جمال المبيضين –امجد الكريمين - عقدت هيئة شباب كلنا الاردن جلسة حوارية مركزية في مقر العاصمة / خلدا مع الخبير الاقتصادي المهندس محمد صقر في إطار ورشات العمل التي تنفذها الهيئة في مختلف المحافظات ضمن سعيها الجاد لإشراك الشباب في مختلف التحديات وإبراز دورهم التنموي في المحافظات كافة وخلق فرصة حقيقية للشباب لإيجاد حلول مقترحة لتخفيف ظاهرة البطالة التي تؤرق المجتمع الأردني.

وتمثلت أهداف الجلسة التي أدارها مدير عام هيئة شباب كلنا الأردن، صائب الحسن، في مناقشة الأفكار الاستثمارية والاقتصادية التي تبناها شباب المحافظات خلال ورشة العمل التي سبقت هذا اللقاء، ومناقشة المعضلات الاقتصادية في الأردن والحلول الواجب اتباعها في مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعد أزمة إيجاد الوظيفة من أبرز معالمها بالنسبة للشباب، وما يترتب عليها من عجز في المديونية.

وأكد صقر إيمانه التام بقدرات الشباب الأردني وطاقاتهم التي كانت دائماً موضع ثقة واعتزاز جلالة الملك عبد الله الثاني، مشيراً إلى أن اهتمام جلالته بالشباب يظهر جلياً من خلال كتب التكليف السامية واللقاءات التي يعقدها جلالته مع الشباب بشكل دوري, كما تحدث عن ميزة التنافسية التي يتمتع بها الشباب الأردني في مجال الأعمال.

وطالب صقر الشباب الأردني بإطلاق مجموعة من المبادرات الريادية وعدم الإكتفاء بالمبادرات الفردية وعدم إهمال أية فكرة من شأنها أن تؤدي إلى تعزيز القدرة على إحداث التغيير الإيجابي، مؤكداً على دور الإعلام المحلي في تسليط الضوء والإسهام في خلق حالة إبداعية وإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل المتعددة التي تواجة المجتمع المحلي.

وتطرق المهندس محمد صقر إلى العمالة الوافدة وضرورة 'أردنة' الوظائف، مشيراً إلى أن الشباب الأردني تجاوز ثقافة العيب، واستعرض مجموعة إحصائيات حول العمالة الوافدة، وقال أن القطاع الزراعي يوفر 170 ألف فرصة عمل تشغلها العمالة الوافدة التي أصبحت تتعامل مع القطاع الزراعي كمصدر رزق، مما خلق تشوهاً مالياً في الميزان الزراعي الوطني، مؤكداً على ضرورة دفع الشباب للعلاقة التعليمية والنموذجية مع المجتمع المحلي لتخفيض نسبة البطالة التي وصلت إلى 13,8% بالشراكة مع القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.

وتحدث عن دور الشباب في العملية السياسية، وقال أن الشباب الأردني يستطيع إنجاح 30% كحد أدنى من القائمة الوطنية المطروحة ضمن قانون الانتخاب المقترح، مشيراً إلى أهمية رفع عدد أصوات الناخب ضمن الدائرة الانتخابية المحلية إلى صوتين كحد أدنى، مما يشجع الشباب على التحرر من القيود الجهوية والفئوية والمناطقية.

وفي هذا الإطار، أكد صقر ضرورة أن تقوم الهيئة بدور إعلامي مميز وأقل ذلك عقد مؤتمر صحفي تعرض خلاله موقفها السياسي وتوصيات شبابها، موضحاً أهمية زرع ثقافة الاعتراف بالآخر على كافة الأصعدة لتحقيق النجاح المنتظر من الهيئة التي يجب عليها ان تتقدم الصفوف في محاربة الفساد وأن تأخذ حقها شعبياً وإعلامياً بما يخدم مسيرة الدولة الأردنية.

وطالب صقر الشباب الأردني بأخذ دوره لأن النخب السياسية لا تحقق طموحهم، وإيجاد النموذج البديل الذي يلبي طموحات وتطلعات الشباب الأردني، وهذا يتجاوز الإنشاء إلى التطبيق الفعلي التام لهذا الجانب، مبدياً إعجابه بالمقترحات التقدمية التي تقدم بها شباب الهيئة إلى مجلس النواب من أجل قانون انتخاب عادل وممثل.

