02-08-2010 09:07 PM
كل الاردن -
قيس مدانات
أكتب اعترافي هذا والخجل يأكلني، إلا أن صدري ما عاد ينوء بهذا الحمل القاتل، فقد قررت قبل فترة بسيطة سرقة مؤسسة تنمية أموال الأيتام!
يدر عملي علي دخلا جيدا، ولا أزعم أنني أعوز شيئا من حاجات الحياة الأساسية، لكنني كنت أطمح للمزيد. وفي أحد الأيام وأنا في طريقي للعمل مررت بجانب مبنى كتب عليه "مؤسسة تنمية أموال الأيتام". قرأت هذا الاسم وتبادر إلى ذهني فورا بأن هذا المبنى لا بد يحوي كمية كبيرة من النقود، فأخذت أفكر بطريقة لسرقتها.
ذهبت إلى أحد الأصدقاء ذلك المساء، وهو رفيق عمري، فهو جاري منذ الطفولة، وزميلي في المقعد في المدرسة، ومن أمضي معه جل أوقاتي. وما شجعني لمفاتحته بالموضوع هو حاجته الماسة للنقود بسبب وفاة والده في الصغر واضطراره لترك الدراسة والعمل ليطعم إخوته الصغار.
إلا أن صديقي انتفض لدى سماعه الفكرة وقال لي: إنها أموال الأيتام يا قليل الناموس! وبدأ يرغي ويزبد. بعد أن هدأت ثائرته قليلا بدأ يسخر مني، لكنه فاجأني بأن المؤسسة ولا شك تضع النقود إما باستثمارات وإما في البنوك. هذا لم يتبادر لذهني!
انصرفت عن صديقي وأنا أبحث عن طريقة للحصول على المال، أمضيت أسبوعين وأنا أبحث، وأخيرا وجدت الطريقة المثلى والوحيدة، التحكم باستثمارات تلك المؤسسة.
ولكن المسألة ليست بهذه البساطة، فإما أن أتوظف في هذه المؤسسة وأصل لموقع المسؤول عن استثماراتها، وهو أمر صعب جدا أو بالأحرى مستحيل، أو أن أتحالف مع من هو في موقع المسؤولية عن استثمارات هذه المؤسسة، وهو الأمر الأكثر واقعية. بهذه الطريقة أستطيع توجيه أموال الاستثمارات نحو المشاريع والمؤسسات التي أريد، أي أنني سأحصل على مبالغ مالية كبيرة أنشيء بها ما أريد من شركات أو مشاريع، ولا يهم إن كانت هذه الشركات والمشاريع خاسرة أم لا.
لا أنكر أنني شرعت بالبحث عمن هو في هكذا موقع، ولكنني لم أعد أحتمل، أريد أن أعترف بتفكيري الدنيء على الملأ. أنا لست بهذه الخسة لكي أسرق أموال الأيتام، حتى إنها ليست فكرتي أساسا، فهي فكرة مسروقة من شخص يحاول سرقة أموال المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي.