أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
الملك يتلقى اتصالين من رئيس التشيك ورئيس وزراء هولندا 2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب صياغة مسودة تعليمات تتعلق بنظام دور الحضانة بيان أردني كويتي مشترك في ختام زيارة الدولة لأمير دولة الكويت إلى الأردن - نص البيان المعايطة: يؤكد جاهزية الهيئة للانتخابات
بحث
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024


حرائق روسيا والأمن الغذائي العربي
14-08-2010 03:27 PM
كل الاردن -

حسان الرواد

 

 

لا يتعلق الأمر الذي يحدث في موسكو نتيجة الحرائق بكون العالم بات قرية صغيرة والتي إن عطس فيها أحد تأثر الآخرون بعطسته, نعم بات العالم قرية صغيرة في الإعلام وسرعة تواصل الأخبار وتناقل الأحداث وانتشار الموضة وغيرها..., لكن ليس فيما يتعلق بالأمن الغذائي العربي الهش بهشاشة الأنظمة السياسية وتخبط اقتصادياتها وغياب التعليم التقني الحديث وتغييب البحث العلمي وتهجير العلماء والباحثين.

 

فمن كان يتوقع أن حرائق موسكو المشتعلة في روسيا والتي تبعد ألسنة لهيبها عنا الآلف الأميال, أن تطال دولا عربية عدة ومنها مصر التي بدأت تتجهز لأزمة الخبز تماما كالتي شهدها المصريون قبل عامين؟؟

 

أزمة القمح في روسيا والتي نتجت عن الحرائق المستعرة في موسكو وضواحيها وطالت مزارع الحبوب ومنها القمح, ودمرت ربع الإنتاج الروسي من الحبوب, هذه الأزمة دفعت بروسيا إلى أن تتخذ قرارا تضمن وقف تصدير القمح الروسي إلى دول العالم, الأمر الذي تسبب بارتفاع قياسي لأسعار القمح عالميا, حيث من المتوقع أن يتسبب هذا القرار بحدوث أزمات وخاصة في تلك الدول التي تعتمد بشكل رئيسي على استيراد هذه السلعة المهمة التي غابت زراعتها عن بلادنا مكتفين بالقمح الأمريكي الخالي من كل الفوائد.

 

ففي مصر بدأت بالفعل هواجس الأزمة تظهر في الشارع المصري بعد القرار الروسي بوقف التصدير, رغم توقيع مصر عقود الصفقة قبل القرار, إلا أن هواجس المصرين زادت مستذكرين أزمة الخبز قبل عامين, حيث تنتج مصر نصف احتياجاتها من القمح وتستورد النصف الآخر لدولة هي الأولى من حيث عدد السكان في الوطن العربي, وقادرة على إنتاج كل احتياجاتها, بل والتصدير أيضا, كما أنها تمتلك الماء والمناخ والأرض والإنسان, لكن الأمر كما هو الحال يحتاج إلى قرار سياسي غائب من أعلى مستوى.

 

هذه الأزمة وتداعياتها في الشارع العربي ومساسها برغيف الخبز, تعيدنا إلى قضية حساسة تعمّد أصحاب القرار السياسي في بلادنا إغفالها وتجاهلها, وهي قضية الأمن الغذائي العربي المفقود, بالرغم من كل ما هو موجود, من أراض زراعية وموارد بشرية وأنهار وأموال. ورغم أن دولا عربية بادرت في تجربة رائدة بزراعة القمح في أراضيها الشاسعة؟ وحققت نجاحات كبيرة بحيث اكتفت ذاتيا, بل وباتت من الدول المصدرة للقمح, إلا أن الإرادة كانت ضعيفة أمام ضغوط الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت, التي أغرقت الأسواق بقمحها لتضعف وتميت زراعة القمح في بلادنا, ولكي يبقى رغيف خبزنا في يد العم سام يتصدق به علينا بشروطه الخاصة؟!

 

على الحكومات العربية أن تدرك أن أمنها وأمن شعوبها مرتبط بشكل كبير بالأمن الغذائي العربي, وعليها أن تنهج وتبادر إلى تشجيع الزراعة ودعم المزارعين الذين باعوا أراضيهم التي لم تعد تؤتي أكلها وهاجروا إلى المدن بحثا عن الوظائف التافهة بسبب السياسات الحكومية العقيمة اتجاه الزراعة والمزارعين, وعليها أن تعيد الاعتبار لمعنى أن تكون مزارعا ملتصقا في أرضك, بعد أن أصبحت كلمة الفلاح في بلادنا مسبة وعارا يعيّر بها الفلاح؟!

 

وفي الأردن حيث غياب القمح البلدي والاعتماد على القمح الأمريكي نتج عنه نقص فيتامين (B12 ) عند معظم الأردنيين وأعراضه الصحية الظاهرة على المواطنين, بسبب خلو هذا القمح من كل الفوائد, والخوف أن يصل النقص لفيتامين (B20 ) والذي بدأت تظهر أعراضه على الكثيرين ومن أهمها موت الانتماء والولاء لكل شيء ولدرجة أن يبيع المواطن نفسه وبلده بثمن بخس (وربما بدون ثمن) لمن يدفع حتى لو كان الشيطان ذاته غير آبه بالنتائج رافعا يديه ورجليه.

 

 

rawwad2010@yahoo.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012