من جانبه، تحدث مدير عام هيئة شباب كلنا الأردن، صائب الحسن، عن الاستراتيجية الوطنية للتشغيل التي أطلقتها الحكومة مؤخراً تحت رعاية الملك عبدالله الثاني، مستعرضاً برنامجها التنفيذي الذي أعد بمشاركة القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني.

وبين أن الاستراتيجية ركزت على الفئة المهمة من الشباب الجامعي المؤهل لدخول سوق العمل من خلال العمل على تطوير برامج تأهيل الطلبة الجامعيين نحو سوق العمل، وتحفيز تطوير نظام الزمالة الوظيفي للطلاب والخريجين، بالإضافة إلى العمل مع القطاع الخاص لوضع الحوافز والبرامج اللازمة لتشجيع الابتكار والبحث الموجه نحو سوق العمل في القطاعات المنتجة والمنافسة والاستفادة مما تقدمه الجامعات من إمكانيات وربطها بالقطاعات الاقتصادية لرفع إنتاجيتها.
وأشار إلى أن الاستراتيجية تعمل على تشجيع البرامج الهادفة لتوفير التمويل اللازم للخريجين للقيام بالمشاريع الريادية الإنتاجية في مختلف مناطق المملكة وتأسيس المشاريع المبتدئة.

وأضاف الحسن أن الشباب الأردني بات اليوم يتغلّب على ثقافة العيب بحثاً عن أية فرصة عمل تحقق ذاته سعياً للخروج من فكي كماشة الفقر والبطالة، وأصبح الشباب أكثر انفتاحاً على القطاع الخاص، وأن التحدي اليوم يكمن بمدى تطبيق هذه الاستراتيجية والتواصل مع مختلف شرائح المجتمع لتنفيذها، وإمكانية بروز دور القطاع الخاص في المحافظات بهدف تحقيق فرص عمل حقيقيه للشباب.
كما تحدث عن طبيعة عمل هيئة شباب كلنا الأردن وانفتاحها على مختلف المناطق الأردنية ضمن رسالتها وأهدافها وانتشارها الذي يعكس توجهات وتطلعات الشباب على مختلف الأصعدة.

وحول الدور السياسي لهيئة شباب كلنا الأردن، أجاب الحسن على استفسارات الشباب بأن الهيئة تسعى إلى استقطاب كافة الشباب الأردني لأنها تعد مظلة جامعة لكافة توجهات الشباب، وقال: 'نسعى لتكوين مخزون سياسي لدى الشباب الأردني من خلال لقاءات وبرامج تدريبية تجمع كافة القوى الشبابية من نشطاء نقابيين وأعضاء اتحادات طلابية وناشطين حزبيين، والشباب الذين لديهم اهتمامات اقتصادية وتطوعية'.

وقال أن الهيئة تعمل على دمج الشباب لتعزيز العمل السياسي لدي غير المسيسين منهم ضمن الثوابت الدستورية والنظام السياسي المستقر ووحدتنا الوطنية، وأن الهيئة ستتواصل مع القيادات الحزبية في المحافظات وفتح قنوات حوار معها واستقطابها مع الاحتفاظ بمواقعها.

وأضاف أن الهيئة تحترم التنوع والاختلاف ضمن ثقافة الحوار والثوابت الوطنية وتحاول إيجاد مساحات مشتركة، مشيراً إلى دور الهيئة منذ التأسيس في إطلاق الحملات الهادفة إلى ترجمة التوجهات الملكية الإصلاحية بهدف إطلاع الشباب الأردني عليها وإشراكهم في تنفيذها إيماناً بدور الهيئات الشبابية المعنية بتحفيز الإنجاز وإخراجه إلى حيز الوجود.

وأكد الشباب الحضور ان الهيئة تضطلع بدور كبير في تعزيز ثقافة التشارك الوطنية على مستوى محافظات المملكة وأن الحراك السياسي الشبابي سيكون فاعلاً ومؤثراً في الفترة القادمة.