أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


الموت لي إن أسلمت رايتي للقُرصان

بقلم : احسان الفقيه
31-07-2012 12:22 PM


لكي أبتكِر لي فردوسٌ وأرجوحة ونبعة ماء وزاوية للضحك وأخرى للبُكاء
ومرآة تُظهر صباي دوما بالقدر الذي يُرضي شيخوختي القادمة لا محالة ..
كان عليّ ألا أودّع حقلي أبدا..
وألاّ أُودعُه بذورا تنمو في الظلّ.. وغضبا يستشري في نفوس أولئك المنسيين من 'فلاحين ومساكين وعشوائيين وأبناء حرّاثين طيبين وأوفياء' مغلوب على أمرهم دائما ومضحوك عليهم طيلة الوقت..
أولئك الذين يسكنون تلك القرى والمضارب البعيدة البعيدة التي لا يدرِ عن أمر بؤسها أحد...

أولئك الذين سيغفرون وسيفرحون –بسذاجة- لمُجرد مرور سيّارة يلوح في مُقدّمتها علمٌ ويدٌ تُلقي التحية من نافذة ذات زُجاج مُصفّح..

أتعرفون ما هو ذلك الذي ينمو في الظلّ ..؟؟؟!!!
هو الحقد
نعم الحقد أيها القوم..
ينمو بلا صوت .. يكبر بمكر وتعلو قامته بحسن نية..
ينمو باستحقاق إنساني ويكتفي بما لديه من حوافز وشروط أنشطاريّة أُخرى ..
وهو ذاته الذي يُطلق عليه على المستوى الرسميّ والإعلاميّ تطرّفا وإرهابا..
الاضرابات والاعتصامات وأعمال التخريب والعنف الجامعيّ والاتهامات المُتبادلة بين قوى اليمين وقوى اليسار ..
الموالون حدّ التبجّح المقيت والمعارضون حدّ الانفصام والانفصال عن حقيقة أن للباطل جولة واحدة فقط..
الدولة : هي مجموعة الأغنياء والمؤهّلون لذلك ممن يتقافزون حول القصر..
الحريصون على أن يظلّ كلّ شيء على ماهو عليه ..
المُتعصّبون ضدّ الفُقراء وضدّ المثقفين والمتفوّقين من العامّة..
وقاعدتهم الذهبية : أن في التغيير حتفهم وفي الإصلاح إعلان موتهم ..
والدين هو الجيش الخفيُّ الذي يحميهم من غضب الفقراء ومن ثورة المُستيقظين الجُدد..
الموت لكُلّ من لا زال يؤمن أن الخروج على طاعة وليّ الأمر كفر ..
وأن مساءلته خطيئة كُبرى
وأن مطالبته بالحقوق إنكار للجميل..
الموت له ولوليّ الأمر ولي إن أسلمتُ رايتي للقُرصان..



ehssanfakih@gmail.com


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
31-07-2012 12:56 PM

كلام في الصميم يا سيدة احسان وكما عهدناك بكلمات قليله توصلي فكرة كبيرة وهذا قمة الروعة والإبداع



بارك الله بك وكل عام والعائلة بخير

2) تعليق بواسطة :
31-07-2012 01:16 PM

انت مميزة بكل شي بأنتمائك بجرئتك بفضحك للجبناء والحرامية والسراق ومعك ولك نقول

الموت لكل من نهب وينهب مقدرات الوطن والموت كل الموت للاردني الساكت عن مجرميء الانظمة وزبانيتهم

اكرر انت رائعة وبكل المعايير

3) تعليق بواسطة :
31-07-2012 02:41 PM

ارجو من الكاتبة الاردنية الفذة ، عند مخاطبتها ابناء شعبها الاردني الابتعاد عن كل ما يمكن ان يجر عليها من متاعب هي بغنى عنها، وخاصة قضية الدين، لان كثيرين يقفون لها بالمرصاد.وهم على استعداد لاختلاق المشكلات واثارتها بحقها.

4) تعليق بواسطة :
01-08-2012 03:09 AM

يا سلام على الكلام الجميل يا احسان قمة الروعه ونحن شعب عاطفي

5) تعليق بواسطة :
01-08-2012 12:07 PM

الى الدكتور محمد باشا العتوم المحترم
كاتبتنا وحسب معرفتي لم استسلم للدول واجهزتها الامنية وتحملت الكثير
فكيف تخاف اشخاصا موتورين يدعون يدعون انهم يحملون راية الاسلام
احسان افقيه الشعلة القادمه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012