خالد المجالي

بات من الواضح طريقة عمل الاداره الامريكية خاصة فيما يتعلق بمنطقة الشرق الاوسط ، فكلما اردات الادارة الامريكية الاقدام على ضربة عسكرية مباشرة او غير مباشرة بواسطة ولايتها في الشرق الاوسط (اسرائيل)، فانها تبدأ بتهيئة الارضية في تلك المنطقة من النواحي الاقتصادية والسياسية وحتى الاجتماعية ، حتى تضمن عدم وجود ردود فعل مؤثرة من قبل دول المنطقة وشعوبها ، وخاصة ما يتعلق بالقضية المركزية وقضية العرب والمسلمين - فلسطين .

ومن هنا نشاهد الاصرار المباشر من قبل الادارة الامريكية على تحريك المفاوضات بين الفلسطينين والاسرائيلين وبدعم عربي شبه كامل ، مع العلم بان المحادثات لن تأتي بأي جديد، لا بل ستسير في اتجاه - اعلان دويلة فلسطينية على اقل من نصف مساحة الضفة الغربية ولا تشمل القدس الشريف ولا انهاء لقضية الاجئين الا على حساب دول الجوار وبالتحديد على الارض الاردنية ، واغراء البعض بتلك التعويضات التي ستتكفل دول الخليج بدفعها ، وبالطبع عزل قطاع غزة لانهاء المقاومة فية ثم البحث عن مخرج بالتعاون مع مصر لانهاء اشكاليته الجغرافية . المهم اننا سنعيش حالة من الانتظار وبناء حالة من الترقب لاي حل ترعاه قيادة حركة فتح المتورطة بهذه الحلول منذ سنوات وسنوات .

ثم نشاهد على الجانب اللبناني ما يشبه التحييد للمقاومة اللبنانية ونعتقد بموافقة سورية كبداية لاعادة المحادثات بين سوريا واسرائيل الى مسارها ، ومن الواضح ان الحل النهائي سيكون انسحاب اسرائيل من الجولان وعدم معارضة سوريا والقوى الفلسطينية المتواجده فيها على حل الدويلة الفلسطينية وانهاء حق العودة ، ووقف الدعم للمقاومة في قطاع غزة .

وفي الجانب العراقي نشاهد انسحاب القوات الامريكية المقاتلة من العراق وسيتم ابقاء قوات رمزية هناك ، وهذا يعني تركيز القوات الامريكية تواجدها في دول الخليج لاكثر من سبب ، فمن ناحية حماية لتلك الدول وثانيا اعتبار تلك الدول القواعد الرئيسة لانطلاق القوات الامركية منها وثالثا عدم تشتيت القوات الامريكية بين العراق ودول الخليج الاخرى .وعدم منح مبررات لايران لضرب العراق عسكريا بحجة التواجد الامريكي .

اما الجانب الاقتصادي فمن الواضح ان الولايات المتحده قد استنفذت الاهداف من العقوبات الاقتصادية على ايران ،وتعتقد بانها لن تستطيع فرض المزيد وان النظام الايراني في اضعف حالاته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وسيكون من الصعب عليه الرد بقوة والاستمرار بالمقاومة ولن يجد من يقف معه ويدعمه من المجتمع الدولي غير بعض الدول التي لن تسانده الا بالتنديد والشجب والاستنكار .

بالاضافة الى الوضع الاقتصادي الذي تعيشه دول المنطقة كالاردن والعراق ومصر وسوريا مما يجعلها غير قادرة على رفض اي مخطط امريكي للمنطقة. لا بل وربما تجبر على مساندته سباسيا وربما لوجستيا ، ودول الخليج طبعا لن تخرج عن موقفها المعروف من ضرب العراق .

اما الموقف الدولي الآن فلا يوجد من يعارض المخطط الامريكي والصهيوني، فقد تم تمرير كامل القرارت المهيئة لمثل هذه الخطوة النهائية للملف الايراني والذي سيكون بنفس الوقت اكتمال الوضع الشرق اوسطي بعُيد ميلاد دويلة فلسطينية فتحاوية معزولة وفرض وطن بديل في الاردن بدون اعلان رسمي وانهاء ملف القدس.

مما تقدم نعنقد ان الضربة الامريكية لايران ستكون قبل منتصف العام القادم على ابعد تقدير واعلان الدويلة الفلسطينة في نفس الفترة ، وسيترك الجدل القائم بين الفلسطينين والاسرائيلين الى عقود من الزمن للتفاوض على قضية المياه والكهرباء والتجارة ...... وستكون المحادثات بين دويلة مشوهة وبين اسرائيل بدون تدخل عربي لان العرب سيكونوا خارج اللعبة ودورهم في القضية قد انتهى الى غير رجعة .