تستمر أمسيات مهرجان الأردن 2010 ، وفي ثاني هذه السهرات الرمضانية المميزة، وبعد الليلة الأردنية مع مكادي نحاس وشو هالأيام وفرقة سلام، تقدم فريدة محمد علي، سيدة المقام العراقي، وبمشاركة فرقة المقام العراقي بقيادة محمد كمر مجموعة من الأغنيات المنتقاة من عمق التراث العراقي وبما يشمل عددا من المقامات العراقية، أو الشرقية الخاصة بمنطقة الرافدين والمميزة للغناء الكلاسيكي والشعبي في العراق.

ففي يوم الخميس، 26 آب 2010، الساعة العاشرة مساء، سيصدح صوت سيدة المقام العراقي في سماء قلعة عمان ومنه الى جبال عمان، كما كان زمن العمونيين الجبل المقدس والمعبد والذي منه ينادى الى الإحتفالات والصلوات.

وعلى مدى ساعتين ستقدم فريدة وفرقة المقام أغنيات الحنين الى بغداد ودجلة والفرات وتقديرا وإجلالاً لأسماء مهمة في الموسيقى العراقية منتصف القرن الماضي؛ صديقة الملاية وسليمة مراد وزهور حسين ووحيدة خليل ولميعة توفيق وهذه الأغاني من ألحان كبار الملحنين العراقيين لتلك الفترة أمثال: عباس جميل وناظم نعيم ومحمد نوشي وخزعل مهدي وتتخلل هذه الأغاني مجموعة من المقامات القريبة الى قلوب المستمعين وقصائد شهيرة لشعراء عرب كبار منهم: البهاء زهير وإيليا أبو ماضي وشعراء عراقيين أمثال: جبوري النجار وعبد الكريم العلاف وخزعل مهدي . وقد أعد الملحن محمد حسين كمر موسيقى جديدة للبرنامج بمصاحبة الآلات الموسيقية التراثية العراقية.

والسيدة فريدة محمد علي والفنان محمد حسين كمر من جيل شاب حمل على كاهله هذا الإرث الكبير ويجول العالم حاملا رسالة حضارة. وقد تتلمذت سيدة المقام العراقي على يد الأستاذ الكبير حسين الأعظمي، متخصصة في فن المقام العراقي والذي أصبح مدرسة لها العديد من الأساتذة والمريدين. وفرقة المقام العراقي تتكون من مجموعة من أهم عازفي الآلات التقليدية العراقية والتي تتميز بها بلاد الرافدين وتوغل جذورها في التاريخ الى آلاف السنين والى زمن سومر وبابل.

وكانت السيدة فريدة وخلال شهر تموز الماضي قد قدمت أول عرض موسيقي غنائي من العراق في دار الأوبرا البريطانية، التي لم تقدم بخلاف الأوبرا أية عروض عادية وتحتفظ بمواصفات عالية للعروض المقدمة فيها. فيما تواصلت عروض فريدة وفرقة المقام العراقي منذ بداية العام في مختلف أنحاء العالم مشاركين بأبرز المهرجانات حول العالم.

ويختتم مهرجان الأردن فعالياته لهذا العام ،والتي استمرت لشهرين، بالموسيقى والرقص الصوفي من تركيا، مع مركان ديه ديه، يوم الإثنين، 30 آب.