أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
خطأ شائع في الاستحمام قد يضر بصحتك لافروف عن سيناريو "بوليتيكو" لعزل روسيا.. "ليحلموا.. ليس في الحلم ضرر" روسيا تستخدم "الفيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي بشأن كوريا الشمالية الجمعة .. اجواء ربيعية وعدم استقرار جوي ضبط 69 متسولاً بإربد منذ بداية رمضان الخارجية تعزي بضحايا حادث حافلة ركاب في جنوب أفريقيا طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع الأردن يرحب بقرار العدل الدولية الرامي لاتخاذ تدابير جديدة بحق إسرائيل البنك الدولي يجري تقييمًا لشبكة خطوط تغذية الحافلات سريعة التردد في الأردن العدل الدولية: تدابير تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين 120 ألفا أدوا صلاتي العشاء والتراويح بالأقصى مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


بيان العسكر: كتاب التكليف !
24-08-2010 02:42 AM
كل الاردن -

ادهم غرايبه

 

 

لا برنامج ينقذ الدولة الاردنية مما هي ذاهبة اليه سوى بيان الاول من ايار الصادر باسم اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين و المعروف "ببيان العسكر" و الذي فشل كل منتقديه و المزاودين في تفنيده و الرد عليه بأفكار، و لجؤوا الى شعارات تقليدية متوارثة و جمل انشائية لا علاقة لها بمنطق سياسي و لا ببرامج عملية تكفل فك حالات التشابك و الاشتباك التي تثير توترا حقيقيا ما زال " بوضع الصامت " في العلاقة الاردنية – الفلسطينية و بالتالي اسس و قواعد و اشكال جديدة للصراع مع " اسرائيل " العدو الأوحد و المركزي للشعبين الأردني و الفلسطيني .

 

كل منتقدي البيان من اقلام بائسة الى نقابات تتهرب من مسوؤلياتها الوطنية بشعارات اسلاموية، مرورا بمناضلين روتينين لا يدركون ان اشكال الصراع تتغير، الى شخصيات محترمة لا يمكن المساس بسمعتها لكنها خضعت للأسف لمعايير سائدة و انتقدت من باب المجاملة للقوى التقليدية فقط ! مرورا بانتهازيين يبحثون عن فرص من خلال طرف مسيطر اقتصاديا، وصولا لأحزاب تشبه الساعات الثمينة , لا تقدم و لا تؤخر و لا تقوى على اقناع اعضائها حتى بسداد اشتراكاتهم البسيطة و صاحبة برامج محنطة . كل هؤلاء و كأنهم فقط قرأوا من البيان الشق المتعلق بدسترة فك الارتباط و ما يتعلق بواجبات المواطنة، و وقرؤوه بغير الحروف التي كتب بها اصلا و تغاضوا عن بقية الفقرات التي لم يتجرأ اكثر الاحزاب و المستقلين ثورية و تقدمية و يسارية ان يطالبوا بها ولو تلميحا. مع اني اساسا مع كل حرف كتب.

 

ليس صحيحا ان بيان العسكر مجرد بيان سياسي بل هو برنامج وطني شامل يخوض عميقا و جديا و بكل صراحة بالمآزق المحيطة بالدولة الاردنية سياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا.

 

بيان العسكر اعاد – من ناحية اخرى - احياء مفاهيم فلسفية كان الفيلسوف الماركسي الايطالي "غرامشي " قد اطلقها بخصوص الهيمنة الفكرية و اكدت الفرق بين " السيطرة و الهيمنة " ! فالمفهوم الاول فيزيائي يرتبط بسيطرة جهة ما على الاجهزة الامنية و سيطرتها على المال و الاعلام. اما المفهوم الثاني و الذي يمثله بيان العسكر في حالتنا هو "الهيمنة" والتي تعني الفكرة التي لا تقبل النقض و التي تجتاح القلوب و العقول معا لذا فالسيطرة هنا تفقد قوتها تدريجيا و تتهمش و لذا فمن واجب السيطرة ان تخضع للهيمنة خيرا لها من التصادم معها .

 

اردنيا , بيان العسكر سابقة هيمنت على حالة الوعي الوطني المعاد تشكيله الآن بفعل اخطاء و خطايا ارتكبت بكل المستويات، خصوصا ان البيان العسكر هو – بصراحة – بيان "الأردنيين " الذين لم يعتادوا سابقا على ابراز و فرز رؤيتهم السياسية الداخلية بهذه الصراحة و بهذا القدر من التلاقي ان لم اقل الاجماع. و من الضروري هنا ان لا ننظر لبيان العسكر بحسب الجهة التي أطلقته فحسب – على اهمية ذلك - بل بحسب الجهات التي تبنته و هيمن عليها ايضا !

 

ما يحسب للبيان كما ذكرت أعلاه انه برنامج شامل من المفيد إعادة قرأته بين الحين و الاخر. لذا فكل من في الاجهزة الرسمية بأعلى مستوياتها ممن لديه هموم وطنية و هواجس شعبية ان يدعم هذا البيان بكل ما أوتي . و انا شخصيا متطرف في اخضاع نفسي لهيمنته حتى صرت أراه " دستورا رديفا " .

 

جديا نحن على ابواب كوارث سياسية جديدة في المنطقة. و لا خيارات لنا في مواجهة حروب قادمة سوى بالطريقة الاردنية التقليدية المتمثلة بنصب الخيم دون ان يكون لدى الدولة قوة وقائية , فالكيان الصهيوني و حلفائه المجرمين على وشك الاشتباك مع ايران و حلفائها حكما. و كلا الطرفين قوة عسكرية و اقتصادية ماحقة، و سيتضرر الأردن – كالعادة – و سيتحمل مسؤولية "إيواء " لاجئين جدد من عدة دول سيشترون لاحقا أرقاما وطنية مميزة ليصبحوا مواطنين ! لتتراكم المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية . و ثمة كوارث اقتصادية ناجمة عن سرقات منظمة لمقدرات الشعب الاقتصادية ستظهر نتائجها الماساوية وشيكا. و اذا اجريت الانتخابات النيابية بالطرح الحالي فان مأسوية الوضع الداخلي ستكتمل و سيكون الداخل الأردني امام خيارات الانهيار الحقيقي لا سمح الله , لذا وحده التبني رسمي لبيان العسكر هو ليس فقط ما سينقذ الأردن فحسب بل ما سيعطي دفعا قوميا و تقدميا للدولة الاردنية، و سيؤسس لارضية سليمة لإحداث ليس انجاز بل إعجاز تنموي طال تغييبه عن الشعب، و سيجعل من العنقاء قصة هامشية اذا ما قورنت بالأردن ! يجب ان يحدث ذلك سريعا قبل ان يفوت الأوان و قبل ان يأتي يوم لا ينفع فيه مال و لا بنون خصوصا ان قلوب الأردنيين و سيوفهم تبدلت !

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012