29-11-2010 04:47 PM
كل الاردن -
كل الأردن- نقل موقع 'ويكيليكس' الشهير في بعض وثائقه عن مراسلات السفارات الأمريكية في الخارج أن الدبلوماسية الأردنية تطالب عموماً بضرب إيران، فيما يرى الملك عبدالله الثاني ضرورة أن يتبع مع إيران مقاربة شاملة ومرنة تربط ردود الفعل بتصرفاتها أولاً بأول.
ونقل الموقع في إحدى الوثائق التي صنفت سرية بناء على طلب السفير الأمريكي في عمان ستيفن بيكروفت:
الاستعارة التي يستعملها المسؤولون الأردنيون عادة عندما يناقشون موضوع إيران هي تشبيهها بأخطبوط تمتد أذرعه لتدير وتحرض ضد وتنقض أفضل الخطط التي يعدها الغرب والمعتدلون في المنطقة. وأذرع إيران تشمل حلفاءها قطر وسوريا، وحزب الله في لبنان، وحماس في الأراضي الفلسطينية، والحكومة العراقية التي تعتبر أحياناً كداعم لإيران، والتجمعات الشيعية في امتداد المنطقة.
ونقل الموقع في الوثيقة عن زيد الرفاعي رئيس مجلس الأعيان وقتها (2 نيسان 2009) ما يلي:
تنبأ رئيس مجلس الأعيان أن الحوار مع إيران لن يصل إلى نتيجة. وقال إنه إذا اتفقت أمريكا والاتحاد الأوروبي والعرب على انه لا ينبغي السماح إيران تحت أي ظرف بامتلاك سلاح نووي فإن القوة العسكرية تصبح الخيار الوحيد. 'اضربوا إيران، أو تعايشوا مع قنبلتها. العقوبات والجزرات والحوافز لن تترك أثراً.' وحسب الوثيقة فإن الرفاعي قال ذلك للمبعوث الأمريكي ديفيد هيل في شهر تشرين الثاني. وقال الرفاعي –حسب الوثيقة- أنه ورغم النتائج الكارثية التي ستتركها الضربة على المنطقة فإن منع إيران من امتلاك أسلحة نووية يجعل الأمر يستحق.
ونقلت الوثيقة أن الملك عبدالله الثاني أخبر السيناتور الأمريكي هيل أن أمريكا ينبغي أن تباشر الخيارين (العسكري والتفاوضي) في نفس الوقت، ولكن الاشتباك (التفاوضي) ينبغي أن يتم، مع وضع معايير للتصرفات (التي تبديها إيران).
وفي وثيقة أخرى نقل مسؤولون في السفارة الأمريكية في عمان أن وزير الخارجية صلاح البشير (في العام 2008) كان ينتظر لمعرفة من سيحصد نتائج اتفاق الدوحة. وتنقل الوثيقة أن المسؤولين الأردنيين يعتقدون أن أفضل طريقة للتعامل مع حزب الله هي بانسحاب إسرائيل من شبعا لسحب ذريعة المقاومة منه.
وخلال المباحثات الأمريكية-الأردنية تشرين الثاني عام 2008 قال وزير الخارجية البشير أنه يلاحظ أن لدى نوري المالكي ميلاً لاسترضاء إيران. ولكنه رأى أن التعاطي الأردني (والسني العربي) مع حكومة العراق يشكل حصناً أمام إيران.
وأضافت الوثيقة أن المسؤولين الأردنيين الذين كانوا يحادثون الأمريكيين كانوا يركزون على ألا يتم الانسحاب الأمريكي من العراق 'إلا عندما يكون لذلك معنى'. وإلا ترك الساحة فارغة للنفوذ الإيراني.
وبحسب الوثيقة فإن المسؤولين الأردنيين لديهم شكوك قوية إزاء طريقة أمريكا في التعامل مع إيران. وزير الخارجية ناصر جودة مثلاً يعتقد أن الإيرانيين سيكونون سعداء باستمرار المحادثات مع أمريكا لعشر سنوات دون أن تتقدم فعلاً، حيث أن ذلك سيخرجهم من عزلتهم الدبلوماسية.
وفي نفس الوثيقة أيضاً ينقل عن مسؤول أردني آخر رأي بخصوص إيران، حيث قال خالد القاضي مدير مكتب رئيس الوزراء أن حرب غزة سمحت لإيران بالتدخل في العلاقات العربية-العربية بشكل لم يسبق له مثيل. وطالب القاضي بأن يفهموا التاريخ، مشيراً أنه بعد الإسرائيليين فإن الإيرانيين هم الأذكى، حيث أنهم يعرفون أين هم ذاهبون وما الذي يفعلونه. وأضاف القاضي أن إيران تحاول تحويل الصراع العربي –الإسرائيلي إلى صراع إسلامي-إسرائيلي، وهي تفعل ذلك بمعونة سوريا وقطر.
اما جعفر حسان مدير العلاقات الدولية في الديوان الملكي (وقتها) فيقول أن على أمريكا ليس فقط أن تستشير حلفاءها العرب في المنطقة، ولكن أن تعلن ذلك أيضاً حتى تعرف إيران انهم شركاء في القرار. وطالب أن يعمل العرب والأمريكيين سوية لتقرير ما هو المطلوب من إيران، وما هي الخطوط الحمراء.
تعليق رسمي أردني
قال مصدر حكومي إن ما ورد في الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس حول الأردن يعكس تحليلات مسؤولين أميركيين وقراءاتهم.
وأضاف المصدر في تصريح نقلته وكالة الأنباء الأردنية بترا أن السياسة الأردنية حول القضايا الإقليمية، التي أشارت إليها قراءات المسؤولين الأميركيين في الوثائق التي نشرها الموقع، واضحة ومعلنة، أكد عليها جلالة الملك عبدالله الثاني في لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين والدوليين، وفي التصريحات العلنية، كما أكد عليها المسؤولون الحكوميون، الذين يمثلون وحدهم المواقف الرسمية الأردنية.
وأشار المصدر إلى أن موقف الأردن الثابت، والذي أكد عليه جلالة الملك أكثر من مرة، هو رفض أي عمل عسكري ضد إيران، والتحذير من النتائج الكارثية لمثل هذا العمل على أمن المنطقة واستقرارها.
وقال إن الأردن أكد دائما على ضرورة التعامل مع الملف النووي الإيراني عبر الطرق الدبلوماسية والسلمية، وعلى ضرورة أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل، وأن تلتزم جميع دول المنطقة بالقوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة.
وأضاف أن الأردن يؤكد دوما ضرورة أن تقوم العلاقات بين الدول على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية لأي دولة، وأن تسود المنطقة علاقات حسن جوار وفق هذه المبادئ.
وقال المصدر إن السياسة الأردنية ثابتة لا تتغير في اعتبار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أساس الصراع في المنطقة، وأن حله على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وفي سياق إقليمي يضمن السلام الشامل، هو مدخل حل جميع القضايا المتوترة في المنطقة، وشرط تحقيق السلام والاستقرار فيها.
وأكد أن هذه هي المواقف التي يتحدث بها المسؤولون الأردنيون مع المسؤولين الأميركيين وغيرهم، وان أي إشارة إلى غير ذلك في ما نسب إلى مسؤولين أميركيين يعكس مواقف هؤلاء المسؤولين وتحليلاتهم، أو قراءاتهم المجتزئة لهذه المواقف.
للوصول إلى الوثيقة الأولى على موقع صحيفة الجارديان انقر هنا
للوصول إلى الوثيقة الثانية على موقع ويكيليكس انقر هنا