إعلان رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونه الثلاثاء بأن بلاده ستتخذ كل الإحتياطات اللازمة لحماية القاطع الشمالي يؤشر بوضوح على إحتياطات طواريء إتخذتها السلطات الأردنية من الناحية الأمنية والعسكرية لحماية قطاع الحدود النشط والمتوتر جدا بمحاذاة سوريا.
ولم تتضح بعد هذه الإحتياطات لكن تصريحات المسئولين الأردنيين توالت وهي تلفت النظر لإن الحكومة الأردنية تدرس فعلا خيارات التوتر الشديد على حدودها الشمالية في ظل إنفجار الأوضاع الأمنية في سوريا حيث تفيد مصادر مستقلة تحدثت للقدس العربي بأن كل المجهود الرسمي والبيروقراطي والأمني الأردني منصب تماما هذه الأيام على ما سيحصل على الحدود مع سوريا.

وفيما تحدث الطراونه عن إجراءات ستحمي القاطع الشمالي ألمح وزير الخارجية ناصر جوده لإن بلاده درست أيضا الإحتمالات السيئة للتأثر بأسلحة غازات سامة يمكن ان يستخدمها النظام السوري للدفاع عن نفسه من الإنهيار في ظل التوتر الأخير.

وزارة الخارجية من جانبها صرحت الخميس بأن السفارة الأردنية في دمشق تمارس عملها ولم تغلق وتعمل على تأمين الأردنيين العالقين في سوريا وتأمين عودنهم فيما بقي السفير السوري في العاصمة عمان نشطا في إتجاهات التحشيد لنشاطات تؤيد نظام بلاده في الشارع الأردني.

ومن الواضح أن إجراءات طواريء قصوى إتخذت على طول الحدود الأردنية السورية من الجانب الأردني خصوصا في ظل توقعات بحركة نزوح عملاقة خلال اليومين المقبلين بإتجاه الأردن يرافقها تزايد في حالات إنشقاق العسكريين وهربهم للأردن كما هو متوقع.

الأردنيون رسميا بدأوا بوضع خطط طواريء في حال حصول نزوح فلسطيني جماعي من سوريا على أساس ترحيل الفلسطينيين في سوريا قسرا إلى الأردن حيث قرر مجلس السياسات للدولة الأردنية مسبقا عدم قبول عبور ولا لاجيء فلسطيني.

والأجهزة الأمنية الأردنية تعمل على مدار الساعة في رقعة الحدود مع سوريا على مراقبة اللاجئين وحركة الحدود المتوترة وكذلك مراقبة الزوار والمساعدات مع إحتياطات أمنية إتخذت مع الأهالي في القرى التي بدأت تسمع أزيز المدافع السورية وهي تقصف مناطق قريبة جدا في محافظة درعا.

تقارير محلية تحدثت الاربعاء عن إطلاق الجيش السوري النارعلى حافلة تقل مواطنين سوريين عندما وصلت لنقطة الحدود الأردنية والأجهزة الأمنية المحلية في حالة (جاهزية قصوى) بعد الكشف عن محاولة تفجير سيارة شخصية محلية شمالي الأردن تعتبر الأنشط في مجال رعاية اللاجئين السوريين.


القدس العربي