أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


في عُرف الله أمثالي لايموتون أبدا

بقلم : احسان الفقيه
21-07-2012 12:05 PM

الصمت قميص الجاهل والبوح فستان للضوء.. والثرثرة وشاح للقمر...
في عُرف الله ... أمثالي لا يموتون أبدا ولو أردتّم وسعيتم
فمن يرتدي الأساطير يتحوّل الى فراشة او ربما عصفور وفي بعض الحالات قد يتحوّل الى قنديل.. ولله الحكمة فيما خلق..
من ترتديه أصوات البرد قد تُحيلُه الى درويش او ربما الى يدٍ تحمل لافتة مكتوب عليها: 'لم أبتكر أبجديتي بعد.. وكلّ مافات عاث في أجزائكم موتا بمُسميات مُختلفة سيعرفها الذين ...سيأتون بعدكم فموتوا بجهلكم على مهلكم فالمجد لي ولوجوه المُتعبين..'.
من خصائص الطبيعة أنها لا تُصاب بشيخوخة دائمة ومن خصائصي الكُبرى أني لا أنسى وجها أحببته يوما ولو لم يبتسم لي ذات اندفاعة غبية مني وسذاجة غفرتُها لي وانطبعت في عقل من طلبني لاجتماع طارئ وجمع من الزملاء الإتيكيتيين ...
التفاصيل أحيانا مُرهقة .. مؤذية .. مُملّة .. فماذا عليكم أن تعرفوا أكثر عن هذه التي تكتب عن أي شيء وكل شيء ..
عن الفقدان مثلا
أم عن الحرمان
عن البدايات المُهينة
عن زواجي قبل بلوغ الخامسة عشر
عن وعن وعن
ام عن المؤامرات الدنيئة من زميل يبكي في حضرة رئيس تحرير مُفرط الوسامة لو أهداها نصف ابتسامة لأنتعشت بقية المواسم العطشى ولتفتّق الكون عن كاتبة من منتجات البلاستيك المقوى او الميلامين ..
أن تقف وحيدا بعد استخراج الطبعة الاولى من صحيفتك على ناصية الشارع بعد أن تُطفئ الأضواء وتودّع العم ابو سعيد ومن تيسّر لك مقابلتهم من عُمّال المطبعة وأن تُراعي نزق المدقق اللغوي فتشير اليه بأنك ستغادر فتنتظر حافلة نام سائقها منذ ساعتين وتظلّ تمشي حتى دوار المدينة الرياضية ودرجة الحرارة حول الصفر وفي جيبك خمسة وثلاثون قرشا..
نعم عشت كل هذا .. فخورة به ولن يُقلّل من برستيجي المطلوب فسيدات المجتمع المخملي حولي جاهزات للنميمة وأحبّ أن اكون وجبة طازجة ساخنة لأمعائهن ..
هل صحيح ان الذي يشقى زمنا ينسى حين تحنو عليه الحياة أم يتناسى ولاتغيب عن أنفه رائحة إبط المستيقظ الزميل صباحا المتدافع معه في باصات النقل العام ..
أخاف أن أشمّ تلك الرائحة وأحيانا تجدني أريد ذلك وأشتهيه ..
لست أبحث عن شيء كثير.. أبحث عن فُسحة صغيرة للعزاء وأخرى خاصة بمن عرفتهم وأحببتهم وزرتهم قبل أيام ومعي صغيري 'في مقرّ صحيفتي الأولى والأخيرة' فغدروني قبل أن أدوس على دوّاسة الوقود مُغادرة وحنين الدنيا في عينيّ ..
لم يُبالوا بأمومتي حين كنت أتفقّد كُلّ ركن فيها وكلّ زاوية
هنا ضحكت لأن اسمي سيتسيّد أعلى الصفحة
وهناك بكيت لأني سمعت احدهم يسخر مني ومعه جمع يضحكون ..
كنت أبحث عن سبب جميل لشيخوخة هذا وانحناء ظهر ذاك ولم أُدعى حتى على فنجان قهوة ممن ظننتهم أفضل الدستوريين ..
زميلا واحدا منهم لم يكن بالسابق صديقا لي ولم يكن يراني أصلا فقد كنت أصغر بكثير من مجاله البصري .. يُدعى 'إيهاب مجاهد' أشكره طبعا على ذوقه في عرضه في ان يُقدّم شيئا لي ولصغيري...
لك الله يادستور العمر والبدايات .. يامدرستي الاولى ويا كلّ ما كنت أريده وأشتهيه..
وذكرك الله بخير يامحمد الظاهر وياعثمان حسن وياجمال وياكوثر وياهيام و يا جهاد عورتاني وياخليل مزرعاوي ويا ضحكة المصري الجميل 'أسامة' وياقهوتي السمراء ويا غصّتي الآن ..
ولك الله ايها القلب الذي لا ينسى أحدا..


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-07-2012 12:07 PM

حماك الله ويا ريت كتابنا يكون احسان الفقيه...

2) تعليق بواسطة :
21-07-2012 01:52 PM

يا سيدة عمان ومواقع الاكترونية... وسيدة الكلمة ... يا جازية العرب والاردن... اصمدي وناضلي وقاومي واكتبي وتالقي فنحن معك ونسير خلفك لانك ارجل منا بكثير

3) تعليق بواسطة :
21-07-2012 05:49 PM

الاخت العزيزه
الضربات التي لا تقصم الظهر تقويه,والعزيمة والارادة وتجاوز المحن ليس صفات يمتلكها الجميع ويقدر عليها الجميع بل هي للاقوياء اصحاب المبادئ التي لا تعصف المصائب ولا المغربات بمبادئهم فهم ثابتون على المبدأ وفي المبدأ ثبات وعلى الانسان أحيانا بعد تجاوز الازمات أن يتصالح مع نفسه لكي يدرك كما أدركتٍ أن المشكله الحقيقيه ليست في بضعة شخوص ضعيفه بل في منضومة مقيته جعلت من اعضاء الجسد الواحد أعداء فلا تستغربي أن يجور القلب على المعده فلا يلبي حاجتها لضيق اليد ولا تستغربي على العقل أن يحكم على اللسان بالحضر والخرس لينقذ رئتيه من ضيق أنفاس الحصر والارهاب فلا يأس مع الحياه ولا حياة مع اليأس ورحم الله الاستاذ الزعيم مصطفى كامل

4) تعليق بواسطة :
22-07-2012 11:39 AM

لى الامام يا ابنة الاردن الباره فالاردن بحاجة الى اخوات مبدعات امثالك في وقت قل فية الرجولة. اثني على تعليق الاخ جمال المجالي فهو معبر كل التعبير

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012