أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة مباراة حاسمة للمنتخب الأولمبي أمام أندونيسيا بكأس آسيا غدا أبو السعود يحصد الميدالية الذهبية في الجولة الرابعة ببطولة كأس العالم سلطة إقليم البترا تطلق برنامج حوافز وتخفض تذاكر الدخول ارتفاع أسعار الذهب 60 قرشاً محلياً 186مقترضا من مؤسسة الإقراض الزراعي في الربع الأول من العام وزير الأشغال يعلن انطلاق العمل بمشروع تحسين وإعادة تأهيل طريق الحزام الدائري تراجع زوار المغطس 65.5% في الربع الأول من العام الحالي طقس دافئ في معظم المناطق وحار نسبيًا في الاغوار والعقبة حتى الثلاثاء وفيات السبت 20-4-2024 نتيجة ضربة جوية مجهولة المصدر : انفجار هائل في قاعدة عسكرية سستخدمها الحشد الشعبي حماس: ادعاء بلينكن أننا نعرقل وقف إطلاق النار انحياز لإسرائيل حماد والجعفري إلى نهائي الدوري العالمي للكاراتيه الحنيفات: القطاع الزراعي لم يتأثر بأزمة غزة وأسعار منتجات انخفضت التنمية تضبط متسولًا يمتلك سيارتين حديثتين وله دخل شهري 930 دينار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


مسحراتي لكل مسؤول
04-09-2010 03:36 PM
كل الاردن -

بلال العقايلة

 

 

رمضان زائر كريم.. يأتي بخفة ظله وبوح سره ليضاعف الاجور ويكشف المستور من النوايا، في زمن كثر فيه تجار الشهرة وعشاق الاضواء، اولئك الذين مابرحوا يتفاخرون بما يقدمون من صدقات واعطيات لينالوا مالا يستحقون من الثناء والاطراء، فصنعوا صورة مشوهة لحسن المعروف وطيب الجميل، حيث يقول تعالى في سورة البقرة:(قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى). وقديما قال العرب.. إياك وقتل المعروف بكثر المعيار، ويأتي في سياق ذلك مانشاهده اليوم من التعامل المحرج مع الشرائح الفقيرة المتلقية للمساعدات الانسانية، بعد أن أرهقها كثرة المقابلات الاعلامية في مدح المسؤول وشكر نعمه التي لاتحصى ولا تعد.

نعم.. إن قليلا من المال والطعام ينفقه البعض في حق الفقير لابد وأن يكون على رؤوس الاشهاد وفي عز النهار، ولايهدأ بال من انفق تلك الفتات حتى يتصدر وسائل الاعلام باعتباره نصيرا للفقراء والمساكين. فأي مفخرة هذه واي مأثرة ان يجتمع الناس في العراء تحت لهيب الشمس الحارق لتلقي بعض الفتات.. ولماذا تخدش كرامات الناس بهذا الاسلوب الذي فيه مسخ لانسانية الانسان الذي كرمه الله تعالى فقال: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناه في البر والبحر).

ألهذا الحد بلغ الاستخفاف بمشاعر الناس؟ أم أن هؤلاء الفقراء ليسوا بشرا كبقية البشر، يمتلكون من الكرامة وعزة النفس مايحتاج منا الرحمة بعزيز قوم ذل.. لأن هذه الصورة المؤسفة تشمل الطبقات المسحوقة ومن لحق بهم من شرائح الطبقة الوسطى التي ادخلتها الليبرالية الجديدة عنوة في نادي المتسولين. كما قال الشاعر

كل الاسعار معومة والجيب نظيف والايدي

وحزامي يقطع خاصرتي من شدة فقري لازهدي

فأنا شحاد محترم بالدين الوذ واستجدي

أأعيش وارضع اذلالا وأورث دينا من بعدي

لقد درجت العادة في اقطار الدنيا ان تقدم المساعدات الطارئة والعينية للمواطنين في زمن الكوارث والحروب، وهذه حالة انسانية تجمع في لجتها صورة لمشاهد انسانية مؤلمة يتدافع خلالها الناس نحو مايسد رمقهم، غير ان البعض اليوم جعل من هذا الشهر كارثة رمضانية تستباح خلالها كرامات البشر ومشاعرهم.

وفي كل يوم يخرج علينا مسؤول ليطمئن عن توفر ما لذ وطاب من الطعام والشراب في المتاجر والاسواق، وكأن هذا هو مكمن الازمة، ونسي صاحنا أن الجيوب فارغة وأن ذات اليد تضيق بصاحبها ذرعا.

وهذا ما يذكرنا بالمقولة الشهيرة لملكة فرنسا البائدة ماري انطوانيت زوجة لويس السادس عشر، عندما خاطبت الجماهير قائلة..(( اذا لم يكن هناك خبز فلماذا لاتأكلون بسكويتا)) فلاقت حينها مصيرها المشؤوم.

محليا.. تتوالى الازمات مع قدوم شهر رمضان الفضيل، ما يؤكد هشاشة الكثير من المسؤولين حيال التعامل من أخطر القضايا التي تمس حياة الناس، بعد أن حزم المسؤول خياراته نحو اختيار العزلة والتمحور حول الذات بعيدا عن هموم وآلام المواطنين، فتوالى انفجار الازمات والمشاكل.. بدءا من أزمة رفع الاسعار الى ازمة المياه فالكهرباء، مع صورة بائسة لعجز المسؤول عن حلها والتصدي لها. ففي هذا الخضم المليء بالمآسي والآلام نعرض ما يروجه الاعلام مؤخراعن الدور الديني والشعبي في التراث المحكي للسيد المسحراتي الذي يوقظ الناس في ليالي رمضان.. مع أننا اليوم أصبحنا بأمس الحاجة لمسحراتي من نوع آخر ليوقظ فينا القلوب والضمائر النائمة لنرفع حينها شعارا جديدا ينطوي على هذه العبارة: ((مسحراتي لكل مسؤول)).

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012