أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 05 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الثلاثاء , 05 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الأردن المستقر "سلاح" لفلسطين وعكس ذلك "سلاح" للاحتلال

بقلم : شحادة ايو بقر
02-05-2024 01:57 AM

طبيعي جداً أن تتباين آراء ومواقف الناس داخل البلد الواحد حول مسألة ذات صفة محلية بين مؤيد ومعارض وفقاً لمنهج سلمي ديمقراطي، وطبيعي جداً أيضاً أن يحدث الأمر ذاته حول قضية ذات صفة إقليمية أو هي تتصل بشعب جار شقيق، إذ تختلف الآراء وتتشعب المطالب الممكنة وغير الممكنة أحياناً أخرى.

لكن غير الطبيعي هو أن يستمر أو يتصاعد هذا التباين في الآراء والمطالب، عندما يغدو البلد مستهدفاً أو عرضة لمخاطر خارجية، إذ لا بد عندها أن تكون المصالح العليا للبلد والعامة للشعب وأمنه واستقراره، هي 'البوصلة' التي تحدد الرأي والموقف لعامة أبناء وبنات هذا البلد أو ذاك.

بأختصار، فلو كنت كمواطن تهب لاطفاء حريق شب في بيت أخيك وتبذل أقصى جهد في سبيل ذلك، وفجأه، لاحظت أن الحريق يقترب من بيتك المجاور، فأن من الطبيعي أن تتحول لحماية بيتك، ولا يمنعك هذا أن تبذل ما أمكنك من جهد للمساهمة المخلصة في إنقاذ بيت أخيك.

هكذا هي الأمور ببساطة تامة، ولو طبقنا هذا الواقع الطبيعي على حال الأردن الذي يتعرض لخطر وتحديات وربما مفاجآت لا يمكن التكهن بها، في وقت يبذل فيه أقصى الجهود الممكنة لنصرة الاشقاء في غزة وكل فلسطين الذين يواجهون عدواناً إجرامياً غير مسبوق على يد احتلال مجرم موحد كله حول الحرب الظالمة ولا تسمع في برلمانهم كلمة واحدة تعارض الحرب على الرغم من خلافاتهم السياسية الشديدة.

نعم لو طبقنا هذا الواقع على حال الأردن، لوجدنا أن علينا أن نتوحد تماماً حول الوطن وننسى أية خلافات بيننا قد تحول دون أن نتوحد، أو هي قد تفتح في صفنا ثغرات لمغرضين قد يحاولون شق صفنا الوطني أو العبث بوحدتنا الوطنية الراسخة.

وفي الوقت ذاته، فلا شيء يمنعنا من مواصلة نصرة الأشقاء بأقصى طاقاتنا كما نفعل الأن، مع الإصرار والإخلاص في التحوط التام على عدم تعريض بلدنا 'بيتنا' لأية مخاطر قد تدخلنا في دوامة فوضى لا سمح الله، ونحن نعلم يقيناً أن العدو يتمنى ذلك، وأن هناك من لهم تطلعاتهم غير المشروعة التي تعاند سلامة واستقرار بلدنا تحديداً.

الأردن وفلسطين صنوان لا يفترقان، هذا يجسده التاريخ المشترك ووشائج القربى ووحدة الضرر والمعاناة عبر العقود منذ ما قبل عام 1948 وإلى يومنا هذا، وأي حديث آخر يخالف ذلك هو حديث ساذج لا قيمة له إطلاقاً.

الأردن المستقر الآمن القوي، سلاح لفلسطين وقضيتها ومعاناة شعبها الشقيق، وعكس ذلك، سلاح بيد العدو المجرم الآثم ضد فلسطين والأردن على حد سواء.

الله من أمام قصدي

الرأي


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012