27-04-2010 12:00 AM
كل الاردن -
اختبار صعب يخوضه الممثل الأردنى إياد نصار، الذى يسعى لتحقيق أفضل نتيجة فى أدائه لشخصية حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، فى مسلسل «الجماعة» الذى أثار جدلاً كبيراً حوله حتى من قبل تصويره. منذ ترشيحه للعمل، يعيش إياد حالة قلق متواصلة لم تهدأ، فقد أغلق على نفسه كل الأبواب، ورفض الحديث مع وسائل الإعلام، وتجاهل كل ردود الفعل التى أثارها العمل، وعاش فى بحث مستمر عن تفاصيل الشخصية التى قد تغير مسار حياته وتضعه فى المكانة التى ينتظرها.
نجحت «المصرى اليوم» فى فك الحصار الذى فرضه إياد على نفسه وأجرت معه هذا الحوار حول الشخصية والمسلسل.
■ لماذا انعزلت منذ ترشيحك للعمل؟
- لأنى كنت فى مرحلة بحث عن الشخصية، وكنت أخشى أن أفصح عن تفاصيل محددة تخص الدور وتعلق فى ذهنى فيصعب تغييرها، فأنا أثناء التحضير أقوم بعملية هدم وبناء للشخصية كما يحدث فى الطريقة المسرحية، لذلك كنت أخشى أن أتورط فى فكرة أو تصور محدد يخص الشخصية.
■ هل استغرق بناء الشخصية وقتاً طويلاً معك؟
- مع كل قراءة للعمل كنت أغير بناء الشخصية، وقد بدأ ذلك مع أول قراءة، وكنت أدوّن كل فكرة جديدة تخطر فى بالى، وأحيانا كنت أشعر بحالة زهق لأن الشخصية أصبحت تطاردنى فى أحلامى، وبعد أن بدأت التصوير أصبحت أعانى من الأرق بسبب الإجهاد، لذلك كان بناء شخصية حسن البنا مرهقا جدا، ولو لم أبدأ التصوير الآن لكنت ابتكرت بناء جديدا للشخصية.
■ هل هذا منهج فى التحضير، أم هو خاص بهذه الشخصية؟
- دائما ما أهتم بكل تفاصيل عملى، لكن دور حسن البنا بدايتى الحقيقية فى مصر، وأعتبر نفسى محظوظا لترشيحى لهذا الدور، لذلك كان لابد أن أتعامل معه بمنتهى الجدية والحرص والإخلاص حتى أكون على قدر المسؤولية، وفى الوقت نفسه، أسعى لتطوير نفسى والحصول على مكانة أكبر فى السوق،
وهذا ما يجعلنى أشعر بحالة قلق مستمرة وخوف لأهمية وقيمة المسلسل الذى أعتبره فريدا من نوعه ونادرا ما يتكرر، وأعتقد أنه سيترك بصمة على مستوى الأعمال العربية بالكامل، وسيرقى للأعمال العالمية سواء من الناحية البصرية أو على المستوى الفكرى.
■ ما رأيك فى حالة الجدل التى أثارها العمل قبل تصويره؟
- أرى أن كل ما تردد حول العمل من أحكام مسبقة وقراءات سطحية لعمل عميق، وهذا الهجوم يشبه الحكم على كتاب من غلافه، وهو هجوم غير صحى وبلا فائدة، وأؤكد أن هناك عديداً من الأفكار والتوقعات ستتغير بعد أن يعرض هذا العمل، لذلك فصلت نفسى عن أى شىء لأركز فى الشخصية فقط.
■ ولكن البعض انتقد الاستعانة بممثل أردنى لتقديم هذه الشخصية؟
- هذا الاختيار جاء من جانب وحيد حامد، ولم أسع إطلاقا للحصول على الدور، ومنذ أن دخلت مصر وأنا حريص ألا أكون مصدر استفزاز لأى شخص، وحاولت أن أفهم تركيبة الشارع المصرى قبل أن أبدأ فى العمل، وكنت أرفض سياسة الباراشوت وأعرف أنى سأبدأ من الصفر فى مصر،
وقد حاولت أن أحقق تراكماً لدى المشاهد المصرى بشكل طبيعى دون أن أفرض نفسى على بعض الأعمال أو أكون منتشرا بشكل مستفز حتى لا يشعر أى شخص بأننى أتعدى على حدوده، لأنى أحب أن أكون فى العمل الذى يتم اختيارى فيه وليس فى العمل الذى أفرض نفسى عليه.
