أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
ضبط 69 متسولاً بإربد منذ بداية رمضان الخارجية تعزي بضحايا حادث حافلة ركاب في جنوب أفريقيا طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع الأردن يرحب بقرار العدل الدولية الرامي لاتخاذ تدابير جديدة بحق إسرائيل البنك الدولي يجري تقييمًا لشبكة خطوط تغذية الحافلات سريعة التردد في الأردن العدل الدولية: تدابير تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين 120 ألفا أدوا صلاتي العشاء والتراويح بالأقصى مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مرورية لتركيب جسر مشاة على طريق المطار قرض بـ 19 مليون دولار لبناء محطة معالجة صرف صحي في غرب إربد غرف الصناعة تطالب باشتراط اسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


ألشيخ والشمس

بقلم : د.م حكمت القطاونه
24-09-2012 11:07 AM

عنوانٌ، قد ينخدع به البعض ويظن أني لشخصية الكاتب الأمريكي العظيم همنجوي متقمصا لآخذكم إلى مشهدٍ من مشاهد رواية(ألشيخ والبحر)، لكن لخيبة أملٍ وحزنٍ بسبب ما يحلُ بالوطن، لن أبتعد بكم إلى شواطئ الأطلسي، حيث صمود هافانا وفي الجانب الغربي وليس بعيدا عن قوانتينامو ينتصب على الساحل الشرقي إله أمريكيا المعبود تمثال الحرية، يرفع يده، يُنادي صهاينة ألعالم مُشيرا إلى الشرق حيث بلادي، تبدأ بساحل فلسطين، بغزة وحيفا وعكا، وحال الصنم يقول أن أذهبوا إلى بلاد اللبن والعسل، فننظر نحن إليه من الشرق مع غروب الشمس وفي عيوننا الدمع وأشعة الشمس مشوشةً فنراه مُبرزاً لنا الأصبع الوسطى (وهاكم يا عرب)!.
لن أبتعد بكم عن حارة من حارات قرانا القديمة البائسة، إلى مشهدٍ ليس بعيدا عن طُرف ونوادر خلف،... ففي يوم شتوي يميل إلى الاعتدال كمثل الأيام التي تخرج بها الكائنات من مراقدها لتتشمس وتفلي أجسادها مما عَلِق بها من دواب الأرض الدقيقة وطفيلياتها وبحرارة الشمس النسبية تطرد رطوبة أيامٍ ماطرة خوالي.
تجلس العجوز، الطامعة في الشمس وطرد الأوجاع المزمنة من جنبات ظهرها وأسفل العنق ومفاصل الأقدام، فالشمس في أيام الشتاء تصير مُقدسة وفي حبها وثنية متصوفة، وكما تقول العجوز مع وداع أواخر أيام الخريف: (الشمس صارت مطلوبة).
ومع يأس الحجة من العودة لأيام الصبا والشباب، إلا أن بداخلها أمل أن يمد الله في عمرها حتى تشهد زواج آخر أحفادها، وأمل آخر فقدته مع السنين بعد أن صار حُلما وربما عدما أن يكتب الله للقدس الشريف العودة لأهله كي تستطيع التقديس مع الحج أبو عقاب - أي أن تزور القدس- لاعتقادٍ، أن الحج الأكبر لا يكتمل إلا بزيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى، لا يقنعها في خطأ اعتقادها كل علماء الدين، وكثيرا ما يكون هذا سببا خلافيا بينها وبين الحج أبو عقاب لينتهي بالسباب والشتائم وربما الاشتباك بالأيدي وكل ما تقع عليه الأيدي أو ما تيسر من أشياء وأدوات، ينعت كلا منهما الآخر بالمهبول والمخبول بالقول وإشارات الأيدي المرتجفة.
في العادة عندما تُقبل من بعيد، ترى هيكلين بشريين مقابل بعضهما البعض، أحدهما لآدمي نصف متكئ على حجر بجانب الحوش كانت فيما سبق جرن لصنع الجريش ودق الحبوب، هذا الآدمي حينما تقترب منه تفهم انك أمام فحل أتت على قواه بما فيها الفحولة السنون.
بالمقابل هي تجلس كنصف بشري، نصف متكورة، بين يديها مسبحة تعينها على التسبيح وحساب الأيام والتواريخ وبعض الدنانير التي تدخرها مع الأيام في صندوقها القديم وحساب المتبقي لقدوم الليالي البيض وسنن الصيام أو ما تبقى لعودة حفيدها خلف ابن عقاب كما تقول من وراء (البحور)... من قوات لعبة الأمم، ووشمٍ قديم على الوجه يروي قصة فاتنة تَقاتل عليها أبناء العمومة كما نتقاتل اليوم على السلطة المفقودة، تتدثر في ثياب سودٍ وكأنما تحكي قصة نساء الكرك في حدادهن الأبدي على ضياع الأندلس.
استفاق الشايب متثاقلا متراخيا بسبب تأثير الشمس وبفعل قلة الحيلة وأخرج من جيبه حبة جوز يُمسك بها بين أصابعه، الإصبع الوسطى والسبابة والإبهام، وفي اليد المرتجفةِ الأخرى العصا (الباكورة -المحجانة) يُمسكها أفقيا من مقربة طرفها المعقوف إلى أعلى عكساً لما هو معروف ومألوف.
وتبدأ المحاولة المحتومة بالفشل!... الجوزة بين أصابعه والباكورة تهبط لتكسرها لكنها تُخطئ الهدف فتصيب الحجر ومرات تخطيء حتى الحجر لتصيب يده المُمسكة بحبة الجوز- أخخخ...- فيكتم وجعه كي لا تتشفى العجوز، مُطبقا بأسنانه على شفتيه، وفي مرات تُصيب الجوزة ولكن لضعف جُهده لا تنكسر، فتقول العجوز المراقبة المتشفية المتأكدة من عجزه منذ زمن غير راضيةٍ عن المشهد: (إممم... مبرزة شفتها السفلى وهازة رأسها استهزاءا وسخرية) وإثباتا لضعف حاله وعجزه إلا عن الكلام والتنكيد على عيشها، فتنشب أم المعارك بين العجوز والشايب.
نرى كثيرا ممن يتقمصون شخصية الأُسد في إقدامهم لحل قضايا الغاب فيزول عجبي حين أرى أرنبا قد امتطاه، فليس بقادرٍ أن يرد غائلة الثعلب رغم أن القوة في شجار مع المكر لا تتأتى من أسدٍ امتطته الأرانب فلا تذهبوا معي حسرات على أبو عقاب، فلقد أخذت منه الأيام ما أخذت في أن يتقدم بدرسٍ.
لا عجب أن يتقمص هذا القروي حالة امتثل فيها مشهد من الرجولة وقد خارت قواه بأن يتقدم بمماثلة يُسقط فيها حالة الشباب التي ولت، مثلما السياسي الذي ينتبذ مكانا ليكون فيه فذاً أو عبقريا في حل مشاكل وطن أو ينبري ليُحطم حراكياً أو يعتقل مناضلاً فيصدُقُ قول أعراب وطني: (ألْخّرَيّْ خري إن كان مكسي ولا عري)!.
د.م حكمت القطاونه tel: 0795482538 hekmatqat@yahoo.com


