أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب صياغة مسودة تعليمات تتعلق بنظام دور الحضانة بيان أردني كويتي مشترك في ختام زيارة الدولة لأمير دولة الكويت إلى الأردن - نص البيان المعايطة: يؤكد جاهزية الهيئة للانتخابات الملك يأمر بإجراء الانتخابات لمجلس النواب وفق أحكام القانون الملك في وداع أمير الكويت لدى مغادرته عمان - صور هي حرب إسرائيلية أميركية...السيناتور الامريكي ساندرز : إسرائيل تهدف للقضاء على الفلسطينيين لا حماس بدء صدور نتائج انتخابات رؤساء مجالس المحافظات ونوابهم - أسماء وتحديث الصناعة والتجارة تطرح عطاءً لشراء 100 أو 120 ألف طن من القمح 420 مستعمرًا يقتحمون المسجد الأقصى اليوم 47.4 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية الدوريات الخارجية: اغلاقات كلية وجزئية للطريق الصحراوي اليوم الحكومة: أجهزة متطورة للحماية من الهجمات السيبرانية لـ60 مؤسسة حكومية انخفاض أعداد الزوار الأجانب إلى الأردن 10% خلال الربع الأول من العام الحالي
بحث
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024


غزة ورام الله والسباق المحموم نحو عمّان

27-10-2010 02:42 AM
كل الاردن -

عريب الرنتاوي

  

إسماعيل هنية ، رئيس الحكومة المقالة في غزة ، وعزام الأحمد ، رئيس كتلة فتح البرلمانية في رام الله ، ظهرا على صدر صفحات جريدة واحدة قبل أيام قلائل ، وإلى جانب اسم كل منهما ، مانشيت طويل عريض ، يشيد بالأردن وخصوصية العلاقة وتميزها ، ويثمن الدعم الموصول والمتواصل الذي تقدمه عمّان للفلسطينيين.

 

عزام الأحمد ، ينطق بلسان تيار فلسطيني ، تربطه بالأردن علاقة تحالف سياسي ، وتجمعهما جملة من المواقف التي تشكلت وتطورات تحت مظلة "محور الاعتدال" ، فضلا بالطبع عن حاجة رام الله لعمّان ، والتي لا تقل عن حاجة غزة للقاهرة ، فشريان حياة الضفة يمر بـ"الجسر الخشبي" على حد تعبير فيروز ، والذي تطلق عليه ثلاثة أطراف ، ثلاثة أسماء ، فهو جسر الملك حسين من الضفة الأردنية ، ومعبر الكرامة من الضفة الفلسطينية ، وجسر اللنبي من وجهة النظر الإسرائيلية ، ولـ"الجسر" من الحيوية الاستراتيحية ، ما لمعبر رفح من حيوية ومكانة بالنسبة لغزة والغزيين.

 

لكل هذه الأسباب يبدو "غزل" رام الله المتكرر بعمّان ، أمراً مفهوماً ، يضاف إليها ميل القيادات الفلسطينية منفردة لتطوير علاقات شخصية وخاصة مع صناع القرار في الأردن ، فهذا اعتاد المرور بالجسر والمطار وينتظر الحصول على تسهيلات ، وذاك يحتفظ بشقة أو فيلا في عمّان يتردد عليها في عطل نهاية الأسبوع ، وثالث لديه أسرة وأبناء وأحفاد يدرسون في أرقى مدارس الأردن وجامعاته ، يحرص على تخرجهم في الموعد المحدد ، ورابع لديه "بيزنيس" و"عقارات" يريد أن "يرعاها" ، وخامس لم يثق يوماً بجواز سفر السلطة ، ويريد دائما الاحتفاظ بجواز السفر الأردني (مع الرقم الوطني بالطبع) ، من دون أن يرى في ذلك تعارضاً من أي نوع ، مع حديثه شديد الحماسة ، عن استقلالية القرار و"الكيانية المستعادة" ، و"الهوية المستردة".

