أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


العلم يصنع الدول

بقلم : منصور محمد هزايمه
12-01-2013 11:37 AM

كثيرا ً ما يشغل بالنا سبب تفوق الامم من حولنا على اختلاف دياناتها وثقافاتها وبالمقابل تخلف امتنا عن ركب النهضة والحضارة وطالما كان ذلك هم المخلصين من أبناء هذه الامة التي كانت أول دعوتها الى القراءة وطلب العلم والتأمل والتفكر في ملكوت الله وخاطبت دائماً اولي العقل والالباب وانزلت العلماء منزلتهم لكن خير أمة أ ُخرجت للناس تعيش اليوم عالةً على غيرها ولا تكاد تنتج شيئاً من حاجاتها ولا تسهم حضاريا بشيء بل أن ربع هذه الأمة على الاقل ما زال يرزح في ظلام امية دامس .
في الوقت الذي كانت الانسانية تخشى فيه استفحال الكثير من المشاكل وعلى رأسها تفاقم نقص الغذاء وفتك الامراض وجدنا العلم وحده يتصدى لحل هذه المشاكل باوقع فعل وابلغ صورة ليكون الغذاء اليوم متوفراً بأرخص الاسعار ويحاصر الأمراض فيفتك بالكثير منها ويزيد الاهتمام بالانسان في غذائه وتعليمه وصحته وراحته.
أمريكا واوروبا والصين واليابان والهند وكوريا من اقصى الشرق الى اقصى الغرب اهتدت الى طريق التقدم والنهوض عن طريق البحث بلغتها وثقافتها الا أمتنا تاهت الطريق وبقيت تشرق تارة وتغرب اخرى يتنازعها الطرفان وتستجدي الطرفين فلم تعد بأرضها وشعبها وثرواتها وحضارتها وثقافتها تساوي شيئا في ميزان الامم وبقيت سياسة تسليم المفتاح تريحنا وتعجبهم.
اتفق الجميع ما عدانا أن طريق البحث العلمي هو الطريق السريع الموثوق لبناء الاوطان وصناعة الحضارة فكان التشجيع له والانفاق عليه والاستثمار فيه أهم الاستراتيجيات التي لا تقبل التهاون او التراجع لذلك وجدنا ذلك يصب في صناعة رفاهية الانسان وجودة حياته واستقلاله وامنه الوطني والغذائي وتخليصه من القلق والشك.
وعندما تكتشف الأمم الأخرى حقيقةً أو حلاً لمشكلة ما يتفاخر بعضنا أن ذلك ورد في كتابنا قبل ألف ونصف ألف سنة لكن لمَ لم تصل اليه أمة القرآن يجيبك متنطحون بأن الله سخرهم لنا بالله عليكم أليس هذا محزناً ومخزياً ومعيباً؟
في مقارنة بسيطة بين أمة العرب وباقي الامم من ناحية الإنفاق على البحث العلمي ترى العجب العجاب حيث ان الامم الاخرى تنفق المليارات ونحن ننفق الزهيد في البحث والبليغ في الفساد وما يثير الدهشة أكثر أن القطاع الخاص عندهم يساهم أكثر من الحكومات بينما هو لدينا أفسد من الحكومات.
ما اقساها صدمة أن لا يكون هناك جامعة عربية واحدة ضمن قائمة أفضل 500 جامعة في العالم علما بأن الكثير من جامعاتنا احتفى بالمئوية وبذات الوقت يكون لأسرائيل وحدها في ذات القائمة سبع جامعات مع ملاحظة أن الجامعات هي وعاء وراعي البحث العلمي في معظم أنحاء العالم .
لو أن أموال الفساد الناتج عن استبدادنا انفق في العلم لم نجد اليوم بيننا فقيراً او جائعاً او مسكيناً.
لو أن الترليونات العبيطة التي انفقت في شراء السلاح بحجة التحرير والتصدي للأعداء انفقت على الشعوب وصرفت في البحث العلمي لكنا في مقدمة الأمم ولكانت اسرائل قد انتهت منذ زمن او انها اليوم مخنوقة بيننا ترزح تحت عدم حاجتنا لها.
في الوقت الذي نستغرب أن الصين يعيش فيها ربع سكان العام تقريبا وتوفر لهم كل متطلبات الحياة بل يغطي انتاجها كل العالم في ذات الوقت تعزو دول عربية سبب مشاكلها لكثرة السكان وعندما تختلف مع دولة عربية أصغر تعايرها بقلة السكان فهل الكثرة عامل ضعف ام قوة؟.
في الواقع من يقرر ذلك نظام هزيل او نظام رشيد والا كيف يمكن لادارة مسئولة عن ربع سكان العالم تقوم بواجبها وبكل جدارة وتقدم نموذجا يستحق ان يحتذى .
واخيراً قل لي كم تنفق على البحث العلمي أقل لك ماهو ترتيبك وقيمتك كإنسان ووطن وأمة في هذا العالم.


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012