أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


وصفي التل العروبي ..

بقلم : محمد الأصغر محاسنه
27-11-2013 11:15 AM
ودرب الحر كدربك ياوصفي غير مامونه .. هكذا قال عرار والد وصفي له مرة .. وقال وصفي اما انا فتاتيني رصاصة فاموت واقفا ....
الحديث عن الشهيد وصفي التل له شجون والحديث عن شخصية مثل وصفي التل غير الشخصيات أو كلها على الإطلاق، فاللذين عاشوا بالقرب منه يشهدون له بذلك وبشخصيته المميزة فوصفي صاحب القيم النبيلة وصاحب الأخلاق.. وهو صاحب الفقراء عندما كان يحثهم على الزراعة من الغور إلى الصحراء وصفي الشخصية الأردنية النادرة في كل ما تحمل وتجمع من الذكاء والشهامة والكرم، والخضوع لأدنى الناس، والسؤال عن أحوالهم عندما كان في موقع المسؤوليه.


عندما كان يدرس في مدرسة السلط الثانوية كان من أوائل الطلبة المتميزين، فبعث إلى الجامعة الأمريكية ببيروت ليدرس الفلسفة والسياسة والاقتصاد، في زمن كانت التيارات القومية في أوج ازدهارها، وكانت الجامعة آنذاك تضم مجموعة كبيرة من الطلاب العرب، مما وفر بيئة ساهمت في صياغة طموحاته، فاتفق مع مجموعة من الطلاب في الانخراط في الجيش البريطاني، لإيمانه بان الملحمة لا محالة مع الصهاينة، فتعرف وقتها على الصحراء مما أدى إلى معرفته في الشؤون العسكرية، فشارك في حروب لبنان وفلسطين من عام 1948-1949.


وصفي الذي لا يحتاج إلى مديح و شهادات الآخرين لإنصافه، كيف لا وهو ابن المدرسة القومية بلا منازع، وقد آمن بتطبيق الأفكار وتحويلها إلى واقع. وهو الذي قاتل على ارض لبنان وفلسطين إلى جاتب صفوف جيش الإنقاذ، فقد كان يسعي دائما من أجل قضية واحدة لا غير، هي قضية فلسطين وآمن بان الجهد الأردني لا يكتمل إلا بالجهد الفلسطيني لأنهما في النهاية مكملان لبعضهما، لقد كان دائما يخاف على أن أي تكتل سياسي يهدف إلى فصل الضفة الغربية عن الشرقية هو تهويد لفلسطين.. كان لوصفي موقفا وا ضحاوصريحا ومباشرا بإصراره على عدم دخول الأردن من حرب حزيران مهما كانت الأسباب ومهما كانت المبررات والدوافع فالظروف والمعطيات السياسية والعسكرية للدول العربية آنذاك كانت تؤكد بوقوع الهزيمة. وعلاوة على ذلك وبالنسبة للأردن ستكون الكارثة باحتلال الضفة الغربية والقدس العربية. ، كان وصفي ، ثائراً منفعلاً عصبي المزاج ، ولقد كان آنذاك رئيساً للديوان الملكي ، وكان يردد باستمرار: أن الخطر الداهم يزحف نحو أمتنا العربية وأن الهزيمة قادمة وأن الكارثة مقبلة على الأردن ، ولا سبيل لدفع كل ذلك عن الأردن إلا بعدم دخول الحرب. وكان يقول: 'إذا دخلنا الحرب ، فإن الهزيمة والكارثة محققه..