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-09-2012 11:47 AM

إن الشيوخ كُثر من بلديي الأخ الزميل الدكتور حكمت القطاونه لكن هذه المرة إنبرى وانزوى بشيخه ليُحاكي منازل ومنازع القوة، لكن الأمر هنا عندنا في أوطاننا ملتصق شيخه بمعامل حفظ النوع.
صحيحٌ انه يُذكرُ بشيخ الآخر همنجوي (مجتمع القوة) إذ يحاول الشيخ هناك أن يُدَمَر ولا يُهزم، لكن الشيخ هنا بل الشباب مطلوب منه وتكرس به منازع الهزيمة وأن لا يناوش منازل الدمار.
صحيح أن المحكي (دالٌ) على الخطاب السياسي في أوطاننا ورغم بساطة المحكي وسذاجة الشيخ إلا أنه مفتتحٌ أمين لحل الطلسم السياسي في بلدي .
إن ما تثيره المقالة من فضول الذات العالمة وقد لا تتأتى لكثيرٍ من الذوات القارئة إلا أنها كما هي عادتك أخي الدكتور تُنَبِشُ وعلى الدوام دفائن لكثيرٍ من ألمقامات لا القامات في بلدي، فهذا خطاب فلسفي جاء بالتداعي لمحكينا إذ تناظر خطاب الفلاسفة والذين ينظرون لحظة "الجائحة" والتي أتت على كل شيء في بلدي ...هذا بعين التصفح لا الصفح.

