أضف إلى المفضلة
الخميس , 19 حزيران/يونيو 2025
شريط الاخبار
الصفدي يبدأ زيارة عمل إلى باريس "الامن العام": إصابة طفلة وأضرار مادية لحقت بثلاثة منازل ومركبتين إثر سقوط مسيرة في لواء الأزرق - صور الحاخام المتطرف يهودا غليك يقود اقتحام عشرات المستوطنين للأقصى انخفاض أسعار الذهب محليا 40 قرشا منحة ألمانية بقيمة 35 مليون يورو لتعزيز الفرص الاقتصادية 95.5 % رضا المواطنين عن سهولة الإجراءات في مراكز الخدمات الحكومية الأمن العام: سقوط مسيرة بمنطقة ابو نصير وأضرار بمركبة ومظلة انتظار حافلات البنك المركزي: لجنة عمليات السوق المفتوحة تثبت أسعار الفائدة على أدوات السياسة النقدية مدعوون للامتحان التنافسي والمقابلات الشخصية - أسماء 15 إصابة في حادثي سير منفصلين على طرق المملكة الخارجية أكثر من 209 آلاف طالبٍ توجيهي يبدأون امتحاناتهم وفيات الخميس 19-6-2025 طقس حار نسبيًا حتى الاحد الصفدي ونظيره العراقي: ضرورة إنهاء التصعيد في المنطقة الهواري يطمئن: لا تأثير يُذكر على الأردن إذا انفجر مفاعل ديمونة
بحث
الخميس , 19 حزيران/يونيو 2025


إن الحق قديم

بقلم : د.نهلا عبدالقادر المومني
18-05-2025 01:02 PM

تتعدد النظريات في دراسة الأبعاد الفكرية لعمر بن الخطاب، كنموذج لشخصية فذة، استطاعت أن تعمق النموذج الإسلامي ممارسة وعملا، وأن تظهر عظمة هذا الدين وقدرته على جمع أصناف متعددة من البشرية تحت لواء فكري واحد قوامه الكرامة الإنسانية، وفي الوقت ذاته أن ترسخ المبادئ التأسيسية للدولة الإسلامية في حينه القائمة على العدل والمساواة وتكافؤ الفرص.

فكانت عبقرية عمر موضع دراسة الدارسين، وبحث الباحثين، وخيطا من نور للتائهين في دروب ما هو كائن وما يجب أن يكون، وبين هذا وذاك وبين نظريات متعددة وتحليلات عميقة لشخصه ومكانته، باعتقادي أن البوصلة التي كان يستهدي بها والتي شكلت المحرك لكل أفعاله وسكناته، ولقدرته على رؤية الأمور وما ورائها وما بين أسطرها عبارة اختزل بها وضوح الرؤية والثبات على مبادئ لا تتزحزح:» إن الحق قديم».

عبارة قيلت في معرض حديثه عن القضاء وأصوله مخاطبا أبا موسى الأشعري : «ولا يمنعك قضاء قضيت به اليوم، فراجعت فيه رأيك فهديت فيه لرشدك، أن تراجع فيه الحق، فإن الحق قديم، لا يبطله شيء..».
« إنّ الحق قديم»، منهجُ حياة ورؤية كانت ثابتة لدى عمر بن الخطاب، فجعلت منه الإنسان الذي ما يزال يُذكر كلما ذُكرت الحقيقة والحق، فالحقُ يقود الى العدل والعدلُ مناط الكون وسبب اتزانه، وكلما فقد العدل أو فقد أحد أركانه، اختل توازن الأرض والبشر كذلك.
في الفكر المعاصر كان التشبث بفكرة الحق من قبل العديد من المدارس القانونية الغربية أكثر وضوحا؛ فنظرية الحق كانت موضعا للدراسة والبحث العميقين، ولم تبق في اطار ٍنظري، بل تعدت ذلك الى ممارسات عملية متقدمة في البحث عن الحق وإن اختلف مع نصوص قانونية قائمة ومقرة؛ وليس أدل على ذلك من الدستور الإتحاديّ الألمانيّ الذي نص على أن السلطة القضائية والسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ترتبط بالقانون والحق.
هذا النص القانونيّ كان الطريق المؤدي إلى بعض الأحكام الصادرة عن المحكمة الإتحادية الألمانية التي لم تتقيد بالنصوص الواردة في بعض القوانين لمخالفتها مبدأ الحق. وقد صدقت المحكمة الدستورية الإتحادية قضاء المحكمة الإتحادية معللة ذلك بأنَ الحق لا يتطابق مع مجموعة القوانين المكتوبة في بعض الأحيان، ففي مقابل القوانين واللوائح الموضوعة من قبل سلطات الدولة يمكن أن ينشأ في ظل الوقائع أكثر من حقّ يكون مصدره النظام القانوني الموافق للدستور بإعتباره مفهوما كليًا عامًا ويؤثر في المقابل على القانون المكتوب بمجمله، وعلى القضاء تقع مهمة إيجاده ووضعه موضع التنفيذ في الأحكام.
في قيمة الحق، لا بدّ أن نستذكر دوما أنّه مهما تغير العالم او اختلف البشر ستبقى هناك قيم ناضل من اجلها الانسان هي أساس ارتقاء الحضارات ونهضتها، وهي قيم ثابتة وما دونها من أشخاص وأماكن إلى زوال وهو المعنى الضارب في العمق الذي تحدث به علي بن أبي طالب عندما قال «يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال».
ولا بدّ أن نتذكر أيضا أن ما من دولة اليوم سواء اختلفنا او اتفقنا معها حققت نهضة وارتقاء في مجالات الحياة، إلا وكان الحق مسيرا لمفاصلها ومبدأ راسخا من مبادئها يعزز المواطنة بين أفرادها، فكلّ ما يتشكل داخل أي بنيان إن لم يبن على منظومة الحق الذي يقود الى العدالة والأمان بالنتيجة سيبقى بناء هشا «على شفا جرف هار» .

الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012