أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


كفانا اقتتالاً.. كفانا ضياعاً.. كفانا جهلاً!

بقلم : د. محمد ناجي عمايرة
04-07-2013 09:52 AM
يغلب التمني والتعاطف على كل تحليل سياسي قد يميل اليه الكاتب هذه الايام فيما يخص التطورات والاوضاع المقلقة والمؤلمة التي تسود كلا من مصر وسوريا على اختلاف واضح للحالتين وتمايز بين أحداثهما.
لا ينبغي للكاتب العربي ان يتجرد من عواطفه القومية ليكتب بحيادية وموضوعية عن أحداث أي بلد عربي شقيق أو حتى بلد أجنبي صديق، فهذه العواطف في نهاية المطاف ضرورية كضرورات الحياة الأخرى، ما لم تكن تذهب الى الانحياز غير المسوغ ولا الموضوعي بل الى حدود التعصب الأعمى لشخص او توجه أو نظام سياسي او حزب أو جماعة أو جهة.
أحسب هذه مقدمة ضرورية لقول ما يأتي :
1- الأمن العربي مترابط ولا يجوز أن يتجزأ حتى لدى اولئك الذين لا يتخذون من القومية والعروبة ووحدة الأمة العربية مذهبا سياسيا او يتوافقون معها بوصفها مبادئ اساسية في السياسة العربية.
2- لايجوز ان نستهين بإرادة الجماهير التي نزلت الى الشوارع بالملايين لمجرد الفذلكة والادعاء ان النظام السياسي شرعي ومستمر بدعوى انه وليد صناديق الانتخابات وحدها.
3- لايوجد ما يسوغ الاستهانة بدماء المواطنين والزج بهم في دوامة العنف والقتال والاقتتال والتدمير بزعم الدفاع عن الثورة في الوقت الذي نجد الداعين الى ذلك يختصرون مفاهيم الثورة بانفسهم وحزبهم ونظامهم..!
4- يلتبس الحق بالباطل والصدق بالادعاء والانتماء باللاانتماء في هذه الظروف بما يجعل التمييز بين الحقيقة والوهم شديد الصعوبة.
5- لانجد ما يقنع العقل والقلب معا فيما سمعنا من خطب القيادات السياسية في تسويغ لجوئها الى العنف والقتل في مواجهة جماهير تطالب بحقوقها او تنشد العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والكرامة الإنسانية.
6- تنتهي الشرعية المسماة دستورية عندما تخرج الناس بالملايين الى الشوارع لتطالب أحد الرؤساء بالرحيل، ولا مجال أمامه إلا ان يستجيب للمطالب الشعبية. اما التهديد بالعنف والمواجهة فلا يولد إلا مزيدا من الدمار والقتل والخراب.. أين تقوى الله ومسؤولية الراعي عن الرعية ؟؟ وأين حقوق المواطنة والمزاعم عن الديموقراطية والتعددية وحقوق الإنسان؟!
7- العقلاء وحدهم والمخلصون لقضايا الوطن والأمة هم من يسعون لتجنيب البلاد والعباد ويلات الحروب الاهلية والتمزق والضياع ويعملون بقوة وضبط نفس على ترسيخ السلم الأهلي..!
دعونا نتخلى عن الفذلكات، وننحاز للوطن والامة دون تعصب لأقليم أو جغرافيا أو حزب أو فئة او جماعة او طائفة أو ديانة..أو قومية.. كفانا انقساما..كفانا اقتتالا.. كفانا دماء وانتقاما..وجهلا!

الراي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012