أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


فريق ينال كل الدعم وفريق لا ينال إلا الموت، شروط اللعبة القذرة

بقلم : د. سليم شريف
02-03-2013 11:03 AM

فريق ينال كل الدعم وفريق لا ينال إلا الموت، للأسف الشديد والمقيت، هكذا تبدو المعادلة على الساحة السورية، فمن مفارقات اجتماع روما المرتقب إلى اجتماعات القاهرة المتكررة وأنقرة المتتالية وجلسات التشاور بأروقة الجامعة العربية المتأخرة ومبادرة الخطيب الإنسانية الصعبة الممكنة، واتصالات السكايب بين الأرض المحروقة بسورية والداعمين (والمخترقة أحيانا كثيرة ) إلى حرب الفضائيات التي باتت تقزز المشاهد من هول ما يشاهد، ومن التناقض المخزي للروايات، إلى الإحباط و الخذلان الإنساني من ساسة العالم العربي والغربي لصمتهم المفجع، إلا أنها تنزف وتنزف، العزيزة تنزف، من كل عروقها تنزف، أواه يا أرض الشام.....
لو التفت ملتفت لغرب سورية ولحدودها مع لبنان، يجد أن الحكومة اللبنانية لا تقوم بحماية مواطنيها القاطنين بقرى الحدود من كل أشكال نيران السلاح القادم من عمق لبنان ومن عمق سورية معاً، بتوجيه شهب النيران السورية ونيران حزب الله اللذين يدفعان لخلق منطقة عازلة بسياسة الأرض المحروقة، وبغرابة شديدة تطلب الحكومة اللبنانية من فريق ضبط نفسه، وتسمح للآخر بالتدخل لإرسال مقاتليه إلى سورية لا بل توجيه صواريخه من أراضيها لضرب خاصرة المعارضة المسلحة، فمن الذي يستطيع أن يطلب من لبنان سياسة الحياد بأقل تقدير لتمنع تدفق السلاح للطرفين؟ لأن المعادلة هنا أيضا على حساب الأضعف تجهيزاً ألا وهي المعارضة المسلحة، أما ترك الحدود مباح فإنه يفسر بالتواطؤ من الحكومة اللبنانية والمؤسسات العسكرية التي تحمي المسلحين اللبنانيين وبالوقت ذاته تصور الساحة السورية بأنها مصدر الإرهابيين إلى لبنان وهذا ما حدث للأسف في تل كلخ مثلا.
فالدعم الذي يتلقاه النظام السوري من الداخل اللبناني أصبح أمرا واقعا، والموانئ اللبنانية التي تستقبل الحاويات الإيرانية وبواخرها لا تكل ولا تمل من المناولة، ومستودعات الضاحية الجنوبية أصبحت محطة ترانزيت لتسهيل هذه الشحنات، وعلى الرئيس ميقاتي أن يأخذ قرارا مصيريا شجاعا للسيطرة على الشمال اللبناني وفرض هيبة الدولة اقل تقدير اذا لم يتمكن بمناطق أخرى ببلده.
كانت منطقة عرسال تتعرض لقصف جيش النظام السوري ولا أحد من حكومة لبنان تدخل، فيأسف المراقب للحدث أن يتكرر المشهد ببقع لبنانية أخرى والصمت الدولي كصمت القبور المنسية متتال ومستمر، مما دفع المذبوح بالشام لوصف الحالة مؤخراً (بالهولكوست القرن الحالي) في سورية، تخيلوا أن نصف واقعنا بهذا الوصف، وأن يصل إخوتنا بالدين والوطن والهوية والتاريخ لأبشع وصف التصق بالنازية الحمقاء (الهولوكوست)، وللعلم فإن غالبية شارع الأمة العربية لا تعرف هذا المصطلح إلا أصحاب القضية المقهورين من الشعب الفلسطيني الذين دفعوا فاتورة حمق غيرهم من النازية ومكر الصهيونية التي خلقت أسطورتها الحالية من هذا الملف واستغلته أي استغلال.
