01-08-2012 02:05 PM
كل الاردن -
أبدى العديد من سكان محافظة إربد إنزعاجهم الشديد من انتشار ظاهرة التسول في اربد وبخاصة في شهر رمضان الفضيل، مطالبين الجهات الحكومية بالقيام بحملات متابعة مكثفة ومستمرة للقضاء على هذه الظاهرة نهائيا.
وبين مواطنون لـ(بترا) أن ظاهرة التسول مزعجة جدا وبخاصة عندما تمارسها مجموعة من الأطفال بأعمار مختلفة بالركض والحركة بين السيارات عند وقوفها على الإشارات الضوئية وتحت أشعة الشمس الحارقة وفي ساعات متأخرة من الليل، مما يعرقل في أغلب الأحيان حركة السير عند هذه الإشارات وتعريض أرواح هؤلاء الأطفال الصغار لخطر الدعس نتيجة حركتهم المتواصلة وغير المنظمة أمام السيارات المتحركة بكثرة في الشوارع المزدحمة.
ولفت المواطنون الى ان وجود هؤلاء المتسولين لم يعد مقتصرا عند الإشارات الضوئية فقط بل بدأوا يكثرون أمام المطاعم ومراكز التسوق الكبرى في ساعات النهار والليل، ويسعون باستمرار لكسب تعاطف الناس من خلال الطلب المباشر للنقود أو الطعام من العائلات ومرتادي تلك الأماكن.
وتعد السيدات الفئة المستهدفة بكثرة للمتسولين وذلك بسبب قدرتهم على استدرار عطفهن بسهولة ورغبتهن في التخلص منهم بالسرعة الممكنة نظرا للإحراج الشديد الذي يسببونه لهن، والإرباك الذي يحصل لهن عند قيادة السيارات في الأزمات المرورية الأمر الذي يدفعهن للتخلص منهم وتلبية مطالبهم.
وأشار بعضهم الى أن الكثير من المتسولين يستعطفون الناس في البيوت وفي الأماكن العامة بشهادات طبية مزيفة تثبت إصابتهم بأمراض خطيرة وإنهم بحاجة لإجراء عمليات طبية تكلفهم مبالغ مالية طائلة لايستطيعون تدبيرها، فيما يدعي بعضهم معاناتهم بسبب إعاقات معينة في الجسم أو النظر للنيل من جيوب المواطنين.
وقال المواطنون ان بعض المتسولون يستخدمون ذوي الاحتياجات الخاصة على الكراسي المتحركة لتحقيق غاياتهم والحصول السريع والسهل على المال، فيما يقوم بعضهم بمسح الزجاج الأمامي للسيارات، اويبيعون المناديل الورقية وأنواع العلكة المختلفة وإذا فشلت محاولاتهم بالبيع يلجأون للطلب المباشر من الناس.
وأكدت مجموعة من الأطفال المتسولين أن أهاليهم هم من يشجعهم على القيام بعملية التسول وبخاصة خلال الشهر الفضيل لأنه (وبحسب رأيهم) شهر تكثر فيه الأعطيات والزكاة والتبرع من الناس سواء أكانت نقودا أم ملابس أم طعاما وغيرها من الأمور التي يحصلون عليها.
وأشاروا الى أنها طريقة سهلة جدا للحصول على المال رغم الجهد الكبير الذي يبذلونه خلال النهار وفي ساعات الليل المتأخرة مقابل جمع المال وإعطائه لذويهم مقابل الحصول منهم على مكافآت مالية قليلة تكفي لشراء بعض أنواع السكاكر والحلوى وبعضهم يدخرها للذهاب الى مدينة الملاهي وشراء الطعام.
مدير تنمية محافظة إربد المهندس ليث أبو عويضة أشار الى أن مكافحة التسول مسؤولية جماعية مجتمعية مشتركة تتطلب من الجميع مكافحتها والوقوف ضدها، لأن الكثير من المتسولين أصبح يمتهن هذه المهنه ويرفض العديد منهم التوجه لمديريات التنمية وصندوق المعونة الوطنية لدراسة حالاتهم الاجتماعية وتقديم العون والمساعدة لهم.
ودعا الجميع وبخاصة وسائل الإعلام للتصدي لهذه الظاهرة عن طريق الامتناع عن إعطائهم النقود وأموال الزكاة وتوزيعها في الأماكن المخصصة لها مثل صندوق الزكاة والمساجد وبيوت الأسر العفيفة، لافتا الى أعطاءهم النقود يشجعهم على الاستمرار في عملية التسول.
وبين أبو عويضة أن مديرية التنمية بالتعاون مع الأمن العام تقوم حاليا بعمل حملات مكثفة لمكافحة التسول والقاء الفبض على المتسولين وإخضاع المبتدئين منهم لبرامج تدريبية وتأهيلية خاصة تساعدهم على التوجه الى سوق العمل والبحث عن فرصة عمل مناسبة لهم، مشيرا الى ان الحملات القت القبض خلال شهر رمضان على 229 متسولا ومتسولة، 65 منهم من الذكور و164 من الاناث.
(بترا)