أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


طمع مغفل

بقلم : د.م حكمت القطاونه
25-07-2012 12:30 PM



الأنثروبولوجيا مثلما الجغرافيا للمجتمعات تحل كثيراً من طِلسماتها، ذلك أن مغفلا حَرصَ على صندوقٍ ثمينٍ من الجواهر كان يتوسده، فأراد اللصوص مخاتلته ليسحبوا الصندوق من تحت رأسه، فأحضروا معهم صندوقا فيه حجارة، وراحوا يتحاورون حول صندوقهم وما فيه من الجواهر ما يفوق كثيرا ما في صندوق المُغفل، كل ذلك وهو يسمع وهم يتغافلون عن أنه يسمع، وهدفهم استبدال صندوقهم بصندوقه، فتهاون أخونا في رفع رأسه عن وسادته طمعا بصندوقهم فأضاع المغفل صندوقه.

ليس من نافلة القول توجيه الخطاب بل السؤال لدولة عون الخصاونه وللأخوة في الحركة الإسلامية: أسئلة،هواجس مضمرة، يفرضها واقع العلاقة بين التيار الإسلامي ودولته في ترافعهم دفاعاً عن حكومته المنتهية وربما دعوا لها بطول العُمر كي نلحق بركب طويلي العمر، عربونا لصداقتنا مع معازيبنا الأمريكان وقرعا لكؤوس نَخب الصداقة وضياع ألأوطان.

القاضي الدولي حين جيء به من لاهاي، بهدف ترتيب الوضع الداخلي بما يتفق وتوجهات حركتكم داخليا وعلى الساحة السورية، وينسجم مع رغبات طويلي العمر ومن خلف تل أبيب واشنطن، فتنتهي القضية الفلسطينية بصندوق وضاحٍ بلا ثمن، فكان اتفاقكم مع دولة عون قبل أن يشكل حكومته بأن تضمنوا لدولة الرئيس ربيعا أردنيا هادئا وتضمنوا له تشكيل حكومة أكثرية وإقامة مُريحة بجوار الدوار الرابع لدولته الأولى والثانية مستقبلا؟!.

القاضي الدولي الذي أشبعنا وعودا بالإصلاح لم يتقدم خطوة واحدة نحوه؟!، لكن المرحلة اقتضت الاتفاق معكم حول الأولويات الخارجية وما يخص شهيتكم نحو سوريا واختصار إصلاحات النظام الأردني بقانون انتخاب وانتخابات هزيله، يكون للحركة فيها حِصة - كوته كما كوتة النسوان- لا بالكبيرة التي تُرجى ولا بالصغيرة التي تُعزى، بالمستوى الذي يُعطي حركتكم هبره دسمة في المستقبل دون غيرها، وبدرجة تَقصُرُ عن أن تحملكم أدنى مسئولية تجاه الوطن والقضايا المصيرية وعلى رأسها وليس حصراً، ما يخُص الشق الثاني من الوطن وما حل بالوطن نتيجة اتفاقية وادي عربه، حيث مربط الفرس، ففي القاضي الدولي المستشار القانوني لوادي عربة والذي لم يستطع أن يفقه النقطة الأولى في الدستور (ملك المملكة الأردنية لا يُتنازل عنه) وإنما تخطى دوره في حكومته وطاقمه الوزاري من رحم الفساد، بما فيهم وزيره الباكي الذي طعنه في ظهره إلى أن يكون الضمانة الأخيرة كرئيس حكومة منتخبة بأكثرية إسلامية من رحم وادي عربة تصون الاتفاقية وتحافظ على مصالح الدولة المسخ المحتلة، فكان تبريد الحراكات وإجهاضها مهمة تم إنجاز القسم الأكبر منها بفضل تعاون عون والحركة وإفطارا هنيئا وربما سحورا مريئا في دبين.