فهم وصفي القطرية الحقيقية وفسرها باعتبارها الخطوة الأولى والأساسية لبناء الدولة العربية مثلما هي الطريق السليم والصحيح لتكون وحدة ثابتة تتقدم برؤىً ومفاهيـــم إنسانية قومية ، وترتكز على أسس قومية وشعبية واضحة ، وبحيث يكون هناك إصلاحات وتغييرات تطرأ على حياة الإنسان العربي وأما الهوية الوطنية الأردنية في فكر 'وصفي التل فهي لا تقبل الانقسام أبداً فهي من معاني السمو والرفعة في الفكر والوجود وبقيادة هاشمية حكيمة ، وحياة أفضل ، وحرية. وقناعة. فالوطني هو من يصون أمن البلد والدولة والمجتمع ، وهو من يحرص كل الحرص وبروح المسؤولية والصدق مع مجتمع متماسك وأصيل..
فيا أبا مصطفي أن اللذين قتلوك هم الذين ادعوا بحب فلسطين وهم اللذين سعوا إلى تهويدها وتآمروا عليك وعليها، وحملوك مسؤولية الأحداث -أحداث أيلول- وهم بعيدون كل البعد، فقط شعارات وخطابات كاذبة لا تمت للمشروع العربي بشيء ولا بفلسطين وتخليصها بل تهدمه ما دامت هناك مؤامرات وفتن... لم يعرف هؤلاء الخفافيش الذين لم يقدروا على مواجهة شمسك المشرقة بأنك كنت ملتزم بالعمل العربي وبقضية فلسطين قبل كل شيء وما قيل عنك وتعاونك مع البريطانيين فهذه حجة العاجز والممتلئ قلبه بالحقد ولأن هذا البلد طيب بكل رجاله فقد تعرض للكثير من الإساءة، فمثلما وقع الشهيد عبدا لله بن الحسين الملك المؤسس في القدس وقع وصفي في 28/11/1971م على يد جماعة تدعي أيلول الأسود في القاهرة وهو يؤدي واجبا قوميا. ستبقى شمسك يا أبا مصطفي مشرقة واسمك شعلة مضيئة في ضمائر الأردنيين واللذين أمنوا بوحدة الرأي والمصير وتبقي الخفافيش لا تقدر على مواجهة الشمس المشرقة

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-11-2013 11:30 AM

"فاتفق مع مجموعة من الطلاب في الانخراط في الجيش البريطاني" سؤال للكاتب هل كان وصفي التل جنديا في الجيش البريطاني؟؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
27-11-2013 01:30 PM

انضم إلى الجيش البريطاني ثم سرح من الخدمة بسبب ميوله القومية العربية
التحق بجيش الجهاد المقدس بقيادة فوزي القاوقجي، وحارب في حرب فلسطين في 1948 م.
كان موقف وصفي التل من حرب حزيران واضحا وصريحا ومباشرا ويتلخص وبإصرار على عدم الدخول في الحرب مهما كانت الأسباب ومهما كانت المبررات والدوافع فالظروف والمعطيات السياسية والعسكرية للدول العربية آنذاك كانت تؤكد بوقوع الهزيمة.

3) تعليق بواسطة :
27-11-2013 02:45 PM

شكرا على التوضيح، وهي معلومة جديدة تماما بالنسبة لي. طيب ما هو المقصود ب"عدم الدخول في حرب حزيران؟" أليس الكيان الصهيوني هو الذي اعتدى علينا؟ كيف يكون الإصرار على عدم الدخول في حرب مفروضة عليك من المعتدي؟ أم أن المقصود هو عدم استفزاز الكيان وإعطائه الذرائع ليبادر بالهجوم؟ أكرر شكري لك واحترامي.

4) تعليق بواسطة :
27-11-2013 06:28 PM

أستاذي وصفي كان يقرأ ما بين السطور ويعرف أن الجيش الأردني لا يستطيع دخول الحرب مع العدو الصهيوني وكان يريد المحافظة على ما تبقى من ارض فلسطين التاريخية الضفة الغربية التي كانت جزء من المملكة الاردنية حتى لا يقوم الاحتلال باحتلالها وهو ما حدث بالفعل وكان صوت العرب من القاهره يصدح فيه بوق احمد سعيد ويقول تقوع يا سمك حتكاكل إسرائيل ومن وراء إسرائيل وحدثت الكارثة وضاعت الضفة الغربية

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012