تزايدت على نحو واضح خلال الأيام القليلة الماضية مؤشرات الإشتباك بين النظام السوري ونخبة من العشائر الأردنية بعد معلومات كشفها لـ(القدس العربي) وكيل التنظيمات الجهادية المحامي موسى العبدللات عن سقوط أربعة أردنيين من أبناء العشائر قتلى في إطار مواجهات عسكرية مع قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
وبعد أقل من 48 ساعة على إتهام عشائر الجازي الأردنية لقوات النظام السوري بتصفية إبنها فارس الجازي بدون وجه حق صدر ت عن عشيرة أخرى معروفة جدا في محيط الحدود الشمالية ما يفند ويكذب مجددا التلفزيون السوري الرسمي بخصوص وقائع حادثة مقتل أربعة أشخاص إتهمتهم دمشق بالإرهاب بعد التسلل من الحدود الأردنية فيما تبين وفقا لعشيرة الزريقات الأردنية أنهم مواطنون سوريون في الواقع ينتمون للجناح السوري من عشيرة تحمل نفس الإسم.

وكان عضو في البرلمان الأردني يمثل عشيرة الزريقات قد ندد علنا بما وصفه بالدجل والتضليل في تلفزيون الحكومة السورية متهما إياها بتزوير وثائق مواطنين سوريين تقتلهم وتقديم إدعاءات بأن هذه الوثائق أردنية.

ويزداد شعور أوساط القرار الأردني بأن الجبهات الإعلامية السورية تنشطت مؤخرا في عرض تقارير متلفزة وبيانات هدفها إنتاج الإنطباع بأن الأردن يرعى إرسال جهاديين أردنيين يخططون للقتال في سوريا ضد النظام السوري، فيما نفى الناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة أي محاولات للتدخل في النزاع داخل سوريا أو في شئونها.

وإتهم عضو البرلمان محمد زريقات التلفزيون السوري بالتضليل عندما تحدث عن ثلاثة شبان قتلوا في محافظة درعا بإعتبارهم إرهابيين أردنيين.

وإعتبر الزريقات في تصريح نشرته له صحيفة عمون الإلكترونية مساء الأربعاء أن كل ما جاء كان تلفيقاً ودبلجة والشبان الثلاثة فعلا من عشيرة زريقات لكنهم سوريون لا ننسلخ عنهم بروابط القومية والدم إلا أنهم هم ليسوا اردنيين.

وحسب التوضيحات التي كشفها للرأي العام النائب زريقات فالقتلى يحملون فعلا إسم عشيرة الزريقات لكنهم من أبناء النسخة السورية في محافظة درعا من نفس العشيرة وهم بالتالي مواطنون سوريون.

ولفت النائب الأردني الأنظار عندما عرض لوقائع تثبت السعي لإنتحال شخصية الأردنيين في عملية تضليل تقوم بها السلطات السورية فقد اعلن أنه يعرف شخصيا الشهداء الثلاثي ويعرف ذويهم فهم من قرية نصيب في محافظة درعا.

وإضطر زريقات لهذا التوضيح بعدما بثت وكالة سانا تقريرا عن إحباط محاولة تسلل مجموعة وصفتها بـ(الإرهابية المسلحة)، من الأراضي الأردنية غرب معبر نصيب على الحدود الأردنية السورية.

ونقل مراسل الوكالة عن مصدر بمحافظة درعا السورية الثلاثاء، تأكيده أن الاشتباك مع المجموعة “الإرهابية” أسفر عن مقتل عدد من “الإرهابيين”، على حد وصف الوكالة.

وكان المحامي العبدللات قد كشف لـ(القدس العربي) عن معلومات عن سقوط أربعة أردنيين في القتال ضد نظام الطاغية بشار الأسد كما قال مشيرا لإنهم من التنظيمات الجهادية وتم إبلاغ زعيم التيار السلفي الجهادي أبو محمد الطحاوي بحادثة سقوطهم.

وكانت عشيرة الجازي قد أصدرت بيانا قالت فيه بأن قوات سورية قتلت إبنها فارس الجازي وأعلنت عنه بصفته إرهابيا أردنيا موضحة بأن فارس كان يزور دمشق ولا علاقة له بأي مجموعات دينية او قتالية وذهب لإحضار عائلته من دمشق.

إلى ذلك كشف عضو آخر في البرلمان الأردني هو النائب محمد الحجوج إلى أنه يسعى لإن تتدخل السلطات الأردنية لتأمين ونقل عائلة أردنية مؤلفة من تسعة أشخاص عالقة وسط العمليات العسكرية في حي الحجر الأسود في العاصمة دمشق وقال الحجوج للقدس العربي صباح الخميس بأن إتصالات بدأت فعلا لمحاوية تقديم الحماية لأفراد هذه العائلة.

وبدأت عشائر وعائلات أردنية تعبر عن خشيتها من عمليات إنتقامية تنتهي بقتل أردنيين في سوريا ثم إتهامهم بأنهم إرهابيون.


القدس العربي