27-11-2010 09:50 PM
كل الاردن -
الرياض - تحرك وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز سريعا للتذكير بأنه صحاب اليد الطولى في السلطة في السعودية بعد أن اعلنت وزارته عن اعتقالات واسعة النطاق وهجمات مخطط لها تستهدف مسؤولين كبار وضباط امن وإعلاميين وأهداف نفطية.
وربط محللون بين الإعلان عن اكتشاف شبكة القاعدة الجديدة وبين ملامح استقطاب داخل الاسرة الحاكمة حول من يتولى العرش وولاية العهد على خلفية مرض العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
وكان تعيين الأمير نايف رسميا في التسلسل الثالث للسلطة قد رجح التوقعات بأنه سيكون ولي العهد القادم في حال شغور المنصب مما يرشحه تلقائيا للعرش.
لكن عودة الأمير تركي بن عبدالعزيز بعد نفي اختياري امتد لثلاثين عاما في القاهرة أفرزت واقعا جديدا.
فمن الواضح أن الأمير تركي ليس بصدد التقدم لمنافسة أخيه الأصغر الأمير نايف، إلا انه بوضع قوي يسمح له في أن يكون صانعا للملوك في السعودية مرجحا كفة أمير الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز على حساب الأمير نايف.
والمح المراقبون الى العلاقة بين عودة الأمير سلطان الى السعودية ومرافقة الأمير تركي والأمير سلمان له، مشيرين الى ان المشهد أكثر استقطابا وان الأسرة السعودية الحاكمة بين خيارين لا ثالث لهما.
ورغم أن عددا من الأمراء يمكن ان يكونوا نظريا مرشحين لخلافة الملك او ولي العهد، كما هو حال الأمير طلال بن عبدالعزيز، إلا أن حظوظهم تبقى ضعيفة نتيجة ابتعادهم الاختياري او الجبري عن دوائر السلطة على مدى سنوات، مما جعلهم خارج حلبة المنافسة.
وجاء تحرك الأمير نايف واضحا بعض الشيء مع الاعلان عن خلايا القاعدة التي يعود وقت اعتقال افراد بعضها الى ثمانية أشهر. فعودة الأمير تركي والتفضيلات التي برزت داخل الاسرة للأمير سلمان وتعيين الأمير متعب بن عبدالله نجل العاهل السعودي في ثاني أقوى منصب عسكري في البلاد كقائد للحرس الوطني ووزيرا في مجلس الوزراء زادت من ضبابية المشهد أمام الأمير تركي.
ولا يخفي بعض كبار الامراء في الاسرة الحاكمة السعودية تشككهم في أن تكون مصلحة الأسرة والبلاد في وصول الأمير نايف الى العرش خصوصا وأنه يمثل التيار المحافظ داخل المملكة ويعد القوة المعيقة الأولى ضد الانفتاح والتغيير.
وهو أمر يشاركهم فيه عدد من حلفاء السعودية التقليديين من العرب والغربيين حسبما اوردت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها عن قضية الخلافة في السعودية.
وعبّر الأمير طلال فور تعيين الأمير نايف بمنصب النائب الثاني لرئيس الوزراء قبل عام عن امتعاضه من التعيين، في حين لم يعلن الأمير تركي عن أي موقف صراحة.
ويتقدم كل من الأمير تركي والأمير طلال عمريا على الأمير نايف، لكن الأسرة الحاكمة لا تقوم بوضع خياراتها دائما بناء على العمر. والأمير تركي من الاخوة السديرية وهم الفرع الاقوى من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود.
واعلنت وزارة الداخلية السعودية الجمعة ان اجهزة الامن اعتقلت 149 عنصرا من تنظيم القاعدة وفككت 19 خلية في الاشهر الثمانية الماضية في السعودية حيث كانوا يخططون لاعتداءات.
(ميدل ايست)