أضف إلى المفضلة
الخميس , 05 كانون الأول/ديسمبر 2024
الخميس , 05 كانون الأول/ديسمبر 2024


غربة الأمهات

بقلم : سهير بشناق
13-05-2024 04:26 AM

يقولون أن «الأم» أجمل حكايات العمر لا نمل أبدا من إعادة قراءتها مهما كبرنا تبقى حروف تلك الحكاية وفصولها تمنحنا التوازن بالحياة.
شيء لا يمكننا ان نفهمه جيدا لكننا نعي بانها الاجمل والانقى والاكثر صدقا من قلوب كل البشر الذين يمروا بنا.
ولربما لان قلب الام لا يكرره زمن وحبها هو فقط يندرج تحت مسمى «الحب غير المشروط» نحتاج احيانا ان نحيط هذا القلب بمساحة من العمر لا تقارن بكل سنوات عمرنا.
نحتاج ان نبقي لها بقلوبنا «خاطر» لا يكسر خاطرها ابدا
وحب تشعر امامه بطمأنينة الايام وسنوات العمر.
نحتاج أن نعيد قراءتها جيداً فهي ليست رواية تنتهي بفصل الطفولة فقط هي كل الرواية التي لا تنتهي أبداً.
'الام» لا تتغير هي تحمل قلبا يقسو مرات ويبقى يحب
يعتريها لحظات غضب وتمرد لكنها تحب.. وكأن الحب يأبى أن يفارقها يوماً.
ولكننا لا ندرك بعد ان نكبر ماذا تحتاج وكيف نبدد غربتها ووحدتها مرات ومرات.. وكأننا توقفنا عند مرحلة الطفولة التي كنا نحن نحتاجها كأنفاسنا.
وعندما تعلمنا كيف نستنشق هواء الحياة وكبرنا ما عادت لنا هي الحياة كما نحن لها مهما امتدت سنوات عمرها..
أقسى ما يمكن أن يمر بأيامنا هو أن ننسى أن الام كالعمر لا يتكرر مرتين وان نتقص من مكانتها مرة بان تاخذنا الحياة بكل تفاصيلها عنها ومرات اخرى باقصائها عن عالمنا فنعتقد اننا ان كبرنا لم نعد نحتاج لحبها كما تراه هي ولا تعرف له بديلا فحب الام لا يتجزأ كما نريد..
لنصل لمرحلة ما من العمر ندرك فيها تفاصيل صغيرة «للام» اتجاهنا لا تضاهي الحياه كلها.
كخوف لا يعترف باعمارنا مهما كبرنا بات لنا قيدا لا يتماشى ابدا مع مرحله «النضوج».
وكمحاولاتها التي لا تنتهي بأن تجنبنا بحياتنا الوجع والخيبات والضعف ليس لانها تتمنى ألا نحيا كما نريد بقدر إدراكها كيف يمكن لحياتها أن تكون أن مر وجع بأيامنا فيوجع قلبها.
ندرك أن الأم كالعمر لا تتكرر ورغم تلك القناعة نقسو عليها ونضمن ان قلبها لا يتغير وانها تمتلك من القدرة على ان تغفر وتسامح مهما كسرنا فيها الف خاطر..
اجمل ما في قلوب الامهات اننا نبقى لهن صغارا مهما كبرنا واقسى ما في قلوب الابناء انهم يودعون طفولتهم مبكرا ولا يتجرأون يوما للعودة اليها بعد ان تدرك الام انهم كبروا حقا ولم يعودوا اطفالا.

الرأي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012