■ هل كانت لديك معرفة بشخصية حسن البنا قبل ترشيحك للدور؟
- أعرف حسن البنا منذ كان عمرى ١٢ عاما، وكنت من أشد المعجبين به، وقد قرأت له كتاب «عقيدتى» بالإضافة إلى قصة حياته، لذلك الشخصية لم تكن مفاجئة بالنسبة لى، وكنت أعرف مدى أهمية هذا الرجل وأعرف دوره جيدا.
■ ما الذى جذبك فى هذه السن لقراءة حسن البنا؟
- فى هذه المرحلة العمرية كنت متأثرا بالعديد من الأفكار سواء دينية أو ثقافية لأن والدى كان مهتما بالقراءة، وكان له الفضل فى تكوينى الفكرى، وكان يراقبنا باستمرار حتى لا نقرأ فى اتجاه واحد.
■ هل أنت متفق مع طريقة طرح هذه الشخصية فى هذا المسلسل؟
- بالتأكيد، بل منسجم ومتسق معها فكريا ولذلك قبلت الدور، فأنا إذا لم أتفق معه لكنت رفضته لأننى لا أريد انفصال أفكارى عن أعمالى، فالممثل ليس من دوره أن يحمل رسالة ويقدمها للناس لأنه ليس مدرسا، كما أن الجمهور قد يكون أكثر خبرة سواء حياتية أو معلوماتية من الممثل ، ولكن لابد أن أكون كممثل منسجما مع الحالة الشعورية للعمل حتى أنجح فى نقل المشاعر.
■ ما المصادر التى اعتمدت عليها فى بناء الشخصية؟
- طريقة بحثى معقدة لأنى لا أقدم عملا وثائقيا أو أنقل الشخصية كما هى، فهناك تفاصيل إنسانية لابد أن تظهر، وقد شاهدت العديد من الصور لحسن البنا، لكنى لم أركز فى شكل ابتسامته أو طريقة وقوفه، وكنت دائما أنظر الى مغزى هذه التصرفات، وما الذى كان يدور فى ذهنه أثناء هذه اللقطة لأننا لا نكون على طبيعتنا أثناء التصوير، لذلك لم تكن هناك حركات ثابتة أو لزمات خاصة بالشخصية.
■ كيف تعاملت مع المراحل المختلفة للشخصية؟
- هناك مراحل تطور عديدة للشخصية، وقد بدأت التصوير فى ثانى مرحلة وهى المشاهد الخاصة بمقر «الناصرية»، وأطلقت لحيتى حتى تكون مناسبة لهذه الفترة، وكل مرحلة لها آلية مختلفة ونضج محدد لأنى تعاملت مع تطور الشخصية بالشكل الطبيعى لأى شخص لأن حسن البنا فى النهاية شخص طبيعى، وكل مرحلة سيكون لها خبرة ووعى محددان، وقد تعامت مع كل مرحلة بنفس القدر من الأهمية، وأعتبر كل مشهد فى هذا العمل «ماستر سين».
■ هل يزعجك تصوير مراحل الشخصية بشكل غير مرتب؟
- قمت بعمل أكواد وتفاصيل خاصة بكل مشهد فى دورى، وكتبتها فى مفكرتى، وعندما أصور مشهداً أبحث عن الكود الخاص به وأدخل فى الشكل المحدد له على الفور، وهى عملية معقدة.
■ كيف تغلبت على صعوبة اللهجة المصرية الخاصة بتلك الفترة؟
- حسن البنا كان يتحدث فى أوقات عديدة بالعربية الفصيحة، بطريقة أقرب للغة القرآن، كما كان يتحدث العامية العادية، لذلك استعنت بمدقق لغة عربية، ومصحح لهجة عامية، وأعتقد أننى وُفقت لدرجة كبيرة فى تحقيق المستوى المطلوب.
■ هل تخاف من رد الفعل الذى قد يحققه المسلسل؟
- لا أفكر فى ذلك الآن، وكل طاقتى موجهة للتمثيل وتقديم المشاهد فى أفضل صورة.
■ ما رأيك الشخصى فى حسن البنا؟
- عندما أتصدى لشخصية أكون قد دخلت عالمها، ودائما ما أبحث عن مبررات لتصرفاتها، لذلك فوجهة نظرى الشخصية ليست موجودة الآن
الرد على تعليق