2) تعليق بواسطة :
24-09-2012 02:41 PM

اخي الدكتور حكمت ..تحية وشوقا لك وللأهل في ديرة الخير والبركة التي طارت منها ولم يبقى فيها الا اشباه بشر او ما تبقى
منهم كشخوص مقالتك ابو عقاب وامه.
على الأقل ابو عقاب وأمه رغم السنون التي مضت وأوصلتهما لهذا الحال من العدم والقوة وقلة الحيلة الا انهم لايزالون متمسكين بالأمل كحلم ام عقاب ان تزور الأقصى وتصلي به.
اما الاكثرية من مواطنينا للأسف وخصوصا الشباب منهم فهم في واد واحلام ام عقاب في واد وهم يمثلون الأغلبية الصامتة وينطبق عليهم عنوان مقالة اخونا خالد المجالية(اكل شرب نام )اي في المحصلة بقايا ابو عقاب وامه فيهم خير وبركة اكثر من هؤلاء المعتبرين ارقاما ولهم حق الانتخاب كونهم يحملون ارقاما وطنية
فترى الشحط منهم طول وعرض تتوهم عليه
لكنك للأسف تجده فارغا يعني (ياشايف الزول يا خايب الرجا) .
ليس كل ما يلمع ذهبا ولا كل من له شارب رجلا..كنت اسمع مثلا من والدي رحمة الله عليه(الرجال ثلاثة رجل ورجيجيل ورجرجة)فعندما ترى مسيرة تطالب بالإصلاح وردع الفاسدين رجال بالعشرات
تتساءل أين بقية الناس ...؟اعلم انهم من الصنف الثالث ولا يروح تفكيرك بعيد اقصد (رجرجه).
شكرا لك يابن العم على ما امتعتنا به
وحلقت بنا الى المكان الذي نحب وخصوصا ذكرك لصنع الجريش الذي ارجوا ان ينقل لمتحف الكرك لأنه مع انتهاء تالي هالشياب امثال بطلينا في المقالة ستطوى صفحة الجريش والزراعة التي عشنا عليها
نحن والأباء والأجداد ببركة الحكومات التي بسياساتها قضت على الأراضي الزراعية واستبدلت بألإسمنت لنبقى رهينة لقمح العم سام الذي يجودون علينا به حبا فينا ولأجل سواد عيون حكوماتنا,وآخر الكلام اما آن لهذا الليل ان ينجلي.؟

3) تعليق بواسطة :
25-09-2012 05:57 AM

أخي العزيز د حكمت، أشكرك على إعادتنا لزمن الرجال اللذين انفقدوا هذه الايام وكما جاء بتعليق اخونا طايل البشابشة. لقد تم إقصاء الرجال والشيوخ اللذين كانوا المنارة لكافة عشائر الأردن اللذين ان نطقوا أجادوا وإطيعواوتمّ إستبدالهم خلال العقد الماضي بالمعينيين من قبل الديوان مقابل راتب شهري قدرة خمس مائة دينار يدفع لهم مرة واحدة بالسنة من الديوان (رجرجة) لا ينظر لهم أحد من كافة أبناء العشائر.

هذا هو قدرنااليوم وكما ورد بمقالة الأخ خالد المجالي أكل وشرب ونوم حيث كثُر النوم ولم يعد هناك الا القلة ممن يهمهم الوطن ومصائبة والعمل لوضع حلول لها

4) تعليق بواسطة :
25-09-2012 09:56 AM

دكتور احيك على هذه المقاله واقل تصنيف لها بانها رائعه .ابو عقاب وزوجته وكل المخلصين صاروا تاريخ منسي رموهم على قارعة الطريق .افنوا عمرهم في بناء الوطن والحفاظ عليه وجاء الرعاع من كل حدب وصوب لقطف نتاج زرعهم .دكتور في اخر مره ذرت نيويورك شاهدت تمثال الحريه وقد رفع رجله اليمنى لا اصبعه الاوسط في وجوه بني يعرب ولا زال يدعوا الرعاع الى ارض ميعاد ارض عسل ولبن وسلامتك .

5) تعليق بواسطة :
10-10-2012 08:02 PM

نعتذر

6) تعليق بواسطة :
10-10-2012 08:39 PM

القوميين في أواخر فصل خريفهم فقد انتها زمانهم وتخلصت الامه منهم بحمد الله وفضله

7) تعليق بواسطة :
10-10-2012 08:40 PM

القوميين كا ؟؟؟؟؟؟؟؟ التي تحاظر بالشرف

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012