أضف إلى المفضلة
الجمعة , 06 كانون الأول/ديسمبر 2024
الجمعة , 06 كانون الأول/ديسمبر 2024


هل الحرب بالمنطقة تقترب من النهاية؟

بقلم : د.عثمان الطاهات
27-10-2024 06:52 AM

تتجه الأنظار إلى الشرق الأوسط حيث تتعقد المشهد السياسي والعسكري بشكل متزايد، مع تزايد الحديث عن قرب نهاية الحرب التي تشهدها المنطقة. في هذا الإطار، نجد أنفسنا أمام سيناريوهين مختلفين.
الأول: نهاية الحرب
يفترض السيناريو الأول أن الحرب تقترب من نهايتها، خاصة بعد سلسلة من الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل، وخاصة اغتيالها لقائد حماس يحيى السنوار وأمين عام حزب الله حسن نصر الله قد تؤدي هذه الاغتيالات، إذا كانت فعّالة، إلى تخفيض حجم العمليات العسكرية من قبل إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ولبنان، أيضًا، الأمر الذي قد يُشير فعلاً إلى بداية نهاية الحرب.
الثاني: تصاعد التوترات الإقليمية
في المقابل، لا يمكن تجاهل الأبعاد الدولية والإقليمية المتعلقة بهذا الصراع. فعلى الرغم من أن الإسرائيليين قد يعتقدون أنهم على وشك الانتصار في هذه الحرب، إلا أن الأوضاع قد تتجه نحو تصعيد أكبر، خاصة مع دخول أطراف دولية كبرى تسعى لتحقيق مصالحها في المنطقة. وبالتالي، يصبح الحديث عن حرب إقليمية شاملة أمرًا قابلًا للتحقيق، وهذا ما يزيد من تعقيد الأوضاع.
ويظل ملف الأسرى مفتوحًا، حيث لم تتمكن إسرائيل من الوصول إلى أسرها بعدما مر أكثر من عام على بداية هذا الصراع. في الوقت نفسه، فإن محاولات إسرائيل لتحقيق مخطط التهجير القسري للفلسطينيين لم تحقق نجاحًا ملموسًا حتى الآن. فلو كانت إسرائيل تنوي فعلاً إنهاء الحرب، لكانت فتحت قنوات للحوار والتفاوض لتجنب المزيد من الخسائر.
من المهم الإشارة إلى أن القوى الداعمة لإسرائيل، والتي طالبت بإيقاف القتال وفتح مسارات الحوار، لم تلقَ استجابة واضحة، وتظل الولايات المتحدة هي اللاعب الأهم الذي يمتلك أوراق الضغط على إسرائيل. فإذا كانت تسعى حقًا إلى إنهاء الحرب، لكانت فعلت ذلك منذ فترة.
بغض النظر عن السيناريو المرجح، يبدو أن الأهداف الأعمق التي تسعى إليها إسرائيل تتجاوز مجرد الانتقام من حماس. إن هذه الحرب ليست فقط صراعًا عسكريًا، بل تُعتبر حربًا أمنية وجودية لإسرائيل، تهدف إلى القضاء على كل ما يُعيق مخططاتها في المنطقة.
في النهاية، مفتاح السلام الحقيقي هو الوصول إلى اتفاق يعيد الحقوق لأصحابها. فلا سلام إلا من خلال تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية. طالما لا يوجد توافق شامل، ستبقى المنطقة رهينة للصراع والعنف، ويبقى القتال مستمرًا في هذه المنطقة.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012