أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


النظام السوري... اكاذيب لا تنتهي

بقلم : منصور محمد هزايمه
07-07-2012 11:30 AM

يبدو أن سوء الحظ يلعب دورا كبيرا في كل مرة يطل بها الرئيس بشار الأسد على الإعلام المحلي أو العربي أو العالمي ويظهر أيضا أن المستشارين من ذكور واناث حول الزعيم لا يدرسون جيدا ما قد تسفر عنه طلة الزعيم ودائما ما ينتهي الامر الى تخريب الصورة وتشويهها اكثر وينطبق عليه المثل الذي يعرفه كل العرب \'اجا يكحلها عماها\'.
في كل مرة كان الشارع السوري والعربي ينتظر من الرئيس أن يبدو منطقيا وواقعيا في تحليله لما يحدث في بلده ليفاجأ الجميع بخطاب يفيض بالعنجهية ويقدم لنا درسا في الوطنية ليثير من بعدها عش الدبابير وتبدأ جوقة المغردين من أزلام النظام محاولة الترقيع والتبرير.
أخر سقطات الأسد كانت قبل أيام عندما صرح لصحيفة جمهورييت التركية أن إسقاط الطائرة التركية كان خطأ وأن الدفاعات السورية وجهت نيرانها على اعتبار أنها إسرائيلية لا تركية لأن الطيران الإسرائيلي استخدم ذات الممر الجوي الذي سلكته الطائرة المنكوبة ثلاث مرات \'فقط\' من قبل .
سبحان الله لقد صارت الطائرات الاسرائيلية هذه الايام مستهدفة من قبل النظام وأن طيران إسرائيل اخترق أجواء سوريا ثلاث مرات فقط من قبل لكن لا نعرف لما لم يتم اسقاطها آنذاك اما اليوم فيبدو أن الطائرة الموهومة كانت تحمل مساعدات أو تنوي شن غارات على النظام لصالح الشعب السوري على اعتبار أن إسرائيل كانت دائما عدوة النظام وصديقة الشعب خاصة أن النظام في حالة حرب مع الشعب!.
لو اردنا ان نحصي اختراقات الطيران الاسرائيلي للأجواء السورية لما استطعنا لها عدا ولو حدث أن اسقط النظام طائرة واحدة فقط لكان تصريح الرئيس يستحق التوقف والتفكير لكن سجل العلاقات بين الطرفين يشير إلى طرف أصر على إهانة الأخر الذي يصر بدوره على الصبر وضبط النفس والاحتفاظ بحق الرد!
لقد صور لنا النظام السوري على الدوام أنه يعيش حالة من العداء المستحكم مع العدو الصهيوني لكن الوقائع تشير أنه على مدى عقود لم يحدث أي حادث يذكر بين الطرفين بل أن القوات الدولية عاشت بأمن وسلام تحسد عليه مقارنة بنقاط وحدود التوتر في العالم كله ويذكر أن حادثاً واحدا وقع هناك وقتل فيه جنديان من الكتيبة الايرلندية لكن كان ذلك في حادث سيارة لا اكثر وكان يتم التجديد لهذه القوات آلياً وتلقائياً كل ستة أشهر.
نظام الممانعة وقلعة الصمود والتصدي لم يتصدى يوما او مرة للعدو محتل الارض ومنتهك الاجواء حتى القصور لكن النظام لم يسمح ولو لعصفور أن يرفرف بجناحيه جهة الجولان المحتل.
منذ أن انتفض الشعب السوري في وجهه وهو يبذل جهداً في تقديم المناورات البائسة لكنها فشلت أمام وعي الشعب وصموده وأول هذه المناورات كانت مع بداية الثورة السورية عندما تفاجئنا أن حدود الجولان هينة الوصول لكي تحرر بالصدور العارية أما الدفاعات الجوية واحدث الطائرات السورية تترصد قتل الناس في شوارع درعا وحمص وحماة وريف دمشق .
اما اسخف هذه المناورات ما قام به مؤخرا من مهزلة الانتخابات التي كشفت نتائجها قبل ان تحدث.
واليوم يريد النظام أن يرسل اكثر من رسالة بائسة من خلال حادثة الطائرة اولها لتركيا تقول لا تخطئوا الحسابات وثانيها يريد أن يوحي لنا أن إسرائيل هي العدو أما إسرائيل نفسها فلن تجرؤ بعد اليوم مجرد الاقتراب من الحدود!
من يقرا تصريحات الرئيس الاسد ومواقفه من حادث الطائرة يصاب بالصدمة لأن الرجل ما زال يصر على استغفال الناس ومحاولة إيهامنا أن بوصلة عداء النظام ما زالت تتجه لإسرائيل وبحدود علمنا أن العدو \'الصهيوني\' قدر ظروف النظام ولم يحلق فوق القصر ابدا منذ بدأت الثورة السورية.
هل تذكرون حادثة الصواريخ الشهيرة التي نصبت في البقاع اللبناني في منتصف الثمانينات وقتها حبسنا الأنفاس فالنظام متصلب ولن يتراجع وتكاد الحرب تستعر نارا وفجأة يهدأ كل شيء ولم نسمع بعدها شيئا فقد انتهى كل شيء حيث كانت هناك صواريخ !
في لبنان التي جعل منها النظام جبهة مفتوحة في الوقت الذي اغلق حدوده على الجولان كان الجيش العربي السوري يتعرض للمهانة باستمرار بل يتعرض للضرب ولا يرد لكن حدث مرة أن رد الجيش ليخوض النظام معركة كاذبة تسقط فيه طائراته كالفراشات لنعرف بعدها أنه أراد التخلص من طائرات قديمة ولم يكن يحارب اسرائيل ولا يهمه كرامة جيشه.
قبل خمس سنوات وفي عام 2007 شن الطيران الإسرائيلي غارات على موقع سوري أنكر النظام الغارة ثم اعترف أنها كانت على موقع خال لا قيمة له لنعرف بعدها أن كل شيء قد أنتهي فقد كان هناك مفاعلاً نووياً سورياً.
بعد أشهر وفي 2008 الحاج عماد مغنية أبرز زعماء حزب الله أهم حلفاء النظام اليوم وقبله يقتل في دمشق نهارا جهارا وكل وسائل الإعلام تنشر الخبر إلا الاعلام التابع للنظام فهو لا يعلم شيئا ويعيش خارج الزمان والمكان وبالطبع ما زلنا نذكر وننتظر التهديدات بالثأر.
هذه محطات قليلة من بين المئات توقفنا عندها تثبت أن عداء إسرائيل لم يكن في حساب النظام ولم تكن الجولان المحتلة محور اهتمام بل الأهم هو استمرار حكم العائلة الكريمة واستمرار التوريث .
لو أسقط النظام السوري طائرة اسرائيلية واحدة فقط في قادم الايام عندها يستحق ان يراجع الشعب السوري موقفه وأن يقف خلف النظام واذا سقطت طائرة إسرائيلية واحدة في محيط القصر الرئاسي فستفقد الثورة بريقها لان النظام عندها يكون قد عزم على تحرير الجولان وليس على دحر الجرذان.


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012