30-07-2010 02:07 AM
كل الاردن -
موسى الصبيحي
لماذا أصبح مألوفاً أن تتعرض أي حكومة أردنية يتم تشكيلها إلى جراحة قريبة وربما كبرى يجري بموجبها استئصال بعض أعضائها وزرع أعضاء جديدة..!؟
عندما تتعدّل الحكومات فهذا يعني أن ثمة اعوجاجاً لا بد من العمل على تصحيحه، وعندما تتشكّل حكومات "عوجاء" أو "عرجاء" فهذا يعني أن ثمة نقصاً كبيراً في استيعاب الفكرة، وعجزاً عن فهم طبيعة المهمة، وخلطاً في الأدوار، وهذا يقود بالتالي إلى تراجع في القدرة على التسيير والقيادة، وفي النهاية إفساح الفرصة أمام شخصيات ضعيفة لتحتل مواقع كبيرة، وتكون النتيجة إخفاق وفشل وتداعيات مؤلمة وضرائب إضافية تنوء بها جيوب المواطنين..!!
تعديل حكومة الرفاعي بعضه مفهوم للبعض وبعضه يصعب فهمه للكل، وأعتقد أن من حق الناس أن يعرفوا لماذا حدث التعديل وهل كان استحقاقاً وضرورة..!!؟؟
المواطن هو دافع الضريبة وممول خزانة الدولة، ومن جيوبنا كشعب تُدفع رواتب الوزراء التقاعدية، ومن حق كل مواطن أن يطْمئِن إلى أن الحكومة التي تدير شؤون البلاد والعباد حكومة مؤهلة وكفؤة وأمينة ومخلصة، فإذا تعرضت الحكومة لجراحة تعديلية من أي نوع فإن من حقنا أن نعرف الأسباب والدوافع والمبررات، فنحن في وقت أحوج ما نكون فيه إلى الوعي الكامل والمعرفة العميقة والفهم المتناهي لظروف وقدرات الحكومات التي تدير شؤوننا العامة، وعلى الحكومات ورؤسائها أن يعوا أن المواطن رقيب عليهم وعلى أدائهم، وأن الحكومات هي خادمة للشعب، من واجبها أن تسهر على راحته وتعمل من أجل رفعته بكل أمانة وكفاءة وإخلاص..
هل يخرج علينا رئيس الحكومة بتصريح طويل يحكي فيه قصة التعديل، ويسرد لنا بإسهاب قصص النجاح والإخفاق في عمل وزرائه، وإذا كان لا يرغب فالناطق الرسمي باسم الحكومة هو منْ يجب أن يقوم بالمهمة، فأضعف الإيمان وأبسط حقوق الناس أن يعرفوا الأسباب الحقيقية الكامنة وراء التعديل وأن يفهموا مبررات الداخلين وأسباب الخارجين من الحكومة..!!
الشفافية التي أعلنت حكومة الرئيس الرفاعي غير مرة بأنها تنتهجها تحتّم عليها الإفصاح والتوضيح، وبقدر ما تتحلى أي حكومة أو رئيس بالإفصاح والشفافية بقدر ما ترفع من مستوى مصداقيتها أمام الشعب، وبقدر ما تمكّن نفسها من امتلاك واستخدام أدوات القضاء على الإشاعة بمهارة وخنقها في مهدها..
نأمل أن نتمكن من فهم هذا التعديل وربما التعديل الذي يليه، فثمة في هذه الحكومة ما يستحق التعديل، ومنهم وزراء لم يضف وجودهم فيها سوى علامات تعجب تحاصر الرئيس أينما ذهب..!!