مشكلتنا في الأردن، أننا لم نَتعرض لامتحان حقيقي ولم نمارس النضال قط، وخبرات حركتكم هزيلة في حركات الشعوب وأهم ما في قراركم، أنه لا يُعطي أولوية لشأن الأردن الداخلي وأهمية جغرافيته، فعينكم دائما على مصر وسوريا، فقسمة الجغرافيا والدم القاني الذي يسيل في سوريا يخالطهما شحوب موقفكم، والأردن يأتي في المؤخرة في أولوياتكم، مما يَثلِمُ صفة التدين التي تتسوقون بها، شعبيا وعلى المنابر، في خُطب الجمعة وبتواطؤ وزارة الأوقاف، طلبا لرأس سوريا، ولفت الانتباه عن بؤس الحال في الأردن، وبتناسيكم المُتعمد أن الأردن أولا، ليس بمنظور الشعار الحكومي الركيك الفارغ، وإنما الأردن أولاً، أرض حشد ورباط، سنة نبوية، وعداً سماويا لا تستعجلونه، طالما لم تخرجوا من عباءة طلب السلطة، وطالب السلطة لا يُولى وإن وُلي فلا يُرجى خيره، مع استثناء في التاريخ الإسلامي وقَصَص القرآن الكريم، بشكل لا يرقى لمستوى الأصل والقاعدة الشرعية في القياس، وكما صاحب المطعم يكتب على واجهة مطعمه أو على باب ثلاجة المحل، مختصرا القرآن الكريم بما يخصه وجيوبه، فيخطها بقلم عريض (كلوا من طيبات ما رزقناكم ) أو (آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) أما (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) فملغاة في قاموسه، مما يجعل من قراءتكم مَضَنْة اشتباه فيرتفع معها الحد والرسم لأولويات التعريف.

ولعلي أُذكركم بما فاتكم من ذاكرتكم الطويلة عندما خرج الشهيد عبدالله عزام مغاضبا فيكم، حاله (غضبانَ أسِفا) وهذا عند ألنحويين والبلاغيين تعدد حال فأي حال أنتم؟!.




hekmatqat@yahoo.com


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-07-2012 02:11 PM

فأي حال أنتم؟! حال من يقبض ليفعل , هل من يشتري النار لينفض جمهور مغفل فبدلا من ان تبيعه الحركة الاسلامية كيك من الجنة ولا تطالب له برغيف في الدنيا ,هذه حركة مصنعه لاداء مهمة !! وظيفة حارس مصالح الغرب اثناء وخلال وبعد الحرب الباردة , هؤلاء عملاء لا اكثر ولا اقل.

2) تعليق بواسطة :
26-07-2012 12:40 AM

الأخ الدكتور حكمت ..تحية وشوقا لهذه الطلة التي طالما افتقدناها وأمتعتنا بطيب الكلام من فكر مبين خلاصته لخير الوطن
الذي يكاد ان يضيع ويصبح في خبر كان على ايدي لصوص الاوطان في الداخل ومن يرسم لهم ويخطط في الخارج.
ربما اختلف معك في الفكر ولكني اتفق معك لما فيه الخير لهذا الوطن خاصة والامة بشكل عام.
الجميع يعلم ويعرف من هم الاخوان رغم شعاراتهم التي استطاعوا ان يصلوا بها الى
قلوب البسطاء من الناس فقد كانت الاحداث التي حصلت في الايام التي خلت في مختلف اقطار وطننا العربي كافية لتعريتهم وابراز الوجه الحقيقي لانتهازيتهم ووصوليتهم والكشف عن حقيقتهم كطلاب سلطة ليس الا حتى لو تحالفوا مع الشيطان.
امتعنا يابن العم بمقالاتك الرائعة ولا تطول علينا الغيبة.

3) تعليق بواسطة :
26-07-2012 01:31 AM

أبدعت يا دكتور هرج مثل عد اليرات العصملي

4) تعليق بواسطة :
26-07-2012 01:54 PM

سوريا في نظر الاخوان المسلمين ( المتسلقين )قصة ثأر ارتأت امريكا ان تغذيها وهم بدورهم استخدموا المنابر للانقضاض على سوريا و في نفس الوقت مبجلين سيدهم القابع في القاهره الذي اكد على عدم المساس بكامب ديفيد فلما نسب و نشتم حسني مبارك هل لانه واضح في سياسته و على ماذا يمدح الاخوان هل على مكرهم واستغفالهم الشعوب بمداعبتهم العاطفه الينيه عند السطحيين الذين لم و لا و اعتقد لن يقرأوا تاريخ الاخوان ونشأتهم و مسيرتهم في دعم الانظمه الرجعيه المتحالفه مع الكيان الصهيوني و التي تستمد وجودها من وجود الكيان المغتصب للحقوق العربيه و كانوا السباقيين في انقضاضهم على المشاريع القوميه والهاء الشعوب الاسلاميه في حرب افغانستان المموله خليجا و بطاقات بشريه شبابيه مسلمه كانت الاجدر انت توجه في صدر الصهاينه هؤلاء هم الاخوان المسلمين ( المتسلقين ) مع تحياتي لكاتب المقاله الدكتور حكمت القطاونه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012