29-07-2010 09:26 PM
كل الاردن -
د. احمد القطامين
لعل ابرز المفاصل ذات الابعاد السياسية العميقة في التعديل الوزاري هي انضمام الاستاذ الدكتور خالد الكركي الى الفريق. فالكركي مسلحا بالوصايا السبع يعد "ضربة معلم" جاءت في الوقت المناسب لمعالجة فشل الحكومة في التعامل مع قضية المعلمين. لقد ارتكبت الحكومة مجموعة من الاخطاء المميته في تعاملها مع ازمة العلاقة مع مربي الاجيال ومع واحدة من اضخم المؤسسات الوطنية واكثرها تأثيرا على مستقبل الوطن واشدها تأزيما للرأي العام. فكما نعلم بدأت الازمة بين الحكومة والمعلمين على خلفية تصريحات للوزير اعتبرها المعلمون مسيئة اليهم..
ومع تطور الاحداث اخذت مطالب المعلمين تتصاعد واخذت الحكومة تتخبط في قراراتها في مواجهة الموقف الى ان دخلت في عنق الزجاجة واصبح من الضروري اجراء تعديل على قواعد اللعبة تطلب تعديلا على الفريق الوزاري يتيح لاحد ما يمتلك مواصفات محددة يعمل على ابتكار حل ما يخرج الحكومة من عنق الزجاجة تلك.
ان المشكلة ان من يعلق في عنق الزجاجة تصبح خياراته محدودة جدا.. فاما الاتجاه الى الاسفل والسقوط في مياه لا امل في الخروج منها او الانعتاق الى اعلى والطيران في محيط هوائي مجهول اما الخيار الثالث فهو البقاء في عنق الزجاجة بكل ما في ذلك من احتقان ومواجهة مخاطر نقص الاكسجين.
فجاء خالد مسلحا بتراثه القومي وبلاغته الخطابية ووصاياه السبع لنسج خطة الخروج من عنق الزجاجة. ان من المؤكد ان الخطة ستكون محكمة ولكن عند التنفيذ سيكون النجاح كله مرهونا بالغاء قرارات غير ناضجة كانت تنم عن حالة انفعال وليس حالة فعل، وعبرت عن موقف رد فعل ضد الاحداث وليس تفاعلا ايجابيا معها، ولعل تلك واحدة من اسوأ مناهج اتخاذ القرار.