أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


الزعماء في مهبّ البيض وقوالب الحلوى... والأحذية
12-01-2010 06:00 PM
كل الاردن -

ربى أبو عمو - بيض وطماطم وقوالب حلوى وأحذية، وأشياء لطالما رُميَ بها رجال السياسة فأذلَّتهم في العلن، وكانوا موضعاً للسخرية والضحك حول العالم. حتى باتت هذه اللقطات النادرة، هي السبق الصحافي الأغلى الذي تلهث وراءه عدسات المصورين الصحافيين. في الماضي، اعتاد الناس رشق المجرمين، من سارقين وقتلة، خلال مرورهم مكبّلين في ساحات المدينة، بالخضار والطماطم، تعبيراً عن استنكارهم لأفعالهم غير الشرعية. خفتت هذه المظاهر مع مرور الوقت، بعدما تحولت إلى رسوم متحركة تُضحك الأطفال، لتنشأ وسائل أخرى في التعبير عن رفض واقع معين، أخذت شكل التظاهرات السلمية. إلّا أن تكريس الديموقراطية وحرية التعبير في إطار احترام الآخر، لم يمنع لحظات الجنون.
كان لحادثة رمي الصحافي العراقي منتظر الزيدي، الرئيس الأميركي جورج بوش بحذائه، أثر هو الأبرز في التاريخ لحينه، إذ هي سابقة في إذلال الرجل الأول في أقوى دولة في العالم. الزيدي، الذي سجل اسمه في التاريخ بواسطة فردتيْ حذائه، أَلهَمَ الكثيرين من زملائه حول العالم، وإن لم يرقوا إلى مستواه «الإبداعي» ويحظوا بنجوميته. فالصحافي جارنيل سينغ من صحيفة «داينيك جاجران» رشق وزير الداخلية الهندي بالانيابان تشيدامبارام بـ«فردة حذائه» خلال مؤتمر صحافي في نيسان الماضي، بعدما أغضبته إجابة الوزير عن سؤال عن أعمال الشغب التي حدثت عام 1984، وأدّت إلى مقتل العشرات من السيخ. أيضاً الحذاء، كان من نصيب رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو، خلال زيارته إلى بريطانيا، وإلقائه محاضرة في جامعة كامبريدج في شباط الماضي. قاطعه أحد المحتجين، وضربه بالحذاء صارخاً «ديكتاتور». إلّا أن الحذاء أخطأ وين، ليسقط على المسرح على بعد متر واحد
منه.

تقليدياً، كان البَيض هو وسيلة الاحتجاج الأساسية التي لجأ إليها العامة في رشق خصومهم، سياسيين كانوا أو مجرمين يعدمون في الساحات العامة. لا سبب حقيقياً وراء لجوء الناس تاريخياً إلى البيض لإهانة الآخر؛ ربما كان السبب كثرته وسهولة الحصول عليه، إضافةً إلى وزن البيضة الخفيف وإمكان رشقها بسهولة. كما والقرف الذي يحدثه التصاق السائل اللزج.

ومهاجمة السياسيين اعتراضاً، ليست ظاهرة خاصة بالتاريخ الحديث فقط، فقبل ألفي عام، لدى وصول الإمبراطور الروماني فيزبيسيان إلى منطقة حضرموت، التي كانت تشهد حالة من الشغب والفوضى آنذاك، سارعت الحشود المتجمهرة والساخطة من المواطنين إلى ضربه بحبات وعيدان نبات اللفت، فانهالت عليه الضربات من جميع الجهات، من دون أن ينجح في تهدئتها.

ووصولاً الى التاريخ القريب، في عام 1985، رشق شاب أميركي يدعى روبرت نيمان المدير العام لصندوق النقد الدولي ميشال كامديسو، بقالب حلوى محشوّ بالكريما على وجهه، حين كان يلقي خطابه الأخير أمام مؤتمر للتجارة والتنمية عام 1985. وظهر كامديسو حينها أمام كاميرات وسائل الإعلام، وقد لوّنت الكريما خدّيه وأنفه.

ليست جميع الحوادث دراماتيكية، فخلال جولة للرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون في البيرو، تعرَّض لرشق سيارته «الفورد» بالبيض على يد مجموعة من المتظاهرين. فما كان منه إلا أن أجاب بطرافة: «كانوا يقذفون البيض على سيارتي، ولم أكن أنا المقصود».

حتى بيل غيتس تلقى قبل عشرة أعوام كعكة بالكريما على وجهه في بروكسل. ومن الحوادث الطريفة والغريبة، حين هوجم رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير بالأوقية الذكرية المحشوة بالدقيق الأرجواني اللون، من جانب «آباء من أجل العدالة» الذين اقتحموا عليه مجلس العموم البريطاني عام 2004.
في عام 2001، تعرضت عضوة البرلمان عن حزب المحافظين البريطاني، آن وايدكومب، لهجوم بواسطة فطائر من الحليب والبيض على أيدي متظاهرين مناهضين للعنصرية، بسبب موقفها السلبي حيال طالبي اللجوء السياسي. وقالت صحيفة «التايمز» إن «شكل وايدكومب لم يختلف آنذاك عن مظهر البهلوانات الذين يتبرّجون في السيرك لإمتاع الجمهور وتسليته».

في عام 2005، انتقد الرئيس الفرنسي جاك شيراك المطبخ الإنكليزي، معتبراً أنه «من أسوأ المطابخ في العالم». الأمر الذي أثار رد فعل صحافي إنكليزي سارع إلى رشقه بقطعة من البيتزا على وجهه قائلاً: «...تذوّق البيتزا الإنكليزية».

خلفه الرئيس نيكولا ساركوزي الذي لم ينجُ في العام الفائت من ضربة قوية على وجهه أحدثها قالب من الحلوى، فشل في تفاديه...

أما نظيره البوليفي، إيفو موراليس، فكان يتوقع الأمر حين احتفل بعيد ميلاده الخمسين في 26 تشرين الأول الماضي، بعدما رماه أحد الفلاحين بقالب الحلوى في وجهه. إلّا أن هذا الفعل لا يدخل في إطار الإهانة هذه المرة، إذ تبيّن أن الأمر تقليد في أميركا الجنوبية.(الاخبار)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012