03-12-2010 02:01 PM
كل الاردن -
قال السفير الأميركي السابق في عمان 'إدوارد غنيم' أن الموجة الأخيرة من تسريبات وثائق سرية أميركية عبر موقع 'ويكيليكس' كانت محرجة وخطيرة للولايات المتحدة وحكومات عديدة، إلا انه اعتبرها 'مشكلة عابرة' وتأثيرها سيكون قصير المدى.
وبين في مؤتمر صحفي عقد ظهر الخميس في عمان ان نشر الوثائق سيكون له تأثير مباشر على مبادرة بعض الأشخاص للتحدث بصراحة مع المسؤولين الأميركيين إلا أنه لا يجد أن الفضيحة ستؤدي الى نتائج وخيمة على الدبلوماسية الدولية كما كان متوقعا.
'إنها مشكلة عابرة.. فمصالح الدول ستكون هي المهيمنة في النهاية' - بحسب قوله.
وأكد 'غنيم' الذي عمل سفيراً للولايات المتحدة الأميركية لدى الأردن بين عامي 2001-2003 أنه ليس موجود هنا 'لتلميع الصورة.. فنحن فعلاً محرجون' مبينا ان لقائه يأتي بناءاً على طلب وزارة الخارجية الأميركية منه الجلوس مع الصحافيين في الأردن للحديث عن أزمة 'ويكيليكس' والعلاقات الثنائية بين الأردن والولايات المتحدة.
وأكد غنيم الذي يزور البلاد للمشاركة في مؤتمر دبلوماسية الأردن المنعقد في الجامعة الهاشمية أنه يتكلم بصفته 'مواطن أميركي له خبرة طويلة كسفير' وذلك بعد تقاعده من السلك الدبلوماسي وعمله كعضو الهيئة التدريسية في جامعة 'جورج واشنطن' الأميركية - مؤكداً أنه لا يمثل الحكومة الأميركية في آرائه.
ونوه 'غنيم' الى أن تسريبات الوثائق أضرت بالحكومات وبزملائه السابقين مشيراً الى انها تعتبر 'اعتداء على حكومتكم [الأردنية] والحكومات الأخرى وتقويض للمسؤولين في حكومتكم والحكومات الأخرى.'
وفي رده على سؤال فيما يتعلق بما ورد في التسريبات بأن السفارة الأميركية في عمان هي من أكثر السفارات إبراقاً لواشنطن - والمقدر عددها بـ 4700 برقية - أصر السفير أن الأرقام لا تشير الى واقع عمل السفارة وأن عمل السفارات في إعداد التقارير وإرسالها الى واشنطن عمل بروتوكولي اعتيادي..
وأكد أن 'السفارة الأميركية في عمان متوسطة الحجم ولا يمكن أن ترسل برقيات أكثر من مثيلاتها في تل أبيب والقاهرة وبغداد.'
ولكنه أكد في الوقت ذاته أن السفارة هنا 'جيدة.. وأنا أؤكد لكم أنها تعلم بكل ما يجري في الأردن.'
وفي رده على سؤال يتعلق بتسريب الموقع لبرقية وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون العام الماضي لدبلوماسييها حول العالم للقيام بجمع المعلومات الاستخباراتية عن كبار المسؤولين في الأمم المتحدة والأمين العام وممثلي مجلس الأمن بما في ذلك بصمات الأصابع وبصمة العين، أكد 'غنيم' أنه في خبرته الدبلوماسية كان يتلقى كل عام توجيهات تذّكر بدور السفراء بجمع المعلومات 'البيوغرافية' عن المسؤولين والأشخاص الذين يلتقوا بهم.
'هو أمر ليس خارج عن الاعتياد.. وهي ليست معلومات لا يمكنك أن تحصل عليها من موقع ويكيبيديا.'
ولكنه أشار الى أن صحافي من صحيفة 'نيويورك تايمز' الأميركية كان قد سأله عن ذات الموضوع.. وكرر أنه 'لم يسبق لي أن صادفت هذا التوجيه من قبل خلال عملي في السلك الدبلوماسي.'
وأوضح السفير أن الوثائق المسربة عبر موقع 'ويكيليكس' مجزوءة وقد يتم قراءتها بشكل خارج عن سياقها' مشيراً الى أن دور السفارات يكمن في خلق حوارات ونقاشات مع المسؤولين والمواطنين وذوو الاختصاص وهي حوارات قد تكون رسمية أو غير رسمية ويتم إيعاز واشنطن بمحتواها عبر هذه البرقيات.
ونبه 'غنيم' الى أن البرقيات لا تتصف دائماً بالمواضيع السرية السياسية أو الاقتصادية.. فقد يكمن محتواها في تقييم اداء برامج إنمائية أو عقود أو مجرد أراء ووجهات نظر لأشخاص وردود فعلهم حول سياسات معينة.
وتخوف 'غنيم' من أن تضر التسريبات ببعض الأشخاص والمؤسسات في بلدان استبدادية قد يؤدي نشر أسمائهم الى توقيفهم أو الاعتداء عليهم وذلك لتحدثهم مع المسؤولين الأميريكيين.
وهذه التسريبات - برأي 'غنيم' - قد تؤدي الى تغيرات في أساليب إعداد وكتابة البرقيات في المستقبل درءاً لتعريض الاشخاص للأذى اذا ما تم الكشف عنها.
وأشار الى أن هذه الوثائق لا تصنع القرار.. بل يتم جمعها في واشنطن وتحليلها ليتم أخذها بعين الاعتبار .
وأشاد السفير بالعلاقات 'الجيدة جداً' بين الأردن والولايات المتحدة مشيراً الى أن البلدين لديهما مصالح وأهداف مشتركة بالرغم من اختلاف وجهات النظر في بعض الأحيان - ذاكراً على سبيل المثال مواقف البلدين من الصراع العربي -الإسرائيلي والإرهاب.
'إن قاعدة العلاقة هي الإعتدال.. نحن نريد أن نرى تقدماً خطوة بخطوة.. وليس عن طريق الثورات والحروب.'
وأضاف 'ان الهدف من البعثة الدبلوماسية هو فهم كيف ترى الحكومة الأردنية وشعبها الأمور ومحاولة اقناعهم بوجهة النظر الأميركية.. وأنا متأكد أن الأردنيون يفعلون ما بوسعهم أيضاً لاقناع الأميركيين بوجهة نظرهم ومواقفهم من لأمور في المنطقة'.
وقال مختتماً 'إنها قصة الحوار والدبلوماسية'.
(دنيا الوطن)