خالد المجالي

قبل ان يذهب البعض بعيدا ، نقول أننا مع كل قانون يمنع الإساءة للأشخاص والديانات والوحدة الوطنية ، ومع اي قانون يمنع اغتيال الشخصية ويمنع استخدام المواقع للإساءة للآداب العامة والحياء العام الذي فقدناه حتى في شوارعنا .

لكن نأسف ان يتم استخدام القانون بقصد تكميم الأفواه ومنع النقد والتعرض للأسماء التي تشغل المواقع العامة بحجة القدح والذم او التعرض للشخصية ، ونأسف ان يستخدم هذا القانون للحد من الدفاع عن الهوية الوطنية والادعاء بالإخلال بالأمن الاجتماعي ، والتأثير على الأمن الاقتصادي .

كيف يمكن ان تنتقد الصحافة الفاسد وكيف تكشف مواقع الفساد ؟؟ وكيف نحدد أن هذا المقال يضر بالوحدة الوطنية عندما يدافع عن الهوية الأردنية ؟؟ وكيف يعتبر هذا المقال إساءة شخصية للأشخاص المتسلطين على الولاية العامة وهم يمارسون أعمالا لا تليق بالولاية العامة ؟؟ وكيف يعتبر الكلام أسرار دولة عندما يعري الاستثمارات المشبوهة وبيع أصول الدولة الاقتصادية لجهات أجنبية ؟؟ وكيف يعتبر احترام الدستور والمطالبة بالتقيد به تجاوزاً للحدود المسموح بها ؟؟

هل يتفضل علينا واضعو القانون لتحديد المعايير التي تعتبر خرقا وتجاوزا على القانون ؟؟ وهل يحددون لنا ما الذي يمكن ان نكتب عنه وننتقده دون المحاسبة والتهديد بالسجن وإغلاق المواقع ومصادرة الأجهزة ؟؟ هل نكتب عن الطبيخ والأكلات الشعبية التي بدأت بالانقراض مثلا ؟؟ أم هل نكتب قصائد شعر من المدح والتزلف حتى نكون ضمن القانون ؟؟ وهل نطالب بالتسهيلات لبيع ما تبقى من أصول للدولة ؟؟ وننادي بفتح باب الترانسفير لإكمال المخطط الصهيوني وأعوانه ؟؟

جلالة الملك عندما كرر في أكثر من مناسبة ان الصحافة سقفها السماء ، لأنه يدرك المسؤولية الكبيرة للصحافة الحرة والمسؤولة ، ولم يقصد جلالته تلك الصحافة الهزيلة والتابعة للرئيس الفلاني والمدير العلاني ولا الصحافة المستوردة والمشبوهة ، ولان جلالته يؤمن بأهمية الصحافة كسلطة رابعة تؤدي رسالة عجز عنها مجلس النواب في كثير من الأحيان ، فلماذا يحاول البعض تجاوز تطلعات جلالة الملك للدور الوطني للصحافة ، محاولا الالتفاف على تلك الأهمية من خلال تجاوزات فردية ممن يدعون أنفسهم كتاب او سياسين والحمدلله انهم مكشوفون ومعروفون ومعروف من يقف خلفهم ، وعليه نرفض ان تعامل الصحافة الوطنية الأردنية واكرر الأردنية كأنها عدو للوطن في الوقت الذي تطلق يد المتآمرين على الوطن في الصحافة وغير الصحافة .

وعليه من منطلق الحرص على وطننا فإننا نؤكد اننا سنبقى على العهد مع الوطن ، ولن ترهبنا تلك التهديدات ، واننا نتوجه أولا إلى سيد البلاد واضعين بين يديه كيف تقوم الحكومة بالمحاولة تلو الأخرى لإسكات كل صوت ينتقدها ويعري القرارات التي تتخذها ، والتي أوصلت المواطن الى حالة من الاحتقان والتوتر لا بل لحالة من السخط على هذه الحكومة ، ونرجو من سيد البلاد التدخل بحكمته وبعد نظره الذي لم تستطع هذه الحكومة إدراكه والتعامل على مستواه .

وللحكومة نقول ، تغولي ما استطعت فلم يبق لك سوى ايام وستدركين كم أخطأت بقراراتك ولتكوني درسا لمن يأتي بعدك من حكومات ، الوطن يا دولة الرئيس لنا جميعا وليس لقراراتكم ، والوطن اكبر منكم ومن محاولاتكم البائسة لإسكاته ، والوطن قادر ان يفرز قياداته ويخلدهم كما خلد هزاع ووصفي وحابس ، اما الأسماء المارة ستبقى مارة مرور النسيان .