أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 04 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 04 كانون الأول/ديسمبر 2024


مسارات رياضية امنة ليست رفاهية بل ضرورة ملحة

بقلم : عمران السكران
07-11-2024 07:51 AM

لا يزال منظر مدننا على رأسها العاصمة عمان يثير التساؤلات في عصر تزداد فيه أعداد عشاق الرياضة بشكل ملحوظ، لماذا لا نجد مسارات مخصصة وآمنة للمشي والهرولة وركوب الدراجات الهوائية؟ يبدو أننا اعتدنا رؤية الشوارع مزدحمة بالسيارات، دون أماكن مجاورة لها مخصصة لاستنشاق هواء نقي عبر المشي أو الهرولة أو امتطاء دراجة هوائية.
دعونا نأخذ لمحة عن بعض الدول التي تشجع مواطنيها على ممارسة الرياضة. لننظر إلى هولندا، حيث تجد مسارات الدراجات منتشرة في كل مكان، مما يجعل التنقل ونشاط الرياضة أمرًا ممتعًا. وبالمثل، تفتخر كوبنهاغن بشوارعها الآمنة التي تجذب المشاة. بينما هنا، نخطط لبناء المزيد من الجسور والأنفاق والمولات دون الالتفات لتوفير بيئة آمنة للحركة!
هل يمكننا تخصيص مسارات في الأحياء المحلية؟ لجعل الرياضة متاحة بالقرب منا، وليس فقط في مراكز أو أماكن رياضية بعيدة. وإذا كان الحديث يدور حول تكاليف ممارسة الرياضة في الصالات، فهي بلا شك قد تكون باهظة. لماذا لا نركز على إمكانية ممارسة الرياضة في الهواء الطلق بتكلفة منخفضة أو دون تكلفة على الإطلاق؟ هذا هو ما نحتاجه في مدننا.
تخيلوا كيف يمكن أن يبدو شارع كردور عبدون أو شارع المطار مع مسارات خضراء، أو شارع البترا في إربد، حيث يمكنك الجري أو المشي دون خوف من السيارات المسرعة.
على الجهات المعنية أن تُدرج هذه الأفكار ضمن استراتيجياتها وموازنتها. لا يكفي تحسين البنية التحتية إذا لم يكن هناك تركيز على تشجيع النشاط البدني أو إنشاء ممرات أمنة للمشاة على أقل تقدير. البلديات تبذل جهودًا كبيرة في تحسين البنية التحتية بكل صورها، لكن ما الفائدة إذا لم نحفز المجتمع على الانخراط في الرياضة عبر ممرات خاصة؟
لتحسين صحة المجتمع، يجب أن نتعاون مع الشركات والمجتمع المحلي. عبر الشراكة المجتمعية، لخلق بيئة تدعم النشاط البدني ونحوّل عمان ومدننا الأخرى إلى مدن تحتفي بجمال الحركة، بدلاً من أن نكون محبوسين في سياراتنا لساعات.
ويمكن أن تلعب الشركات دورًا فعالًا بدلاً من أن نكبد الميزانيات الكثير من المصاريف في ظل ثقافة الأولويات، من خلال مبادرات الشراكة المجتمعية للشركات والمؤسسات الكبرى. تخيلوا لو قررت إحدى الشركات استثمار جزء من ميزانيتها في بناء مسارات رياضية آمنة ومجانية ويكون لها الأولوية في استثمارها من خلال توفير مستلزمات ممارسة ركوب الدراجة أو بيع ما يحتاجه الرياضي أو الذي يرغب في الترفيه عن نفسه وعائلته في تلك المسارات على سبيل المثال.
إن تخصيص مسارات للمشي والجري ليس مجرد رفاهية، بل ضرورة ملحة. لذا، دعونا نبدأ العمل معًا جهات معنية وبلديات وشركات ومؤسسات حكومية وخاصة لتحويل عمان إلى وجهة صحية تستحق الاستمتاع فيها بالرياضة، حيث يمكن للجميع أن يتحركوا بحرية دون الحاجة إلى السفر بعيدًا عن منازلهم.

الرأي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012