كل الأردن-وافقت عشيرة الخريسات في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء على إعطاء عطوة إمهال لمدة شهرين عرضها محمود جراد النعيمات مندوباً عن الشريف فواز. وجاءت العطوة بعد رفض الأمن العام لأخذ عطوة عشائرية، وهو ما أثار حفيظة أهالي المرحوم سليمان الخريسات.

وكان أبلغ أهالي الشاب سليمان خريسات مساء الثلاثاء بوفاته رسمياً، وذلك بعد عدة أيام من وفاته سريرياً إثر إصابته بعيار ناري من قبل رجال أمن. وسادت اجواء توتر في مدينة السلط ترقباً لتطورات الموقف. وفي ذات الوقت رفض  أهل وأبناء عم المتوفى استلام جثمانه أو دفنه دون إبرام عطوة عشائرية، وهي العطوة التي رفض الأمن العام إبرامها.

وقد ذكر شهود عيان لـ"كل الأردن" أن قوات الدرك عززت وجودها بشكل كبير في ساحة واد الاكراد، وهي الساحة التي شهدت أعنف الاشتباكات بين المتظاهرين والأمن نهاية الأسبوع الماضي.

وتقول مصادر مقربة من اهالي المتوفى أنه سيتحركون لمخاطبة "النواب السلطيين" في محافظة البلقاء وخارجها، وذلك للطلب منهم وبشكل واضح حجب الثقة عن الحكومة الجديدة ما لم تحل المسألة بطريقة مقبولة.

وكانت الأمور ظهرت وكأنها تسير في السلط باتجاه التصعيد مرة أخرى، حيث تفيد مصادر من هناك بأن انتهاء العطوة الأمنية دون أن تجدد قد يسفر عن توتر جديد. كما أظهر عدد كبير من أبناء المدينة شعورهم بالاستفزاز بسبب الوجود الأمني المكثف في محيط السلط وفي داخلها، وهو الوجود الذي وصفه شهود عيان بأنه غير مسبوق.

كما اجتمع أهل سليمان خالد المنصور الخريسات في بيت والده الإثنين بحضور 25 شخصية من وجهاء الخريسات، وأكدوا على موقفهم الثابت من طلبهم الإفصاح الرسمي عن هوية الشرطي والذي وصفوه بأنه ارتكتب جريمة القتل بدم بارد بحق ابنهم، والسير بإجراءات عطوة عشائرية من طرف عشيرة القاتل بعد انتهاء العطوة الأمنية اليوم الثلاثاء، أو يجري تمديد العطوة الأمنية من قبل محافظ البلقاء وجهاز الأمن العام حرصا على سلامة أبناء السلط وممتلكاتها من كل من يضمر لهم الشر والسوء، وحتى لا يحدث فراغ أمني لا يمكن أن تحمد عقباه.

وأوضح ذوو المرحوم بأن السيارة كانت مرخصة وتحمل لوحة أرقام وقد صورها النائبان د معتصم العواملة والمهندس جمال قموه قبل تحفظ رجال الأمن عليها، وأضافوا أن وهذ عكس ما ادعاه البيان الرسمي الأول للأمن العام، كما أن الرشق بالحجارة تم بعد إطلاق النار وإصابة سليمان،  ومطاردة السيارة التي كان يقودها أخوه حتى باب بيته، وهناك قامت النساء والأطفال برشقهم بالحجارة.

وأضاف أهل سليمان: "أما جريمة إطلاق النار فقد تمت عن قرب شديد بعد إيقاف السيارة وحجزها في زاوية ضيقة وبدم بارد لذلك اخترقت الرصاصة رأس ابننا وخرجت من الجهة الأخرى ووجدت على الأرض بعد ساعات من الجريمة عند بدء التحقيق الميداني لذا فقد طالب المهندس جهاد القماز الخريسات مرشحنا للانتخابات النيابية أمس في اجتماع عشيرة الخريسات بعقوبة الإعدام لهذا القاتل وطالب بعض وجهاء العشيرة باشتراط عدم توكيل محام من قبل أهل القاتل الذي لم تبلغ عشيرة الخريسات حتى الآن بهويته رسميا وإن كان جرى التعرف بشكل دقيق على اسمه واسم عائلته ومنطقته".