أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


الوظائف العليا في الدولة!
24-08-2010 01:58 PM
كل الاردن -

موسى العدوان

 

 

تشير الأدبيات الإدارية إلى حاجة الموظف لمؤهلات معينة ، تتناسب مع طبيعة الوظيفة التي يشغلها . وتلك المؤهلات يمكن الحصول عليها كما هو معروف من خلال الدراسة الجامعية ، أو من خلال دورات تخصصية تغذي الموظف بالمعلومات الضرورية ، لأداء عمله المستقبلي على الوجه الأكمل .

 

ولوضع الإنسان المناسب في المكان المناسب كما تدعي حكوماتنا الرشيدة ، فقد شُكلت في وقت سابق لجنة خاصة لاختيار موظفي الدرجات العليا في الدولة . ولكن اللجنة المذكورة أصبحت فيما بعد ديكورا تتغنى به الحكومة عندما تتحدث عن العدالة والشفافية في عملية التوظيف الصورية .

 

وفي حقيقة الأمر فإن اللجنة حُيدت ولم يُسمح لها بممارسة واجباتها حسب الأصول ، واستمرت العملية الانتقائية في التوظيف من قبل أصحاب القرار الحكومي ، بالاعتماد على المعارف والمحاسيب والمستوردين من شركة دبي كابتال من كلا الجنسين .

 

وبعيدا عن التنظير أو الرجم بالغيب ، دعونا نعود إلى منتصف عَقد التسعينات من القرن الماضي لنكتشف أن حكوماتنا المتعاقبة ، انتهجت منذ ذلك الحين أسلوبا جديدا إضافة إلى أساليبها القديمة في انتقاء موظفي الدرجات العليا وخاصة توظيف الوزراء . وهذا الأسلوب الجديد الذي يتبعه عادة الرئيس المكلف ، لا يخضع لمعايير منطقية ولا يعتمد الكفاءة وحسن السيرة والأمانة ، بل إنه يعتمد معادلة مبتكرة ملخصها " رضا أمريكا وإسرائيل " .

 

لا أتهم السادة الذين خضعوا لهذه التجربة بما ينتقص من وطنيتهم أو كفاءتهم ، لأنهم قد يكونوا انصاعوا للعمل راغبين أو مكرهين باعتباره أحد متطلبات الوظيفة الرسمية . ولكنني بالمقابل أوجه اللوم لمتخذي القرار في الحكومات المتعاقبة ، والذين لا يحترمون مشاعر الآخرين عندما يمنحون أولئك الموظفين ، تمييزا خاصا يختلف عن أقرانهم في مواقع أخرى ، بعد إقحامهم في مواقف محرجة تحرق أوراقهم وتسيء إليهم . وبناء عليه فإن نقدي موجه لأسلوب العمل المتبع في هذا المجال أكثر منه لأشخاص أكن لهم كل المودة والتقدير .

 

ففي الجانب السياسي نتذكر شخصين سياسيين شاركا في محادثات " السلام المزعوم " مع إسرائيل شكلا حكومتين على التوالي . وقد بشّرنا الأول منهما في حينه بأننا دفنا الوطن البديل إلى الأبد . وتبين لنا الآن أن الوطن البديل لم يدفن بل أنه حي يرزق ويسعى إلى التمدد شرقي النهر ، بتنسيق مع العملاء الظاهرين والمستترين ، لإحياء مشروع قديم برزت ملامحه بصورة رسمية قبل أيام معدودة . أما الثاني فقد أقنعنا بقرب قطف ثمار السلام القادم إلينا من المجهول ، ليتبين لنا هذه الأيام بأن السلام الموعود ما هو إلا حلم رأيناه في المنام .

 

بعد ذلك كوفئ أول سفير لنا في إسرائيل بتعيينه وزيرا للإعلام ، ثم وزيرا للخارجية ونائبا لرئيس الوزراء . تبعه سفير آخر في نفس الموقع عُين بعد نهاية ولايته رئيسا للحكومة ، فأهدى الشعب الأردني مشروع ناد للقمار كبّلنا بقيود اقتصادية احتكمت إلى قوانين أجنبية ، ورهنت مصير موازنتنا بيد أحد المستثمرين الأجانب لخمسين سنة قادمة . ومتابعة لمسلسل التوظيف سالف الذكر ، فقد عُين مؤخرا سفيرنا الذي أمضى فترة قصيرة لدى البلاط الإسرائيلي ، وزير دولة لشؤون الإعلام في حكومة الرفاعي الحالية تمهيدا لنقلة لاحقة في قادم الأيام .

