02-12-2010 08:28 AM
كل الاردن -
ادهم غرايبه
واقعتان حدثتا بفاصل مكاني و زماني بسيطين بينهما رابط موضوعي لا يمكن انكاره او تجاهله , الاول حدث على ارض فلسطين المحتلة و الاخر مثل ردا عليه حدث على ارض الاردن التوأم .
قبل ايام تواقح عدد من مجرمي قوات ' الامن الاسرائيلي' و اعتدى على عدد من موظفي السفارة الاردنية في 'تل ابيب' و قد مثل ذلك عملا اخرق بخرقه للاعراف الدبلوماسية، و قام وزير خارجية الحكومة الاردنية باستدعاء 'السفير الاسرائيلي' في عمان ليبلغه احتجاجاً قيل انه شديد اللهجةه مرفقا بطلب من الوزير موجه 'للحكومة الاسرائيلية' يقضي بضرورة التعهد بعدم تكرار الحادثة و معاقبة المسؤولين ... و لست متأكد من الطلب الاخير !
حتما ان الكيان لم يرتعب يومها من هذا الاستدعاء. و لا أريد ان ازاود على 'جودة' فليس بمقدور الرجل ان يفعل اكثر من ذلك بعد ان حدث كل ما حدث ! المؤكد ان الحادثة الدنيئة تضاف لقائمة لا تنتهي من الاعتداءات الجدية تجاه الاردن التي لا يمكن التعامل معها على انها مجرد ' ثقالة دم' يمكن تحملها يبدعها الطرف التي وقعت معه احدى حكوماتنا اتفاقية 'سلام' ذات زمن بائس و تؤكد مجموع الحوادث على استهتار ' الاسرائيلين' بما وقعوه و تجسد استهزائهم بالحكومات التي تعترف بهم ... ان لم نقل اكثر من ذلك !
تخيلوا لو ان شيئا من هذا القبيل حدث مع موظفي سفارتنا في بيروت مثلا ! كيف سيكون الرد اعلاميا و دبلوماسيا من طرفنا ؟ ... يا حبيبي !
حتما سيعرج البعض في الاردن على المقاومة اللبنانية لينال من حزب الله و سلاحه حتى لو اعلنت 'القوات اللبنانية' مسؤوليتها عن الحادث . دعونا لا نتخيل تجنبا للصداع !
............................. .............................
بوطنية صادقة عبرت المواطنة الاردنية الجنسية – الفلسطينية الاصل – سلوى البرغوثي عن عفوية الرد الشعبي و تلقائية معاداته المجرمين الصهاينة اصحاب الموروث السحيق و الباع الطويل في الهمجية والاجرام حينما طردت 'سائحة اسرائيلية' من مطعمها الخاص بمدينة العقبة. ما فعلته السيدة البرغوثي انها وجهت 'سهام' الرد للغطرسة الصهيونية ما استطاعت الى ذلك سبيلا انسجما مع تاريخ عائلتها الوطني. و لا شك ان الدم الذي غلى في عروقها حينما اقدمت على كنس الوسخ من مطعمها هو دم فلسطيني نقي خال من كولسترول التنظير السياسي و من سكر اوهام السلام، و ليس به ضعف نضالي، وينسجم حتما مع تاريخ و ارث وتكوين الشعب الاردني الفطري المعادي للاحتلال.
ان اروع ما اقدمت عليه سلوى هو اعادة احياء الضمير النضالي للفلسطينين، خصوصا بعد ان انخرطوا في قضايا معيشية و انشغالات سياسية ابعدتهم عن القضية الاساسية و الواجب النضالي المعادي للاحتلال الذي نكل بهم و اخرجهم من وطنهم الذي يجب ان يعملوا بدعم كل العرب للعودة اليه، خصوصا ان هذا الحدث يجيء بعد ان تحولت حمم براكين النضال الى جمر اراجيل في مقاهي عمان الغربيه !
لقد استدعت الاجهزة الامنية الاردنية المواطنة سلوى البرغوثي على الفور للتحقيق .... تخيلوا لو ان سلوى طردت مواطنا عربيا من مطعمها فهل كان سيكترث احد ؟!
الحدثان منفصلان في المكان و الزمان لكنهما مرتبطان موضوعيا ... و للامانة ان الرد الشعبي افصح بكثير من الرد الرسمي ! لذا انحني اجلالا ل'سلوى' .