خالد المجالي

لن اخفي سرا اذا أخبرتكم بأنه بعد عدة أشهر سأحتفل بعيد ميلادي الذهبي ، بمعنى أنني سأبلغ الخمسين من العمر ، خمسون عاما من العيش الكريم والحمدلله ، خمسون عاما وانا ما زلت اسمع وارى وأتكلم واعرف الأشخاص الذين التقيتهم واستطيع التمييز بين السيارة والطيارة ، خمسون عاما وانا انام واصحو في الصباح واشكر ربي على نعمائه ، وعليه قررت ان احتفل بعيد ميلادي الذهبي وان كنت اعلم ان ديننا الحنيف بحرم الاحتفال بغير الاعياد الدينية الأضحى والفطر .....

بعد قراري الاحتفال عقدت اجتماعا عائليا مصغرا بعيدا عن الصحافة والإعلام .... واطلعت العائلة على قراري بالاحتفال ببلوغي سن الرشد المتأخر .....وطلبت منهم الرأي عن كيفية الاحتفال والتحضيرات له .... وبعد جلسة حامية تقدم الحضور فيها بالاقتراحات .... كان الاقتراح الذي نال موافقة معظم الحضور ، باننا يجب ان نجعل من هذه المناسبة ليلة لا تنسى ويجب ان تخلد في تاريخ العائلة .... ويجب ان تكون على مستوى وضعنا الاجتماعي الداخلي والخارجي فنحن من عائلة معروفة على مستوى الوطن العربي وبعض الدول الاسلامية ومعظم الدول الاوربية والامريكية ... تحن من عائلة لها تاريخ لا ينكره الا حاقد او جاحد واذا كان هناك من يشكك فليذهب الى اسبانيا ويسأل عن أجدادي هناك وليشاهد آثار قصورنا ومزارعنا ..... ولا مانع من التأكد من وجود مقابر العائلة هناك .....

اتفق الحضور على هذا الرأي وبدأنا بالاقتراحات حول مكان الاحتفال وفقراته والدعوات التي ستوجه للمدعوين .... وبعد نقاش حام اتفقنا على ان يكون المكان معبرا عن التاريخ والحاضر لعائلتنا ويجب ان نستحضر المكان والزمان في تلك الليلة ...وبعد نقاش اتفقنا على ان تكون بداية الحفل في قلعة الكرك ومنها تنطلق الفعاليات الى القطرانة بحيث يتم عمل مخيم هناك ونختتم الاحتفال في فندق الرويال بعمان وهكذا نكون مررنا عبر الزمان من التاريخ الى الصحراء ثم الى واقعنا الحالي ..

وبناء على ذلك تم الاتفاق على احضار الفنانين المناسبين لهذه المناسبة ، بحث نبدأ من فناني اسبانيا لاحياء حفلة القلعة وتم الاتفاق على إحضار "خوليو" او ابنه ، واحضار الفرق البدوية الاردنية معان والرمثا لوصلة القطرانة ونختمها مع هيفا وعاصي ونانسي في الرويال ..... بحيث ترافقهم بعض الراقصات ...

ثم انتقلنا الى توجيه الدعوات .... وحيث انه حدث فريد ولا يحصل الا كل خمسين سنة مرة واحدة .... فكان لا بد من دعوة كل أصدقاء العائلة من كل دول العالم ودعوة الصحافة والاعلام ... ولا مانع من دعوة بعض الاسماء التي نرتبط بها بعلاقات نسب وحسب ومصالح مالية وشراكة تجارية في الوطن وخارجه ...

وكون المناسبة فريدة فكان لا بد من الاستعداد لإحضار الملابس التي تليق بهذه المناسبة ولكل موقع سيتم الاحتفال به ... بمعنى لباس للقلعة ولباس للصحراء والخيم ولباس للفندق ... وعليه قررنا عمل طلبية مستعجلة من دور الأزياء العالمية لتزويدنا بآخر الموضة لتتناسب مع هذه المناسبة .......

أخيرا بدأ النقاش حول تكاليف هذه المناسبة ... وبعد إجراء حسبة بسيطة وجدنا أن التكلفة المبدئية تتجاوز المليون ونصف المليون دينار ...وهنا دهش الحضور من المبلغ ...وكيف نؤمنه ونحن لا نملك منه سوى 150 دينار ثمن الدفاتر والكتب للأولاد ولا تكفي لإحضار الزي المدرسي .... ومع ذلك كان هناك إصرار من الحضور على ضرورة إقامة هذه الحفلة مهما كلف الأمر وانه لا بد من وجود مصادر لتمويل التكاليف .. وهنا بدأت الاقتراحات ...

احد الحضور طرح فكرة الاستدانة من البنوك ...وحسب الدخل المتاح لم ينجح الاقتراح لأنه لا يوجد دخل يكفي لقسط 100 دينار ...آخر طرح فكرة بيع بعض الممتلكات ...وأيضا بحسبة بسيطة وجدنا ان كل الممتلكات لا تكفي أجرة الخيمة وليس الفندق لأننا سبق وبعناها ولم يبقى سوى الأملاك المشاع للعائلة الكبيرة ...وآخر اقتراح كان ان نبيع بعض الأبناء خاصة وان تجارة البشر منتشرة "وهيك بنخلص منهم وبنعمل الحفلة" ... لكن للأسف ايضا اكتشفنا ان الأسعار هذه الأيام متراجعة بسبب الكساد الاقتصادي ....

هنا رفعت الجلسة على ان نستكمل البحث عن مصادر تمويل لإقامة الحفل وان يحاول كل منا ان يجري اتصالاته مع الأفراد والشركات التي يمكن ان ترعى هذا الحفل، وبعض الشخصيات البهلوانية عفوا الاستثمارية اذا رغبوا بالمساهمة في هذه المناسبة .....ولا مانع من تحويل الأموال بدل الهدايا التي ستقدم لي وسأكتفي بوصل التحويل لا لشيء إلا لمعرفة معزتي عند البعض ....

ولا مانع من تقبل اقتراحاتكم بكيفية تغطية هذه الحفلة الذهبية ........