أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


فليكن حوارا علنيا مع الإسلاميين والقوى المختلفة

12-08-2010 01:07 AM
كل الاردن -

د. موسى شتيوي- الغد

 

 

لقد كان إعلان مقاطعة جبهة العمل الإسلامي للانتخابات النيابية الحدث الأهم والأبرز المتعلق بالانتخابات، للثقل السياسي الذي تحتله جبهة العمل الإسلامي في الأردن.

 

وبالرغم من وجود المؤيدين لهذا الموقف من خارج الحركة، كبعض الأحزاب أو الشخصيات العامة، فهناك الكثير مما يجعلني أعتقد بأن قرار المقاطعة هو خطأ كبير وسينعكس سلبا على الجبهة والانتخابات بالوقت نفسه.

 

وبغض النظر عما إذا كان هذا القرار خاطئا أم صائبا، فإنني أعتقد أنه يجب أن يفهم من باب الذكاء السياسي والتكتيك الانتخابي بدلا من الأخذ ببعده الأيديولوجي أو العقائدي.

 

إعلان المقاطعة قد حقق الأهداف الآنية المطلوبة منه والتي لا يمكن فهمها بعيدا عن التكتيك للانتخابات البرلمانية المقبلة.

 

إذ لم يعد سرا أن هناك صراعا على توجهات جبهة العمل الإسلامي، بين ما تم الاصطلاح على تسميته بالحمائم والصقور، الذي كان من الممكن أن يهدد وحدة الجماعة في مرحلة معينة ويؤدي إلى الانقسام. وقد شكلت الانتخابات محطة إجماع بين الحمائم والصقور، لا بل إن بعض المحسوبين على الحمائم كانوا أكثر تشددا من الصقور لتبييض صفحتهم أمام قواعد الإخوان، سيما وأن أداءهم في انتخابات 2007 كان مخيبا للآمال. من هنا فقد جاءت الانتخابات لرص صفوف الجماعة ودعم وحدتها، وأعتقد أن هذا الهدف قد تحقق.

 

النجاح الثاني للجبهة من خلال المقاطعة، هو كسب ود ودعم قطاعات واسعة من غير الإسلاميين الذين لديهم الملاحظات نفسها أو أكثر حول قانون الانتخاب وشكوك حول نزاهة الانتخابات المقبلة.

 

بعبارة أخرى، فقد استطاعت الجبهة أن تخاطب شريحة مهمة من شرائح المجتمع الأردني، وبذلك تكون قد حسنت صورتها وعززت موقفها لدى هذه الفئة التي يمكن أن تستفيد منها إذا ما شاركت بالانتخابات.

 

أما النجاح التكتيكي الثالث، فيكمن في نقل أزمة الإخوان حيال المشاركة في الانتخابات لتصبح أزمة للحكومة، وملخص الأزمة الحكومية التي حولّها لها الإخوان، تتلخص في أن الحكومة تحاول جاهدة أن يشارك في الانتخابات المقبلة أكبر عدد من الناس والأحزاب، وتحاول أيضا ومن خلال إجراءات غير مسبوقة أن تقنع الناس بأن الانتخابات ستكون نزيهة وشفافة كما أرادها جلالة الملك. لكن إذا تجاهلت الحكومة الإخوان واستمروا في المقاطعة وانضم إليهم آخرون، فسوف يشكل هذا إحراجا كبيرا للحكومة على المستوى الدولي والمحلي معا.

 

وعليه، حتى لو كانت الانتخابات نزيهة مائة بالمائة، فلن تكون كاملة بسبب المقاطعة. وحتى تتفادى هذا الإحراج، فستضطر الحكومة إلى محاولة إقناع الإخوان بالعدول عن المقاطعة من خلال فتح حوار معهم والتوصل لتفاهمات أو تقديم تنازلات أخرى. وإذا ما حصل ذلك، وهناك بوادر على أن الأمور تسير في هذا الاتجاه، فسيكون الإخوان قد حققوا النجاح التكتيكي الرابع ألا هو إعادة العلاقة مع الحكومة وتحسين شروط مشاركتهم؛ وبالتالي، الشعور بالامتياز والتميز لخوض الانتخابات على المستوى الداخلي (داخل الجماعة) والمجتمعي أيضا.

 

بما أنني مع مبدأ الحوار بين الحكومة وكل أطياف المجتمع ومنها الجبهة، وبما أن الملاحظات التي أبدتها الجبهة على القانون والإجراءات التحضيرية للانتخابات هي نفسها لدى العديد من الأحزاب والشخصيات والقوى الوطنية، فلماذا لا يكون الحوار علنيا وشفافا تشارك فيه كافة الأطراف المقاطعة والمشاركة المعنية، وتوضيح ما تريد أن توضحه، وتعطي الضمانات للكل بدلا من أن تعامل هذا الحزب وكأن له حق الحصول على الامتيازات من دون غيره، فتضمن مشاركة الأحزاب كافة وتعيد الكرة إلى مرمى الأحزاب المعارضة لتتحمل مسؤولياتها.

 

النجاح التكتيكي للإخوان سوف يؤهلهم لخوض الانتخابات بطريقة أفضل مما لو أعلنوا أنهم سيشاركون في الانتخابات. لكن التحدي الأكبر لجبهة العمل الإسلامي هو تحويل هذا النجاح التكتيكي إلى نجاح استراتيجي في صناديق الاقتراع يوم الانتخابات.

 

musa.shtewi@alghad.jo

 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012