 

أما الغزل الذي تهب رياحه بثبات واستمرار من غزة ، فليست له أرضية سياسية مشتركة مع عمان ، ينطلق منها أو ينبثق عنها ، حماس والأردن ، في موقعين وموقفين ومعسكرين ، وثمة قطيعة سياسية بين الجانبين ، حماس تحتاج الأردن بدرجة كبيرة ، قد لا تكون بحجم حاجتها للقاهرة ، بيد أنها لا تقل كثيراً عنها. ما من مسؤول في غزة ، إلا وزار المستشفى الميداني مثمناً وشاكراً ومعبراً عن الأمل والرجاء ، في أن تلتحق الدبلوماسية بالإغاثة ، وتمد يد العون لقادة غزة الأصحّاء ، وليس لمواطنيها العليلين فحسب.

 

عمّان تتابع بلا شك ، وبكثير من الارتياح ، هذا التسابق على خطب ودها من "الأخوين اللدودين" ، هي تبدي تجاوباً مع رام الله ، وأحياناً ما هو أكثر من التجاوب ، وتظهر تجاهلاً لغزة ، وفيما تلقى تصريحات رام الله المثمّنة صدى فورياً في عمّان ، تجد تصريحات غزة ، طريقها إلى الأرشيف في أحسن الأحوال ، وغالباً ما يكون مصيرها الترك والتجاهل والإهمال.

 

أياً يكن من أمر ، فإن حماس لم تترك وسيلة إلا ولجأت إليها لتفتيح الطرق المغلقة والأبواب الموصدة ، ولا أدري كم مرة يتعين على كل مسؤول في حماس أن يزور المستشفى الميداني الأردني في القطاع ، حتى يصبح ممكنا لرسالته أن تصل إلى من يعنيهم الأمر في عمّان.

 

حماس تتغير ، وإرهاصات تغييرها باتت واضحة لماري روبنسون وجيمي كارتر اللذين التقياها صحبة عدد من الزعماء الدوليين السابقين ، في دمشق وغزة. حماس تتغير ، وهي ترغب أن يُعترف بها وأن تكون جزءا من العمليات السياسية الجارية في المنطقة وصولاً لدولة في الضفة والقطاع على حدود 67 وحل عادل لقضية اللاجئين ، أي أن المسافة بينها وبين السلطة تتقلص. حماس تتغير ، وها هي الحركة الإسلامية ، تمد يدها للمصالحة مع السلطة ، فيما هذه الأخيرة ، في أرذل مراحل تهافتها على "تقديم التنازلات التاريخية". حماس تتغير ، والعالم يدرك ذلك ، وليس لنا من مصلحة أبدا في أن نكون آخر "المُدركين".

 

الأهم من كل هذا وذاك ، أن حماس تتحول مع الأيام ، وتحت ضغط حسابات المصالح وميزان الربح والخسارة ، إلى "عامل استقرار" للأردن ، داخلياً وخارجيا ، والأهم داخلياً ، بعد أن أظهرت دعمها لمشاركة الإخوان في الانتخابات ، وبعد أن صارت الرموز المحسوبة عليها في الحركة الإسلامية ، أكثر رموز الحركة اعتدالا في مقابل من كانوا حمائم ذات يوم.

 

ليس المهم ، ما يقول إسماعيل هنية أو الناطقون باسم الحكومة المقالة ، المهم ما يفعله هؤلاء على الأرض ، وما يفعله الإخوة في حماس ، يكاد يضع الحركة في خانة "الأصدقاء المقربين" للأردن ومصالحه الوطنية العليا ، فهل نقرأ جيداً ، تصريحات هنية وإيماءات خالد مشعل وجهود وسطائه الكثر الذين لم يدّخروا جهدا من أجل إتمام تطبيع العلاقات بين حماس والأردن ، وإن من دون جدوى حتى الآن.

 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012