يقول قائل أليس هناك سفارات عاملة وناشطة للنظام السوري بكل عواصم العالم الغربية منها والعربية المعارضة للنظام؟؟ ماذا ينتظر حكام تلك العواصم؟؟ أليس أكبر ضغط واكبر عقاب عدا عن تجميد الأرصدة هو قرار أممي بعزل النظام بقرار جريء بإغلاق تلك السفارات وترحيل العاملين فيها؟؟ ولا نقول تسليمها للمعارضة، أليس هذا أقل دموية من غارات الناتو على إخوتنا بالمزة والقاسيون وجوبر والصالحية؟؟ أليس الضغط الغربي والعربي على مصالح روسيا والصين تحديدا بأسواق الخليج وجنوب أمريكا ودول إفريقيا ورقة قوية يمكن أن تغير مواقفهم؟؟ أين موقف اليابان والضغط على سوقها وصناعاتها ومصالحها لدى العرب؟؟ ولما لا تؤثر الدول المتحضرة بأوروبا على قرارات الدول الداعمة حينما تتبجح تلك الدول بدعم الديمقراطية بالعالم الثالث؟؟ ألا يكون لهذا أثر على اللوبي الأمريكي المتصل بعواصم أوروبا؟؟ وورقة التوت اقصد ورقة النفط الرابح واستثمارها ، لقد حان الآن وتأخرنا لاستغلالها، مع الإصرار على نقل السلطات بسورية بالصورة السلمية التي تمت في مصر واليمن أو تونس مع خصوصية سورية القريبة من فوهة البركان فإن العملية شائكة أكثر لكنها ليست مستحيلة.
واليوم إذا التفتنا لشرق سورية وما ظهر فيها فجأة من أمين عام حزب الله العراقي السيد واثق البطاط قائد جيش المختار الذي يزعم بأن تعداد جيشه مليون مقاتل والذي وصفه المقربون بأنه ينوي مد الجسر الكربلائي بين بغداد وبيروت لتكون دمشق الحضن بينهما محمية من كل شرور المقاومة المسلحة ، فالمشهد الكبير الممعن يترجم ورقة إيرانية جديدة يرميها الرئيس الإيراني احمدي نجاد على طاولات الزعماء العرب وبالخليج تحديدا والسعودية والكويت تخصيصا بتهديدها بحجة التدخل بالعراق لكن الورقة المخفية والخطيرة هي الدعم المباشر للنظام بدمشق وتخفيف الضغط عن الرئيس السوري بشار الأسد وذلك بعزل المقاومة المسلحة عن حلفائها العرب وتجفيف الدعم عنهم بعد تهديد حلفائهم بالخليج وباقي الدول، ولا يفوت المطلع على التاريخ البعيد ليعرف الدلالات العميقة لاختيار الاسم (جيش المختار) فهو يعود الى المختار بن أبي عبيدة بن مسعود الثقفي ولد في السنة الأُولى من الهجرة بمدينة الطائف وهو صاحب ثورة المختار الثقفي، تحت شعار (يا لثارات الحسين) فالاسم يحمل صفة المنتقم أو حالة الانتقام لمقتل الحسين، أهي صدفة بهذا التوقيت بالذات أن يظهر هذا المفهوم العقائدي الممتد من التاريخ القديم ليحمل رسالة واضحة.
والسؤال المطروح: هل المطلوب غربيا تصفية الدولة السورية بكل مقوماتها العسكرية والاقتصادية والاجتماعية وضرب البنية التحتية وتدميرها وإرجاعها بكل مكوناتها إلى الوراء خمسين عاماً؟؟ لماذا؟؟ ولماذا هذا الموقف العالمي والصمت المخزي لما يحدث لشعب طلب الإصلاح والحرية فقط؟ واستمر يصرخ للأشهر الأولى من دون لجوئه للعنف والعالم متجاهل له، فتمت إبادته.. من المستفيد؟
نعم إنها تنزف وتنزف، العزيزة تنزف، من كل عروقها تنزف، أواه يا ارض الشام.....

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-03-2013 04:39 PM

هذه حرب فارسيه اسلاميه بين العرب المسلمين والفرس الصفويين بمباركة غربيه صهيونيه والخاسر الاكبر العرب الذين تواطؤ مع الغرب في تدمير العراق الذي كان الحاجز المتين بين العرب والفرس

2) تعليق بواسطة :
02-03-2013 10:18 PM

صحيفة 'تايمز' بخصوص تدريب قوات عسكرية معارضة لبشار الأسد في الأردن

3) تعليق بواسطة :
03-03-2013 06:05 PM

كلام بالصميم يا دكتور سليم شريف لكن ما دور المعارضه الحقيقية على ارض الواقع والدعم سواء من الخليج او الغرب
كلام بجر كلام قمل بحر سيبان

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012