خالد العلاونه

دولة السيد سمير الرفاعي  رئيس الوزراء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما علمت بان جلالة الملك المفدى وجه اليك بكتاب التكليف السامي لتشكيل حكومة اردنية جديدة  في زمن يغيب فيه ممثلونا عن الحضور ، استبشرت خيراً ــ متناسياً الماضي ــ وظننت ان شاباً مثلك لا بد ان يكون مفعما بالحيوية والنشاط وفي رأسه عقلية متفتحة تختلف كثيرا عن كبار السن الذين يعيشون  عقلية زعيم القبيلة الذي لا يناقش ولا يخالف ، وكنت واحدا من طلبة العلوم السياسية الذين وجهوا اليك رسالة ــ ان كنت قرأتها ــ نشد على يديك ونطالبك بالمضي قدما في العمل الجاد من اجل الوطن والوطن .

لقد جاء في كتاب التكليف السامي ان تضع الحكومة نصب أعينها معيشة المواطن وتخفيف الأعباء عنه وتسهيل كل الاجراءات التي من شأنها تبسيط الحياة والتخفيف عن كاهل المواطن. وهذه كانت الرؤيا الملكية لكل الحكومات وعلى مر السنوات ، وما ان تنتهي الحكومة من اداء اليمين او الحصول على ثقة البرلمان ان وجد  حتى تطوي صفحة المواطن وتتناسى همومه ومشاكله وقضاياه .

بعد مدة ليست بالطويلة بدأت تتبدد لدي ولدي الملايين من ابناء الاردن  اية آمال كانت معقودة على حكومتكم بالتغيير ، فقد بدأت حكومتكم نهج العدائية للأردنيين متمثلا بما يلي :

01    سيل الضرائب الذي هاجمتمونا فيه بحجة التخفيف من عجز الموازنة وكأننا نحن الذين أعجزناها ، او بحجة سداد المديونية وكأننا نحن استدناها ، وأغمضتم أعينكم عن الترهل الاداري وعن الترف الوظيفي وعن الانفاق اللامتناهي في وزاراتكم ودوائركم ومؤسساتكم ، وها هي السيارات ذات (النمر الحمراء) تجوب بطول البلاد وعرضها في مهام خاصة للوزراء والمدراء والمسؤولين دون حسيب او رقيب ، هدر متواصل ونهب غير مسبوق للمال العام والتعويض من جيب المواطن.

02   استمرار العداء لكل من يطالب بحقه في العيش الكريم والحياة الحرة مثل عمال المياومة الذين جيء بهم في حكومات سابقة لاعتبارات منفعية ولما انتهت المنفعة اصبحوا عالة على الحكومة!

03   العلاقة السلبية مع المعلمين والاصرار على استعدائهم ورفض تحقيق مطالبهم المشروعة وتهميش قضيتهم ، لا بل واصدار القرارات التعسفية بحق البعض منهم تخويفا للآخرين .

هذا في جانب العداء اما في جانب ازدراء الشعب وإهانته والاساءة اليه فقد كانت كثيرة وكأن وزراءك يديرون مزارعهم وشركاتهم  وكأن المواطن اصبح عندهم مجرد خادم او عامل يتطاولون عليه كيف يشاؤون وتمثل هذا بما يلي :

01   تطاول وزير الزراعة الأسبق (سعيد المصري ) على عمال الوطن وخاصة عمال المياومة عندما انهال بالسب والشتم والاهانة على رئيس لجنتهم في دار رئاسة الوزراء.

02   تطاول وزير التربية والتعليم السابق ( ابراهيم بدران ) على معلمي الوطن بتوجيه الاهانة لهم وتحقيرهم متناسيا اهماله الكبير الذي  اودى باحلام الآلاف من ابنائنا  فيما يعرف بفضيحة نتائج الثانوية العامة

03   تطاول وزير العمل في حكومتكم ( سمير مراد) واهانته للمزارعين عندما اهانهم ووصفهم بغير الحضاريين .

04    اهانة الاردنيين من قبل وزيرة التنمية الاجتماعية ( هاله لطوف ) عندما قالت لاحد المواطنين ان كل الاردنيين معوقين وذلك لانه طالب بمساعدة شقيقه المعاق .

دولة الرئيس

رغم تركيز سيد البلاد على الشباب ودورهم في العمل السياسي ووصفهم بفرسان التغيير ورغم انكم تنادون بضرورة مشاركة الشباب وتفعيل دورهم ، الا انني ارى ان حكومتكم من اكثر الحكومات تهميشا لدور الشباب في كافة المجلات، وان النشاطات الشبابية التي ترعاها حكومتكم تقتصر فقط على الجهات او الهيئات ذات الصبغة الحكومية متجاهلين ان في جامعاتنا مئات الآلاف من الطلبة الشباب  كما ان الفرصة لا تعطى الا  لفئة قليلة من الشباب الجامعي المقربين من رؤساء الدوائر في الجامعات .

دولة الرئيس

ربما تجرأت كثيرا ، وربما هي المرة الاولى التي يقدم فيها طالب جامعي على مخاطبة رئيس حكومة بهذه اللهجة الا انها مرارة اعيشها ومعي الملايين من ابناء الاردن الذين قد لا تتاح لهم الفرصة للحديث .

دولة الرئيس

اسمح لي بأن اقول لك بان حكومتك قد اخفقت ايما اخفاق في تحقيق ولو رؤية واحدة من رؤى جلالة الملك التي جاءت في كتاب التكليف السامي ، ناهيك عن ان لغطاً كبيراً وحديثاً دائماً في الشارع العام عن انكم بدأتم عهدكم بتصفية الحسابات ،، واعتمدتم القرابة والمحسوبية بالتعيينات في الوظائف العليا لذا ارجو ان تتقبلها مني دولة الرئيس بأن تقدم استقالة حكومتك وترحل عنا وتغادر الى مكان تكون فيه اكثر ابداعا وعطاء