 

وبمناسبة الحديث عن قرب تعيين سفير جديد في تل أبيب ، فإنني أتوجه إلى صاحب الحظ السعيد ــ والذي لا يزال مجهولا ــ بالتهنئة الخالصة ليس على منصبه الجديد فحسب ، بل بمنصب الوزير أو رئيس الوزراء الذي ينتظره في حكومة قادمة بعد بضع سنوات ، إذا أتقن اللعبة المطلوبة مع الأصدقاء . . !

 

وعند مقارنة هذا الوضع مع وضع الطرف المقابل ، نجد أن روبنشتاين رئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض لمحادثات السلام في بداية عَقد التسعينات من القرن الماضي ، بقي يحمل حقيبته الخاصة ــ حقيبة المحامي ــ ولم نسمع أنه حمل حقيبة وزارية أو ترأس حكومة إسرائيلية ، مكافأة على جهوده المضنية في تلك المحادثات مع الوفود العربية .

 

وفي هذا السياق تحضرني القصة الشخصية التالية والتي أوردُها ليس من باب المزايدة على الآخرين ، وإنما من باب إبراز الحقيقة لا سيما وأن شاهدها مازال على قيد الحياة مع تمنياتي له بطول العمر . ففي عام 2001 اقترح عليّ صديقي الشاهد مرافقته إلى تل أبيب لقضاء مصلحة تجارية له هناك ، فرفضت العرض فورا وبدون تردد .

 

سألني الصديق عن سبب الرفض طالما أنني تحررت من القيود العسكرية ، وسنستقل سيارة مريحة في هذه الرحلة ، وسننزل في فندق من أعلى الدرجات . فأجبته بأن شيئا من ذلك لم يخطر لي ببال ، وإن ما وقف حائلا بيني وبين هذه الرحلة القصيرة هو الآتي : لقد أمضيت ما يزيد عن سبعة وثلاثين عاما في الخدمة العسكرية ، وأنا أردد على مسامع ضباطي وجنودي في المحاضرات والتمارين والعمليات العسكرية عبارة " العدو الإسرائيلي " . وبعد كل هذا الزمن الذي عشته حاملا في وجداني تلك القناعة ، أجد الآن صعوبة كبيرة في كسر هذا الحاجز النفسي ، والعبور سائحا إلى إسرائيل رغم توقيع معاهدة وادي عربه ، والعلاقات الحميمة التي تربط بين الدولتين على المستوى الرسمي . وتمترستُ خلف رفضي بعدم تلبية رغبة الصديق في ذلك الحين ، وما زلت عند موقفي حتى الآن .

 

ويحق لنا الآن أن نتساءل : هل تعتقد حكوماتنا الموقرة ، أننا شعب مغفل لا نعرف ما يجري حولنا على الساحة الأردنية ؟ أو أننا فاقدو الذاكرة ولا نختزن في عقولنا ما واجهنا من قضايا الوطن في الماضي القريب على الأقل ؟ فإذا كانت الحكومات تعتقد ذلك فهي واهمة ، ونطمئنها بأن ذاكرتنا تحفظ الخطايا الوطنية لعقود طويلة ، ولكنها تبرزها عند تدعو الحاجة إليها .

 

وفي هذا المقام يخطر ببالي ما صرح به الجنرال أيزنهاور رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في منتصف عَقد الخمسينات الماضي ، عندما وصف السياسات الحكومية بالعبارات التالية : " إن السياسات الطيبة ليست ضمانا أكيدا للنجاح . . ولكن السياسات السيئة هي ضمان محقق للفشل " . فأين تقف حكوماتنا من هذا القول الحكيم ؟

 

لقد صمتنا طويلا وتغاضينا عن كل المسرحيات السياسية التي استغبتنا وجرى تمثيلها أمام عيوننا ، ولم نعترض آنذاك حرصا على مصلحة الوطن . ولكن بعد أن ظهرت الحقائق وانكشف المستور ، وخاصة ما ظهر رسميا في وثيقة ( فتح ــ واشنطن ) قبل أيام ، والتي هدفت إلى إقامة وطن بديل على أنقاض الأردن عام 1970 ، فإننا نقول لحكوماتنا التائهة بصوت مرتفع وبعبارات واضحة : إن زمن الصمت الذي نعمتم ردحا من الزمن قد ولى إلى غير رجعة . . وحان الآن وقت الكلام . . فلا سكوت بعد اليوم على من يريد السوء بهذا الوطن المقدس وقيادته الحكيمة ، ولو كره المتآمرون . . !

 

 

 

adwanjo@hotmail.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012