديد التصاريح إتلاف نحو نصف طن مواد غذائية بينها لحوم في إربد القوات المسلحة الأردنية تنفذ 3 إنزالات جوية على غزة بمشاركة دولية - صور
بحث
الثلاثاء , 16 نيسان/أبريل 2024


الوفاء غايتي و الغدر طبعك

بقلم : الدكتور موسى الحسامي العبادي
17-06-2012 09:43 AM

كان كلبي جروا وديعا ، كبر وكبر الوفاء معه طبيعة لا تتطبع و لا ترويضا ولا تدريبا ، لكنني علمت كلبي أشياء كثيرة ليساعدني فيما اعجز عنه، لامتلاكه قوة و خصائص تكمن في حاسة الشم حاسة السمع التي ترصد الأصوات الخفيفة و المجهولة بإضافة الي أنيابه الحادة ،كما انه حريصا وفيا يقظا ومتنبها بطبعه لكل من هو غريب وحوشا أو ذئاب ، تحاول أن تخطف ما نملك في البيوت أو المزارع ، أو متسلل خائن صاحب خفة في الحركة يجيد التمويه و التضليل و المكر منتهزا فرصا مواتيه يقتنص الغنائم و المكاسب بيد تجيد الحركة الخفية والتخفي من اجل السرقة بمهارة لا تترك اثرا أو بصمة لمن يبحث عن اثر، و ذلك بطمس وإخفاء ما اقترفت أياديهم . شكرا لك يا كلبي أنت جميل، ودود ،تداعب أطفالي بهدوء و رقة إذا عضيت احدهم فهي عضعضة خفيفة لا تؤذيهم و لا تروعهم كأنك تستعطف و تستميل القلوب لتقترب مع من يداعبك ، أنت بطبعك ودود ولو أنهم وصفوك يا كلبي انك نجس بأسنانك و لعاب فمك ونفس انفك وكل فصيلة الكلاب مثلك، إذ قالوا بني البشر: إن الكلاب إذا لعقت بوعاء أفسدته ولوثته بنجاستها . يا كلبي وصفتك نجس كما قالوا إن كان هذا فظا غليظا عليك ، اعذرني أنت طبعا لا تفهم و لا تدرك معنى العذر، لكنني كم أتمنى أن افهم سر حرصك المتمترس في المكان الذي أوكلت نفسك بحراسته فبقيت على طبعك لا متقلبا ولا غدار منذ خلقك الله محافظا و متمسكا بالعقد المبرم بالوفاء الطبيعي مع الإنسان.. هنا نتساءل هل رد البشر الوفاء بالوفاء مع بعضهم البعض ؟ على كل حال لقد ورد ذكرك في قصة أهل الكهف في القران الكريم عانيت كما عانوا وحتى انك نمت معهم ثلاثمائة عام و يزيد ، و هذا يؤكد أنك رفيق وفي للإنسان وهذا الوفاء هبة من الله سبحانه و تعالى لخلقه ،وهي موجودة فيك بدون أن تعرف معناها . أما نحن البشر يا كلبي متقلبون و متغيرون بأوجه عديدة لا تعد ولا تحصى يطغى علينا الطمع و الجشع والاحتكار وإقصاء الآخرين ، نهمز نلمز و نهمس ، ونطعن بأعراض الآخرين نعمل الكثير الكثير حلالا او حراما من اجل كسب و كنز المال، و الملكية على حساب الاخرين وصنع الذات و الجاه.. أليست هذه مرارة المعاناة التي تعذب الروح والنفس المطمئنة و النفس اللوامة عند البشر ؟ بلى ... فأنت بالمقابل تكتفي بالأكل و الشرب و هذا مطلبك الوحيد ، عناية و نظرة حانية بها رفق رقيق من بني البشر!! آه .. كم تعجبت و استغربت من استقبال الكلب لصاحبه عندما يعود إلى بيته ، الاستقبال و اللقاء يعبران عن الوفاء و الإخلاص ، كل هذا الوفاء من كلبي وباقي الكلاب ، فهي لا تنتظر منا أي مقابل .... لكننا دون تكلف و ثقل أو تدمر علينا أن نحضر بقايا و فتات فضلات الطعام من موائد بني البشر، لتأكلها بشراهة ونهم لتبقى على قيد الحياة تحرس بوفاء ويقظة و نباهة . ليت البشر أوفياء و مخلصين ، بعيدين عن الغدر والطعن و خيانة الأمانة التي خلقوا عليها بفطرتهم الإنسانية البريئة و الجميلة. عودت كلبي على لغة البشر أناديه فيستجيب بمقدار ما علمته ودربته ، يفهمني وافهم صوته إن كان عاليا أو منخفضا نباحا أو عواء .....الخ ، المهم انك يا كلبي لا تعض فان أقدمت على العض فانك مصاب بداء السعار أخشى و أخاف أنك ستعض أهل بيتي و أبناء قريتي و أصدقائي عندها سينتهي مشوار الرفقة و الالفة بيني وبينك ، هنا فأني لست بحاجتك فأنت مريض ، سأحاول أن أكون وفيا قدر المستطاع لمن يستحق الوفاء ...... و أخيرا مهما زاد أو نقص الكلام من التهريج سواء جهرا أو سرا صمتا أو إصغاء لأصحاب الآراء والفكر ان اختلفت او توافقت أطروحاتهم ، فأنت الحكم والقاضي ، فالمطلب والهدف واحد الصدق الأمانة الوفاء والإخلاص لأي شيء لك فيه مرام، حب ، احترام و غاية ، فالوفاء لك عنوان ...........؟؟!!

alhusami.mousa@gmail.com


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012